أيام ونحتفل معا بحلول العيد السعيد بعد أن قضينا شهرا روحانيا ارتاحت فيه أجسادنا وتخلصت أجسامنا من السموم، واستفاد الكثير منا في إنقاص وزنه، ولكن ما إن يهل هلال العيد إلا تعود السلبيات غير الصحية من جديد ومنها الإفراط في الأكل وزيادة الأوزان والتدخين بشراهة. ورأى استشاري التغذية العلاجية الدكتور خالد علي المدني، أن المناسبات الأسرية والحفلات التي تشهد موائد كبيرة يسيل لها اللعاب تكثر في العيد وبالتالي يبدأ هنا كسر البرنامج الصحي للفرد والعودة نحو الإفراط في تناول أطعمة مثل الكبسات والمفطحات والكوزي والمندي والمظبي وغيرها التي تحتوي على نسب عالية من الدهون، مبينا أن هذه الأطعمة تعد مؤشرا لارتفاع الوزن من خلال بعض الكيلوجرامات مما يدعو إلى ضرورة الانتباه والحرص على ممارسة الرياضة وأقلها وأمتعها رياضة المشي التي تساعد على حرق السعرات وضبط آلية الجسم والوزن الذي يتفق مع الطول. وأشار إلى أنه لا يمكن الاستغناء عن تناول الزيوت والدهون كليا حيث تعد مصدرا أساسيا ومركزا للسعرات الحرارية، والتي تستهلك لسد احتياجات الجسم من الطاقة الحرارية وتختزن الفائض منه في الجسم، ومن الوظائف المهمة للدهون والزيوت أيضا أنها تعطي إحساسا بالشبع حيث تظل في المعدة لمدة أطول من الكربوهيدرات أو البروتينات، ولهذا فإن الإحساس بالجوع يتأخر بعد تناول طعام غني بالدهون، كما تظهر لبعض الأحماض الدهنية مثل حمض اللينوليك (يوجد بكثرة في زيوت دوار الشمس، والعصفر، والذرة، وفول الصويا)، وحمض اللينولينيك (يوجد بكثرة في زيت الكتان) وكلاهما له أهمية في حماية الجلد، والمحافظة على صحته، وهما من الأحماض الدهنية الأساسية عديمة اللاتشبع (التي لا بد من تناولها عن طريق الفم)، كذلك تقوم الدهون بحمل الفيتامينات الذائبة K ،E ،D ،A. كما تجعل الطعام مقبولا لوجود روائح معينة تنبعث منه فيعطي طعما مميزا، كما توفر الدهون الحماية لأعضاء الجسم الداخلية، وذلك بتكوين طبقة حول العضو لحمايته من الصدمات كما في الكلى والقلب، وتشارك الدهون أيضا في تناسق الجسم بجعل زوايا العظام ناعمة، فلا تبدو بروزات واضحة، كما تقوم بعمل طبقة عازلة للجلد للمحافظة والوقاية من تأثير برودة الجو الخارجي، وأخيرا تدخل الدهون في تركيب الغشاء الخارجي لخلايا الجسم. ويواصل د.المدني أن ما يتناوله الفرد من الزيوت والدهون يفوق احتياجه مما يعرضه إلى كثير من الأمراض مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسنة وداء السكري وغيرها. وخلص إلى القول «لا بد من الإقلال من تناول الدهون بحيث لا تزيد على 30% من السعرات الحرارية اليومية، وكذلك الإقلال من تناول الأطعمة التي تحتي على الكوليسترول بحيث لا يزيد على 100 مليجرام لكل 1000، فالصفار الموجود 17 جراما في بيضة واحدة يحتوي على 213 مليجرام كوليسترول، وكوب اللبن 244 جراما كامل الدسم يحتوي على 33 مليجرام كوليسترول ويتم ذلك بزيادة تناول الخضروات والفواكه والحبوب والبقوليات والإقلال من تناول صفار البيض والزيوت والدهون والمقليات والمأكولات الدهنية الأخرى، مع استبدال الدهون المشبعة وهي (الدهون التي تكون صلبة في درجة حرارة الغرفة والمتوفرة عادة في الدهون الحيوانية) بالدهون غير المشبعة (أفضلها الزيوت النباتية) كذلك استبدال لحوم الماشية بلحوم الطيور (الخالية من الجلد) والأسماك، والألبان والأجبان كاملة الدسم بالألبان والأجبان الخالية أو المنخفضة الدسم، مع الإقلال من تناول الأطعمة الجاهزة السريعة كالبيتزا والهامبورجر لاحتوائها على نسبة عالية من الدهون، داعيا أن لا يعود الفرد إلى الإفراط في الأكل الذي يترتب عليه التعرض لأمراض لا يحمد عقباها، فالله سبحانه وتعالى فرض الصيام لحكمة كبيرة، فصيام شهر يخلص من سموم تراكمت على مدى 11 شهرا، لذا فإن الاستمرار في الرشاقة واللياقة بممارسة الرياضة ضروري لتجنب الأمراض».