لو خير للسياب ان يعيد صوغ قصيدته رسالة من مقبرة، لوجه كلماتها الى رئيس حكومة بلاده حيدر العبادي، لصرخ السياب رافعا صوته من اعماق قبره سائلا عن عروبة العراق في القول والفعل والارض، مستغربا كيف تسلب هوية العروبة عن بلد لطالما كان مهد العروبة وقومياتها، باكيا على حضارة عربية عراقية. السياب إن خاطب العبادي سيسأله لماذا نظام قم يحكم بغداد ؟ وسيسأله لماذا اقزام قم تستعبد عمالقة الموصل؟ وسيسأله لماذا شياطين قم تستزلم عمائم البصرة ؟ لو خير للسياب ان يعيد صوغ قصيدته لربما قال مخاطبا العبادي: أين العراق وأين دجلة واين الفرات ؟ أين النشامة واين الوطنية واين العزة والفخر والاباء ؟ لو خير للسياب ان يخاطب العبادي لقال له: العراق عربي والعراقيون عرب، سنة كانوا ام شيعة، ام كردا فالأرض في بغداد والكوفة والموصل لا تجيد الا العربية، وابطالها ما حملوا راية طائفية يوما ولا ذبحوا وفقا للهوية بل نصروا دمشق عندما نادت مستغيثة، ووقفوا الى جانب عمان عندما رفعت صوتها مستنجدة، فشهداء جيش العراق في القنيطرة السورية دماؤهم لم تجف وابطال الجيش العراقي على الجبهات العربية بوجه اسرائيل ما كان سليماني ينظر لهم وما كانت راياتهم تحمل ثارات وغدرا وحقدا.. لو خير للسياب ان يعود ليصوغ قصيدته لربما فضل البقاء هناك في قبره لكن هذه المرة دون ان يصيح.