باتت الحركة في جدة مأساة كبيرة في ظل ما يصفه البعض (أخطاء فادحة ) في المشاريع المرورية ووجود تقاطعات وشوارع متداخلة لا مبرر لها تتسبب في تكدس المركبات فضلا عن المخالفات المرورية التي تزيد من حجم الزحام مثل الوقوف الخاطىء، ويطلق الاهالي على حركة السير في العروس (المأساة) فمن يسلك شارع كشارع فلسطين من الشرق إلى الغرب مستخدما الكبري الجديد تاركا التفرعات الجانبية أسفل الكوبري سينتهي به المطاف إلى نقطة المأزق وهي تقاطع شارع فلسطين مع كبري الستين حيث يستغرق المرور في المنطقة وقتا يزيد 500 % من الوقت المفترض. من يسلك شارع صاري من طريق المدينة في اتجاه الغرب لن يجد حلا رغم وجود النفق الجديد حيث تتكدس المركبات في إشارة تقاطع شارع صاري مع شارع اليمامة. ويلقي عدد من قائدي المركبات اللوم على أمانة جدة والمرور بالدرجة الأولى. يجمع كل من ساطي المطيري أسامة الزهراني، سعيد الموسى، عبدالرحمن الغامدي على أن الزحام سمة بارزة للشوارع ويرمون باللوم على سوء تنسيق مداخل ومخارج الكباري الجديدة مؤكدين، أن كثيرا من المشاريع الجديدة من كباري وأنفاق لم تحل مشاكل جدة مع المرور بل زادت الطين بلة. ويشير المتحدثون إلى وجود تقاطعات فرعية متداخلة مع شوارع رئيسية مثلا شارع صاري وشارع اليمامة وشارع التحلية وشارع قريش، وطريق المدينة وغيرها الكثير من المواقع، ويطالب المتحدثون بإعادة النظر في طريق الملك الذي تم تحريره من الإشارات إلا أن الالتفاف والعودة في الشارع يستغرق وقتا ويشوبه المخاطر للتحول من الجهة اليسار إلى الجهة اليمنى وهو ما يسبب الحوادث. وقوف عشوائي على ذات النسق يتحدث عماد اليوسف ويقول: إن الزحام لا يقتصر على فترة النهار أو في منطقة معينة، بل أصبح ليل نهار وفي أغلب الشوارع الرئيسية مثل طريق المدينة الذي يعتبر الشريان الأهم في جدة إضافة إلى طريق الملك وشارع التحلية. جدة تحتاج إلى تواجد مروري مكثف في المناطق المزدحمة لتسريع الإشارات وبرمجتها بما يتلاءم والزحام. مدير إدارة مرور محافظة جدة اللواء وصل الله وصل الحربي قال: إن المرور بدأ تنفيذ برنامج متكامل للسيطرة الشاملة على الحركة، وتتضمن الخطة المرورية استنفار كافة الطاقات وتم التنسيق مع الجهات ذات العلاقة لتنفيذ خطة الصيف ومواقع الاحتفالات وتم وضع الخطط والبرامج منذ وقت مبكر سواءً على الطرق السريعة أو المحاور الرئيسية بالمحافظة كطريق المدينة وطريق الملك عبد العزيز المؤدية لمنطقة الكورنيش. ويطالب مدير مرور جدة أصحاب المركبات عدم الوقوف العشوائي، موضحا أنه تم تكثيف تواجد الدوريات بالمنطقة المحيطة بالأسواق والمراكز التجارية الكبيرة وأكثر هذه المراكز تقع على امتداد الطرق الرئيسية ومواقفها محدودة نأمل من مرتاديها اختيار أسواق بديلة في حالة عدم توفر مواقف بها. تنسيق المشاريع على الصعيد نفسه قال الناطق الإعلامي لأمانة جدة محمد البقمي،إن هناك تنسيقا لأي مشروع يتم تنفيذه في ما يتعلق بالأعمال التي لها علاقة بالحركة المرورية فضلا عن وجود لجنة مختصة بين الأمانة والمرور لهذا الغرض، ولفت إلى وجود شركات استشارية لأي مشروع تتولى كافة تفاصيل المشاريع، واستشهد الناطق الإعلامي بعدد من المشاريع التي تمت أخيرا منها شارع الستين والذي تم تحريره من 24 إشارة مرورية ليساهم ذلك في تحرير الحركة المرورية، وأضاف، أن بعض السلوكيات الخاطئة لقائدي المركبات تسبب في الزحام.