رغم أنه لا يبعد سوى 400م عن طريق الطائف - المطار الشريان الرئيسي للمدينة ومدخلها الشرقي، لم يزل حي الوكرة بالحوية يرزح تحت أيادي الإهمال التي طالته دون الأحياء الأخرى، حيث يختنق الأهالي بروائح مياه الصرف الصحي التي تحولت إلى بحيرات تملأ جنبات الحي، فيما بح صوت السكان من المطالبات لبلدية الحوية وأمانة الطائف بلا مجيب. وفي جولة (عكاظ) على حي الوكرة التقت بعدد من السكان الذين أبدوا استياء كبيرا من انعدام الخدمات التي تهددهم ليل نهار بهجرة منازلهم التي كلفتهم مئات الآلاف. في البداية يقول وصل الله العتيبي: من أكبر المشاكل التي يعاني منها سكان الوكرة مياه الصرف الصحي التي تغطي شوارع الحي منذ سنوات والتي كدرت على السكان عيشهم واستقرارهم في منازلهم واضطر كثير منهم إلى بيع منازلهم والاتجاه إلى الأحياء الأخرى، مضيفا: سكان الحي قدموا العديد من الطلبات والشكاوى إلى بلدية الحوية وأمانة الطائف إلا أنه حتى الآن لم نر أي تدخل وكأن صحة الإنسان لا تدخل ضمن اهتمامات أمانة الطائف، مؤكدا أن الأمراض الصدرية والجلدية ظهرت في سكان الحي، خاصة الأطفال، بسبب مياه الصرف التي لا يمكن لمن لا يزور شوارع الحي أن يتصور بشاعتها وانتشارها، مناشدا وزارة الشؤون البلدية والقروية بتشكيل لجنة عاجلة للشخوص على الحي والتحقيق في إهمال نداءات سكانه المتكررة. أما خلف العصيمي فيشكو من عدم وجود مركز صحي داخل الحي، وهو ما يدفع السكان إلى مراجعة المراكز الصحية الواقعة في أحياء أخرى شرق وغرب الحوية، رغم صعوبة المداخل والمخارج للحي، مضيفا: غالبا ما نقع في مشكلة عند مراجعة المراكز الصحية المجاورة لنا بسبب أننا لا نقطن في الأحياء التي تقع فيها هذه المراكز الصحية، مشيرا إلى أن الأهالي لا يستطيعون إيصال مرضاهم إلى المراكز الصحية والمستشفيات المجاورة خلال هطول الأمطار وإغلاق مداخل الحي بسبب تراكم المياه وتجمع السيارات، وطالب مديرية الشؤون الصحية في الطائفوالحوية بالعمل الجاد لإنشاء مستوصف ومركز صحي في حي الوكرة يقدم خدماته الصحية والطبية للمرضى والمراجعين، فذلك يسهم في تخفيف الضغط وكثافة المرضى على المراكز الصحية المجاورة للحي. وطالب سعد القرني أمانة الطائف بالعمل على توسعة مداخل الحي وإزالة ما يعترض ذلك من منازل شعبية قديمة وأعمدة الهاتف القديمة التي أصبحت خارج الخدمة منذ سنوات، وتحدث القرني عن انتشار وتكدس النفايات في مختلف أنحاء الحي، محملا البلدية مسؤولية ذلك كون سيارات النظافة لا تمر على الحي إلا مرة واحدة كل أسبوع، ما أسهم في انبعاث الروائح الكريهة وانتشار الحشرات داخل الحي، بالرغم من البلاغات المتكررة التي تقدم بها السكان عن سوء أعمال النظافة. وأشار إلى أن الأمانة عمدت قبل أسابيع إلى سفلتة الحي إلا أنها تركت بعض الطرقات والشوارع دون سفلتة بلا سبب واضح. أما خالد العتيبي فيعرج على الخطر اليومي الذي يواجه طلاب وطالبات الحي بالمرحلة الثانوية، حيث يتم عكس الطريق بهدف الوصول للحي المجاور (الجوهرة)، حيث يدرسون هناك وبسبب عدم ربط حيهم بحي الجوهرة للقضاء على ظاهرة عكس الطريق الخطيرة للغاية، مستغربا عدم وجود مدارس ثانوية في الحي، مشيرا إلى المعاناة اليومية التي يتكبدها الأهالي لإيصال بناتهم وأبنائهم إلى مدارس الأحياء المجاورة. بدوره تحدث مريع الجيزاني عن القلق اليومي الذي يعانيه السكان من أصوات صهاريج المياه التي تجوب الحي لنقل مياه التحلية من أشياب الحوية إلى المنازل، مضيفا: استنزفت صهاريج المياه جيوب الأهالي وكبدتهم خسائر مالية فادحة، فضلا عن تسبب الصهاريج في حوادث مرورية مؤلمة، حيث يتولى قيادتها عمالة غير مؤهلة، فيما يعتبر سفر العالي، أن تكثيف تواجد الدوريات الأمنية من أهم مطالب سكان الحي وخاصة في الفترة المسائية التي تشهد تجمعات شبابية على نطاق واسع. ويعود سعد القرني للحديث عن معضلة كبرى يعاني منها سكان الوكرة وهي أن الحي يقع بين جسري الدهاس والأمير محمد بن عبدالعزيز ويجد السكان صعوبة بالغة للوصول للجسرين، حيث يضطر الكثيرون لعكس الاتجاه وتعريض أرواحهم وأرواح الآخرين للخطر، ويرى القرني أن الحل هو استحداث إشارة للحي مع طريق المطار لربط الحي مباشرة بشارع الستين غرب الحوية وبذلك يستغني سكان الحي وبشكل نهائي عن استخدام الجسرين المذكورين.