قال رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف في تصريح ل«عكاظ» إن مصاب باكستان برحيل صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل مصاب جلل، إذ كان الفقيد فارسا طالما حمل قضايا أمته العربية والإسلامية في المحافل الدولية، مستذكرا مواقفه السياسية حيال باكستان مؤكدا أن باكستان لن تنسى ذلك الدبلوماسي العريق. وأضاف شريف الذي يصل اليوم لتقديم العزاء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إن الراحل كان البوصلة التي تحدد مسار الدبلوماسية السعودية حيث يعتبر سعود الفيصل الوزير الأكثر خبرة في عالم السياسة الدولية لما له من تجربة كبيرة امتدت إلى أربعة عقود شهد خلالها التحولات الدولية على مستوى المنطقة وعلى مستوى العالم ككل. وبين أن خبرة سعود الفيصل ودوره الفاعل في إظهار وجه الدبلوماسية السعودية جعلت من هذا الأداء مدرسة تاريخية، يمكن لكل دبلوماسي أن ينهل منها، لافتا إلى أن العالم خسر بأسره دبلوماسيا من الوزن الرفيع، وأكثر من خسر حقيقة هو الأمة الإسلامية والعربية. وحول ذكرياته مع الفقيد قال شريف إن الأمير سعود الفيصل كان حريصا دائما للدفاع عن قضايا الأمة الإسلامية، مشيرا إلى أنه تعامل مع الفقيد خلال عقود من الزمن ووجد في شخصيته الحنكة والحزم والبصيرة وبعد النظر والفكر الاستراتيجي والدبلوماسية العريقة، وأضاف: لقد التقيت الفقيد خلال زيارتي للمملكة إبان ذروة الأزمة اليمنية ووجدت فيه التصميم والإرادة رغم ظروفه الصحية إلا أنه كان حاضر الذهن ومتوقد الفكر. وأضاف رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف أن الطاقة الذهنية التي يتمتع بها صاحب السمو الملكي الأمير الراحل سعود الفيصل، كانت طاقة ذهنية مشتعلة قل نظيرها في التاريخ الدبلوماسي حتى في الأوقات الأخيرة، وكان الراحل قادرا على التخطيط ونقل رسالة المملكة الخارجية إلى العالم بدقة وأمانة، مؤكدا أن رحيل الفيصل ترك أثرا بالغا على الأمة العربية والإسلامية. وأشار إلى أن العالم فقد برحيل شخص سعود الفيصل، ذاكرة سياسية لا تنسى على مدار التاريخ إذ كان له دور في صناعة السياسة والتوجهات السياسية وإبراز الصورة الموضوعية الناصعة والعادلة للسياسة العربية، لافتا إلى أن اسم الفيصل على المستوى العالمي بحد ذاته كان علامة مميزة في الدبلوماسية العربية والإسلامية. وتقدم شريف بالعزاء لأسرة الفقيد داعيا أن يلهمهم الله سبحانه وتعالى الصبر والسلوان على هذا الحدث الجلل، لافتا إلى أن مشاعر باكستان ليست ببعيدة عن مشاعر أسرة الفقيد والشعب السعودي عموما. كما قال الرئيس الباكستاني ممنون حسين في بيان صادر عن القصر الرئاسي بإسلام أباد أمس إن الأمير سعود الفيصل كان صديقا مقربا لباكستان، وقدم -رحمه الله- خدمات جليلة للعالم الإسلامي، مؤكدا أن وفاته تعد خسارة لباكستان وشعبها. كما عبر رئيس البرلمان الوطني الباكستاني سردار أياز صادق ووزير الإعلام برويز رشيد وعدد من كبار المسؤولين في الحكومة الباكستانية عن تعازيهم في وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله.