تمكنت المملكة خلال العقد الماضي من خلال مدينة الملك عبدالعزيز من تصميم وتصنيع 13 قمرا اصطناعيا بواسطة قدرات وطنية ذات كفاءات عالية، إضافة إلى إنشاء مركز تميز في أبحاث القمر والأجرام القريبة من الأرض مع (ناسا)، ومركز تميز أبحاث الفضاء والطيران المشترك مع جامعة ستانفورد. وبين تلك الفترة التي انطلقت فيها رحلة ديسكفري ( STS- 51G)، حققت المملكة العديد من الإنجازات في مجال الفضاء والطيران، حيث يعد القمر الاصطناعي (سعودي سات 4)، الأول من الجيل الجديد للأقمار الاصطناعية السعودية، ويحمل أجهزة استشعار مرجعية للجاذبية ذات تقنية حديثة لقياس الجاذبية بدقة عالية في الفضاء، تم تصميمه بطريقة تمكن المدينة من بناء أقمار جديدة في وقت قصير وبتكلفة منخفضة، كما يمكن استخدامها لاختبار أنظمة جديدة لضمان موثوقيتها للاستخدام في الأقمار الصناعية المستقبلية كأنظمة الاتصالات والطاقة وتخزين البيانات، وتستفيد منها المملكة في عدة مجالات. ويصادف اليوم الذكرى الثلاثين على دخول المملكة العربية السعودية مجال الفضاء والطيران، وقد بدأت هذا المشوار عام 1985م بمشاركة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في رحلة المكوك الفضائي ديسكفري كأول رائد فضاء عربي مسلم والتي كان لها تأثير إيجابي في مسار الاهتمام بتطوير المملكة للقطاع البحثي والتطوير التقني فيما يتعلق بأبحاث الفضاء والطيران. وقد شهدت المملكة خلال الفترة الماضية العديد من التطورات في هذا المجال، ففي مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية كان إنشاء المركز السعودي للاستشعار عن بعد نواة لمعهد بحوث الفضاء وبداية تعاون مع وكالة الفضاء الامريكية (ناسا) من خلال بعثة تشالنجر الفضائية لاستكشاف صحراء الربع الخالي. ومنذ تلك اللحظة والمملكة تواصل مسيرتها في هذا المجال، حيث قامت بإنشاء البرنامج الوطني لتقنية الأقمار الاصطناعية وبرنامج تقنية الطيران ومركز نظم المعلومات الجغرافية ومركز الدراسات الرقمية في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وتضمينها للخطة الوطنية الشاملة للعلوم والتقنية، كما قامت بإنشاء أقسام متخصصة في عدد من الجامعات تدرس هندسة الفضاء والهندسة المكيانيكية، وهي مرتبطة بعلوم الفضاء مثل: جامعات الملك فهد للبترول والمعادن، الملك سعود، الملك عبدالعزيز، الملك عبدالله للعلوم والتقنية، الملك عبدالعزيز، وهي تكفي لتخريج متخصصين في مجالات علوم وأبحاث الفضاء، ولكن الطموحات تبقى قائمة لتطوير دراسات هذه الأقسام.