برزت أزمة تسليح العشائر التي تطالب بها بعض المناطق السنية في العراق لمواجهة تنظيم «داعش» لواجهة المواضيع السياسية بعد رفض تيارات عراقية أخرى لهذه الخطوة، معتبرة أن ذلك يأتي في إطار خطة أمريكية لتقسيم العراق وتنفيذ مخططات لصالح الولاياتالمتحدةالأمريكية. وفي هذا الصدد طالب رئيس الجبهة التركمانية النائب أرشد الصالحي أمس الأربعاء رئاسة مجلس النواب بعقد مؤتمر تشارك فيه جميع مكونات كركوك لغرض الاتفاق على النقاط الخلافية في المحافظة، فيما أشار إلى أن التركمان طالبوا رئيس الوزراء ووزارة الدفاع بتسليح أبنائهم لتحرير مناطقهم. وقال الصالحي في حديث لعدد من وسائل الإعلام: «إن زيارة رئيس مجلس النواب سليم الجبوري إلى محافظة كركوك مهمة، حيث تم توحيد الرؤى والمطالب بخصوص المشاكل التي تعاني منها المحافظة وخاصة الموازنة وخطة البترودولار وموضوع التعيينات وتهميش المحافظة من قبل بعض الوزارات»، مبينًا أن «المحافظة تعد أنموذجًا للعيش المشترك بين جميع المكونات». وأضاف رئيس الجبهة التركمانية إن «موضوع كركوك لا يحل في زيارة واحدة بل علينا جميعًا العمل والاتفاق لحل المشاكل العالقة حول المحافظة»، مشيرًا إلى أنه «من غير الصحيح القول: إن جهة واحدة تدافع عن كركوك؛ لأننا متفقين على أن البيشمركة تدافع عن مكونات كركوك وهي رسالة واضحة على توحد الجميع في هذا الملف». وطالب الصالحي مجلس النواب ب«تنظيم مؤتمر كبير برعايته تشارك فيه جميع مكونات كركوك لغرض الاتفاق على النقاط الخلافية»، لافتًا إلى أنه «لا يمكن تغليب مصلحة جهة على أخرى في كركوك؛ لأن مكونات المحافظة مزيج من العرب والكرد والتركمان والمسحيين، ويجب إبعاد صراع الهويات عن المدينة والتوحد ضد خطر داعش». وتابع الصالحي «إن التركمان طالبوا رئيس الوزراء ووزارة الدفاع بتسليح أبنائهم لغرض تحرير مناطقهم، وتشكيل قوات تتولى حماية المناطق التركمانية التي تكون تابعة للحكومة الاتحادية». وكان رئيس البرلمان سليم الجبوري قد دعا أول أمس الثلاثاء إلى تسليح العشائر العربية والتركمانية لطرد تنظيم «داعش» من مناطق جنوبكركوك، فيما اعتبر أن كركوك رمز الوحدة الوطنية. وعلى النقيض تمامًا اعتبر عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية ماجد الغراوي أمس الأربعاء أن زيارة وزير الدفاع الأمريكي المستقيل تشاك هاغل إلى بغداد تدخلًا في شؤون العراق، فيما أشار إلى أنها تأتي ضمن مخطط أمريكي لتسليح العشائر والضغط على الحكومة لتشريع قانون الحرس الوطني. وقال الغراوي في حديث ل«السومرية نيوز»: «إن زيارة وزير الدفاع الأمريكي المستقيل تشاك هاغل إلى بغداد مرفوضة»، معتبرًا أن «تلك الزيارة تأتي ضمن التدخل في شؤون الداخلية للعراق». وأضاف الغراوي «إن أمريكا تحاول بواسطة هاغل الضغط على الحكومة لتنفيذ العديد من المطالب لخدمة مصالحها»، لافتًا إلى أن «تلك الزيارة تأتي ضمن استراتيجية وضعتها وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون لتنفيذ مطالب المحافظات الغربية وتسليح العشائر، خاصة بعد زيارة وفد من محافظة نينوى لواشنطن». وتابع الغراوي «إن هاغل سيضغط خلال زيارته على الحكومة لتشريع قانون الحرس الوطني». يذكر أن وزير الدفاع الأمريكي المستقيل تشاك هاغل وصل أول أمس الثلاثاء (9 كانون الأول 2014) إلى بغداد في زيارة لم يعلن عنها من قبل والتقى برئيسي الوزراء حيدر العبادي والجمهورية فؤاد معصوم، كما التقى بوزير الدفاع خالد العبيدي لمناقشة العمليات العسكرية ضد تنظيم «داعش».