اعتبر خبراء ومراقبون لحركة التنظيمات الإرهابية أن تنفيذ بعض العمليات الإرهابية في مصر وتونس يشير إلى أن تنظيم داعش بدأ يوسع قاعدة المواقع والدول المستهدفة، مشيرين إلى التشابه بين الحالتين التونسية والمصرية اللتين تتعرضان للإرهاب. وقال الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية وتمويلها جون شارل بريسارد إن التوسع الداعشي وتمدده إلى المغرب العربي والشرق الأوسط سببه الأول التحرك السريع والثروة التي ينام عليها هذا التنظيم، معتبرا أن الأحداث التي شهدتها تونس ومصر في الأيام الأخيرة تعطي الانطباع أن البلدين يواجهان نفس المصير ونفس الأحداث الدموية. فأحداث سيناء وحرب العصابات الإرهابية المستمرة في سيناء، تدفع الرئيس عبدالفتاح السيسي لأخذ الأمور على محمل الجد لمكافحة الإرهاب. وبالتالي تطوير -على عجل- قانون مكافحة الإرهاب وتشديد القبضة على تلك الجماعات. ونفس المصير تعرفه تونس، إذ يقول الخبير الدولي في الجماعات الإرهابية، جون شارل بريسارد، حيث كان الرئيس التونسي مطالبا بسرعة التحرك، عقب اغتيال السياح في سوسة. وهو مؤشر على أن هذا الهجوم الدموي الذي حدث في تونس، يدل على قدرة الجماعات الإرهابية على التغلغل السريع وتنفيذ عملياتها بأريحية لم يسبق لها مثيل. ففرض حالة الطوارئ في تونس ما هو إلا إجراء احترازي، لا يؤثر على صورة بلد ينظر له إقليميا ودوليا على أنه في مرحلة الانتقال السلس والسلمي بعد ثورة الياسمين. من جهته، قال البروفسور عيد محمود من جامعة أوتاوة إن من المفارقات أن الرجلين لقيا مصيرا متشابها من قبل مناوئهيما باعتبارهما أجهضا محاولات الجماعات الإسلامية في الاستحواذ على السلطة. فيما لفتت الخبيرة واين كورنيل إلى أن مئات الشباب التونسي التحقوا بصفوف تنظيم داعش، إلا أن الإرهاب الذي يضرب تونس يعطي الانطباع أنه يتم استيراده من الخارج. فداعش أصبحت تستثمر في البلدان التي تمر بمرحلة انتقالية لتنمي بها وجودها، بالإضافة لقرب تونس من الحدود الليبية حيث شبح الفوضى والخراب يطغى. مؤكدة إجماع الخبراء على أن تنظيم داعش يبحث عن موطئ قدم جديد يتجه نحو الشمال ويقرب التنظيم من الغرب ويؤسس لتنظيم يستحوذ على مناطق الثروة بعد أن جففت منابع تمويلها الدولية.