عبر عدد من المبتعثين للدراسة في أستراليا عن افتقادهم للأجواء الروحانية في هذا الشهر المبارك والذي تعودوا عليه في بلاد الحرمين الشريفين، ورغم استقبالهم للشهر الكريم بعيدا عن الأهل والأحباب إلا أنهم أكدوا أن ذلك يزيدهم عزيمة وإصرارا على بذل المزيد من الجهد والاجتهاد لتحقيق هدفهم بالنجاح والعودة لأرض الوطن بالشهادات العليا. تحدث في البداية المبتعث الدكتور سامي مخضري عيسى (طالب ماجستير الصحة العامة وطب المجتمع في جامعة سيدني) حيث قال: إن أولى ليالي رمضان لها روحانية خاصة، ونكهة مميزة، وشعور بسعادة تدفع المرء لشكر الله تعالى أن بلغه هذه الليالي والأيام الفضيلة وأعطاه هذه الفرصة الثمينة، ورغم الحنين لرمضان بين الأهل والأحباب في بلاد التوحيد، إلا أن مشهد المصلين في المساجد هنا واصطفافهم جنبا إلى جنب على موائد الإفطار وفي صلاة التراويح تجعل المرء يذرف الدمع شكرا أن ميزه الله بأن جعله من أتباع دين الإسلام ونبي الرحمة وكيف جعل الله له إخوانا في أصقاع الدنيا، تملأ قلوبهم المحبة ويسودهم روح الإخاء والمودة، ويميزهم تعاونهم الرائع، ختاما أقول: رمضان فرصة والفرصة حياة. كما تحدث المبتعث النقيب ماجد أبو هليل حيث قال: بالأمس استقبلنا أول أيام الشهر المبارك أعاده الله علينا وعلى الأمة العربية والإسلامية باليمن والبركات، المسلمون في أستراليا ولله الحمد يستقبلون أول يوم بمشاعر ملؤها الروحانية وألسنتهم تتضرع إلى الله بالمغفرة، ونحن ولله الحمد جميع الطلاب السعوديين نرفع أيدينا بالدعاء لقائد الحزم والعزم الملك سلمان أعزه الله وولي عهده الأمين وولي ولي عهده بالدعاء الخالص بأن يعيد عليهم رمضان أعواما عديدة وأزمنة مديدة. كما تحدث المبتعث سلطان البدراني رئيس نادي طلاب مدينة ولونجونج بأستراليا حيث قال: الحمدلله الذي من علي عباده بمواسم الخيرات، حيث تضاعف الأجور وتكفر السيئات، ومن أعظم هذه المواسم شهر رمضان المبارك، الذي قال فيه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم (من صام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه)، ورغم اختلاف الأجواء الرمضانية بين أستراليا والسعودية حيث البعد عن الأهل والوطن، نستقبل رمضان بكل شوق وهمة، نحث النفس فيه كي تتسابق علي الخير والعبادة، ما لذلك من أثر إيجابي بالغ علي النفس، وهذا ينعكس بشكل فعال على التحصيل العلمي، وأخيرا نسأل الله أن يتقبل صلاتنا، وصيامنا، وقيامنا في هذا الشهر الكريم، وأن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضي. كما تحدث المبتعث زامل العسيري طالب الماجستير في تخصص اللغة الإنجليزية لغير المتحدثين بها حيث قال: هاهو شهر الخير والبركة أقبل علينا ونحن في ديار الغربة نطلب العلم لنعود لأرض الوطن الغالي الذي قدم لنا الكثير، لنقدم له ولو الشيء القليل، ونحن بنعمة من الله جعلنا الله لها من الشاكرين حيث تم تأمين بعض متطلبات رمضان الخاصة من المتاجر العربية المنتشرة في بعض الأحياء، وأكثر ما أفتقده في رمضان والدتي الحبيبة رحمها الله وأسكنها فسيح جناته حيث فارقت الحياة في رمضان قبل الماضي، وأفتقد مسجد القرية الصغير، والذي يحرص فيه جميع أهل القرية على أداء صلاة التراويح جماعة. وختاما أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم وأن يعين جنود الوطن البواسل المرابطين على الحدود ويعيدهم إلى أهاليهم سالمين غانمين إنه على كل شيء قدير. أما المبتعث مازن إبراهيم إسماعيل من العاصمة الأسترالية كانبيرا فقد قال: في هذا الشهر الكريم يفتقد المبتعث أهله بشكل أكبر خصوصا ساعة الإفطار كون جميع أفراد الأسرة مجتمعين بتوقيت محدد، ونفتقد أيضا الأجواء الروحانية كصوت المآذن، وأيضا في بعض المدن لا يوجد إلا مصلى واحد، وألاحظ أن خطب المساجد في كل سنة في شهر شعبان تركز على أن شهر رمضان شهر عمل فعلى الطالب أو الموظف أن يجد ويجتهد أكثر في هذا الشهر. وهذا صحيح كي لا نشكل صورة سلبية بل بالعكس إمساكنا يزيد من إنتاجيتنا، ولله الحمد سيرة نبينا الكريم تعزز ذلك مثل أحداث غزوة بدر وفتح مكة كانتا في شهر رمضان المبارك. كما تحدث المبتعث عبدالله العاصمي طالب الدكتوراة في تصوير الحبل الشوكي ورئيس نادي طلاب برزبن حيث قال: هاهو يحل علينا ضيفا من جديد وقد طال شوقنا له، نعم إنه رمضان شهر الخير والرحمات، شهر الجود والكرم أسأل الله العلي العظيم بمنه وكرمه أن يجعلنا من صوامه وقوامه، يستقبل المبتعثون هذا الشهر الكريم وهم في عملهم الدؤوب في إكمال ما قدموا لأجله إلى أستراليا أو باقي دول العالم، ومع بداية هذا الشهر الفضيل أدعوا الله عز وجل أن يغفر لكل من فقدنا من حبيب وقريب وأن يتغمدهم بواسع رحمته، كما أهنئ والدتي وزوجتي وإخوتي جميعا وكل من نحب سواء في أرض الوطن أو بلد الابتعاث.