مع استمرار عمليات الشد والجذب بين القوى السياسية في البرلمان والقوى العسكرية على الارض في العراق وحرص القوى السياسية الضغط على الاطياف السنية والعشائرية عن طريق الحشد الشعبي الشيعي تارة لجعل المناطق السنية منزوعة السلاح والتيارات السياسية الشيعية تارة اخرى حول الحيلولة بعدم تسليح العشائر السنية وابقائها منزوعة السلاح، تعهدت واشنطن لرئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري خلال زيارته التي قام بها مؤخرا بتسليح 10 الاف مقاتل من ابناء العشائر السنية في العراق لحماية انفسهم ولمحاربة تنظيم داعش فيما سارعت الاحزاب الشيعية الى اعتبار تعهد الولاياتالمتحدةالامريكية بتسليح السنة بالعراق تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للعراق الامر الذي احدث ازمة طائفية. وترفض الاحزاب والقوى الشيعية في البلاد اي عمليات تسليح لعشائر العراق السنية منطلقة من ان ميليشيات الحشد الشعبي هي من تقوم بدور محاربة تنظيم داعش وانه لا يجوز لأي جهة خارج الحشد والقوات الحكومية التسلح. وبدأ رئيس مجلس النواب العراقي اتصالاته مع شيوخ عشائر محافظة الانبار لاعداد قوائم باسماء المتطوعين والمستعدين لحمل السلاح من اهالي المحافظة للمشاركة في تحرير محافظتهم من قبضة داعش. وقال الجبوري ل«عكاظ»: انه يسعى لتجنيد 10 الاف مقاتل سني من عشائر الانبار بعد ان تعهدت الادارة الامريكية له الاسبوع الماضي بتسليحهم. ولفت رئيس مجلس النواب العراقي الى انه فتح باب التطوع في قاعدة التقدم العسكرية في الانبار أمام 3 الاف شخص للراغبين بالتطوع في الجيش وقد ينسبوا في وقت لاحق للحرس الوطني وافتتاح باب التطوع امام 7 الاف شخص للراغبين للانتساب الى الشرطة المحلية في الانبار. وقال الجبوري: انه اعلن فتح باب التجنيد بعد مباحثاته مع وزير الدفاع الامريكي آشتون كارتر بشان عملية تسليح العشائر وتدريبهم ليحرروا أراضيهم مع ضرورة تكثيف الدعم والاسناد للقوات العراقية من خلال زيادة الطلعات الجوية والمعلومات الاستخبارية التي تسهم في حسم المعركة والقضاء على داعش.وتصاعدت حدة ازمة تسليح العشائر التي تطالب بها بعض المناطق السنية في العراق لمواجهة تنظيم داعش، لواجهة المواضيع السياسية بعد رفض تيارات عراقية شيعية لهذه الخطوة، معتبرة أن ذلك يأتي في إطار خطة أمريكية لتقسيم العراق وتنفيذ مخططات لصالح الولاياتالمتحدةالأمريكية. وفي تطور لافت، طالب رئيس الجبهة التركمانية النائب أرشد الصالحي رئاسة مجلس النواب ورئيس الوزراء ووزارة الدفاع بتسليح أبنائهم لتحرير مناطقهم. وعلى النقيض تماما، اعتبر عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية ماجد الغراوي، أن زيارة رئيس مجلس النواب الى واشنطن وطلبه تسليح العشائر السنية تعد تدخلا امريكيا في شؤون العراق -على حد زعمه. فيما أشار إلى أنها تأتي ضمن مخطط أمريكي لتسليح العشائر والضغط على الحكومة لتشريع قانون الحرس الوطني. وأضاف الغراوي: إن أمريكا تحاول بواسطة تسليح العشائر السنية الضغط على الحكومة لتنفيذ العديد من المطالب لخدمة مصالحها، لافتا إلى أن تلك الخطوة تأتي ضمن استراتيجية وضعتها وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون لتنفيذ مطالب المحافظات الغربية وتسليح العشائر، خاصة بعد زيارة وفد من محافظة نينوى لواشنطن.