هناك لحظات يعيشها الإنسان لا يمكن أن ينساها ولا يتناسها وهي بمثابة اللحظات التاريخية التي تكتب بمداد من ذهب في مسيرته وتسكن ذاكرته وذاكرة من حوله تتناقل الأجيال روايتها، لا سيما إذا كانت لحظات سعادة وسرور تشعر فيها بكل أنواع الفرح وتتجلى المشاعر دون المساس بالآخرين. وتكتمل تلك السعادة في ندرتها والمحظوظ من تأتيه مرة تلو الأخرى والتعيس من لا يستفد منها، وبالتالي يجب علينا استغلالها بالشكل الأمثل والتلذذ بأوقاتها وحلاوة دقائقها، بغض النظر عن هذا الإنسان كان طبيبا أو مهندسا أو حتى لاعب كرة قدم.. فالفرحة لا معايير لضبطها ولا حدود لنشوتها، فلكما كانت تاريخية وذا أثر عميق كانت الفرحة أكبر وأمتع. فنحن عندما كنا صغارا نركض ونجري ونلعب كورة في المدرسة أو في الحارة، تدفعنا الرغبة والحماس، كنا نعيش تلك اللحظات وتزداد إذا كان هناك أناس يحضرون لمشاهدتنا سواء من أقاربنا أو من أحد الشخصيات المهمة في الحارة أو في المدرسة أو خلافه، وكنا نقطع أنفسنا لعبا واجتهادا ونحاول أن نقدم كل ما لدينا من أجل أن يقال علينا «فلان بن فلان ما شاء الله لعيب» وإذا سمعنا ذلك فتأكد بأننا تلك الليلة لا ننام من الفرحة، وطول الوقت نزيد ونعيد فيها. هذا فقط ونحن في حارة بدون مكافأة ولا عقود احتراف ولا فضائيات، فما بلك لو كنت تلعب أمام ملك وليس أي ملك وإنما ملك الحزم الملك سلمان -حفظه الله. فرعايته للعرس الرياضي ما هي إلا تأكيد جديد على ما يحظى به شباب ورياضيو المملكة من ملوكنا وحكامنا على مدار قرن من مكانة وتقدير تمثل نبراسا على رؤوس الأشهاد وتعزيز بأن الرياضة والرياضيين محل رعاية واهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وولي ولي العهد، وإيمانا منهم بالدور الكبير الذي ينهض به شباب ورياضيو المملكة نحو خدمة دينهم ثم قيادتهم ووطنهم في شتى المجالات. فحضوره -حفظه الله- من أجل مشاركتنا نحن يا معشر الرياضيين في عرسنا الكروي الكبير برغم كل الالتزامات والارتباطات وبرغم ما تشهده المنطقة من أحداث، يعد تحفيزا ودلالة صادقة على ما ينعم به هذا الشعب الطيب من حب في قلب الملك الإنسان، فكل الكلمات والعبارات يا سيدي تقف عاجزة أمام وصف مشاعرنا تجاهكم، فأنت من وضعت نفسك وسط قلوبنا.. فلك منا كل الشكر والتقدير والولاء.. أمام هذا التشريف الكريم من والدنا وقائدنا سلمان بن عبدالعزيز، فإنه يجب على ناديي النصر والهلال تقديم لوحة جميلة ورائعة عن تلاحم هذا الشعب وقيادته، كما أن حضور الملك يعد حافزا لتقديم كل ما لدينا من إمكانات تنافسية في إطار الأخلاق الرياضية. لذا أتمنى من لاعبي الهلال والنصر أن يقدموا مباراة كبيرة تليق بالمناسبة وراعيها، وأن يعكسوا ما وصلت إليه الكرة السعودية من تقدم.