تخرج إمام وخطيب جامع الإمام البخاري أو جامع «المثلث» كما يطلق عليه المصلون، محمد بن سعيد آل مهمل القحطاني، في كلية أصول الدين في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وحصل على الماجستير في الحديث من جامعة نجران. وكانت بدايته مع الإمامة في الصف الثاني الابتدائي عندما كان يؤذن بالناس في مسجد القرية والمدرسة، وبدأت قصته مع صلاة التراويح وعمره 18 عاما حيث كان يقطع 3 كيلو مترات مشيا على الأقدام للوصول إلى مسجد قريته. وقال القحطاني: إنه عاش يتيماً في كنف أمه بعد أن توفي والده وهو لم يبلغ السابعة من عمره، مؤكدا أن الفضل الأكبر بعد الله في توجهه للإمامة والدته التي كانت تشجعه على الأذان والالتحاق بحلقات القرآن والصلاة بالناس، مبينا أن أمه تحرص على صلاة التراويح معه كل عام. وعن إمامته للناس في صلاة التراويح قال: كنت أصلي توكيلا لبعض الأئمة وكانت أول صلاة تراويح أقم للإمامة فيها عام 1421ه، بعدها تم تعييني إماما رسميا من قبل الشؤون الإسلامية. وأوضح القحطاني أنه يحفظ كتاب الله كاملا برواية حفص عن عاصم، لافتا إلى أن من أبرز المواقف التي حدثت له أثناء صلاة التراويح أن أحد جماعة المسجد يجلس بجانب المؤذن يريد أن يستعجله للإقامة لأن زوجته على وشك الولادة ويريد أن يكسب صلاة الجماعة، وما كان من المؤذن إلا أن قال له انتظر حتى يأتي الإمام، وأضاف، أنه كان بينه وبين مؤذن المسجد وقتا محددا بين الأذان والإقامة ولا يقيم الصلاة إلا إذا زاد الوقت دقيقة أو دقيقتان بالكثير أو أضطر إلى إرسال رسالة أطلبه بإقامة الصلاة على وقتها، مشيرا إلى أن هذا الرجل كان يعرف نص الرسالة التي أرسلها للمؤذن باستمرار وهي (صلوا وفقكم الله)، فما كان من هذا الرجل إلا أن أرسل مثل هذه الرسالة للمؤذن، وما أن رآها المؤذن حتى أقام الصلاة مباشرة ولم ينتبه من المرسل. وحول أبرز ما يجذب المصلين للصلاة في جامع الإمام البخاري، قال: إن موقع الجامع المميز بجانب الطريق الرئيس في مدينة نجران، قربه من الأسواق التجارية، مجاورته للمكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات، كما أنه من أكبر الجوامع في المنطقة، من الأسباب التي تجذب الناس للصلاة في جامع الإمام البخاري الذي تقام فيه العديد من الدروس والمحاضرات والمواعظ في شهر رمضان.