مع تزايد حركة السفر والسياحة في الصيف بحثا عن أجواء ملائمة، يمكن في ظلها قضاء إجازة تستمتع فيها الأسر بعد عناء عام دراسي طويل، تبدأ رحلة أخرى من المعاناة مع حجوزات السفر وارتفاع أسعار التذاكر، الأمر الذي يطرح حاجة السوق السعودية إلى أكثر من ناقل جوي اقتصادي، لتزداد أجواء المنافسة بين الناقلين الجويين ولا تكون الساحة مغلقة على ناقل أو اثنين كما هو الحال حاليا، فأسعار التذاكر وصلت إلى مستويات عليا لا يقدر عليها الكثيرون، على الرغم من تراجع أسعار البترول، التي كانت تتذرع به الشركات الناقلة كسبب لارتفاع تكاليفها التشغيلية. إن الأمر يتطلب دخول ناقلين جدد للسوق لتلبية طلبات فئات كثيرة من راغبي السفر والاصطياف، وخاصة من الأسر، سواء من المواطنين أو المقيمين أو الشباب لموازنة الأسعار وإشاعة جو من التنافس المحفز والعادل الذي يمكن أن يؤدي إلى تقديم أسعار في متناول الفئات الشعبية من راغبي السفر، بعيدا عن احتكار المشغلين التقليديين من أصحاب التكاليف التشغيلية العالية. ومع أن الطيران يعد وسيلة السفر الأكثر قبولا في المنطقة لراغبي السفر والاصطياف، رغم تكاليفه المرتفعة في ميزانية الأسر المسافرة، إلا أن هناك أنماطا أخرى من وسائل النقل يمكن الاستفادة منها في حال توفرت بشكل مريح ومزود بوسائل الرفاهية والسرعة والتطور في ذات الوقت، مثل النقل البحري، والسفر برا عن طريق القطارات، لكن يظل الإقبال على الخيارين الأخيرين محدودا جدا في ظل عدم مواكبة وسائل النقل البحري الموجودة لقواعد الرفاهية التي تلائم نوعية الأسر المسافرة، وإن كانت أكثر ملاءمة للشباب والعمالة الوافدة لرخص أسعارها، فإن غياب القطارات ذات الرفاهية كما هو حاصل في أوروبا وأمريكا، يحجب هذه الوسيلة عن الاستفادة منها في الوقت الراهن، وإن كان الأمر ممكنا مستقبلا مع تزايد وتطور حركة الاستثمارات بين الدول العربية لتواكب حركة النقل للبضائع والركاب. وهي بلا شك وسيلة رخيصة وملائمة يمكن أن تدر عوائد طويلة الأجل على المستثمرين فيها، كعوائد مباشرة، فضلا عن العوائد غير المباشرة، كتشجيع السياحة وتشغيل المشاريع الترفيهية والفندقية في الدول العربية من جانب السياح والمصطافين العرب.