لا شك أن العرب اليوم هم أكثر احتياجا إلى عاصفة العلم والعقل والمعرفة لكي يكون لهم حضور على ساحة هذا العالم من خلال امتلاكهم القوة العلمية والمعرفية وإعلاء سلطة العقل وإشاعة قيم الحوار الفكري والثقافي والسياسي وبناء جامعات حديثة لا تقل أهمية وتقدما عن الجامعات العالمية والمراكز العلمية وتشجيع البحث العلمي واحترام العقول وإنزال العلماء وأصحاب الفكر المكانة التي يستحقونها بحيث يصبح للعلم موقع متقدم في المجتمعات العربية. إن العالم العربي يضم في مجتمعاته كفاءات وقدرات علمية وثقافية كبيرة والعقل العربي لا يقل كفاءة وقدرة عن العقل الأمريكي والأوروبي والصيني أو الياباني ولكن البيئة الاجتماعية العربية الحاضنة لهذه الكفاءات والقدرات والعقول في العالم العربي في مجملها ليست بيئات حاضنة ولا مشجعة ولا محفزة على الابتكار والإبداع بل هي في مجملها بيئات محبطة وتحارب كل عقل يفكر ويبدع. ولكي ينهض العرب والمسلمون ويصبح لهم شأن في العالم المتقدم لابد من الأخذ بأسباب التقدم والتحضر من أجل الخروج من الظلام والفكر التكفيري وزمن الميليشيات، من حزب الله إلى أنصار الله من الحوثيين وتنظيمي القاعدة وداعش من أجل تأسيس وبناء مجتمعات عربية حديثة.. من هنا لابد من تصحيح الأفكار وغسل العقول المفخخة وجعلها أكثر ذهابا إلى المستقبل لا أكثر رجوعا إلى الماضي.. وأكثر انتكاسا وسقوطا وظلامية.. فقط نحن بحاجة إلى مشروع علمي وثقافي ومعرفي عربي كبير يكون بمثابة عاصفة، وقد أسميتها عاصفة العلم.. إننا بالعلم وحده يمكننا أن نسود وأن يكون لنا موقع في هذا العالم لا بالفكر الديني المتشدد.. وبقيم التقدم لا بقيم التخلف.