أوضح الخبير الاقتصادي محمد الشميمري أن العلاقة الطردية التي جمعت بين سلعتي النفط والذهب يمكن وصفها ب«الطارئة» نتيجة التقلبات التي حدثت على الدولار الأمريكي خلال الفترة الأخيرة باعتباره العملة التي تقيم السلعتين. وقال: بشكل عام، لا يوجد ارتباط طردي مطلق في حركة السعر بين الذهب والنفط كما ذهب إليه بعض المحللين، مشيرا إلى أن تشابه حركتهما اللحظية ناجم عن الزخم المنعكس من حركة الدولار الأمريكي. وتابع حديثه: في التأثيرات اللحظية نجد أنه إذا انخفض الدولار ارتفع الذهب والنفط، وإذا ارتفع الدولار انخفض الذهب والنفط؛ لكن الارتدادات والتبعات التي تلحق بها بعد تجاوز التأثير اللحظي يحدث خروقات في تلك العلاقة المتقاربة فيكون هناك إغلاقات مختلفة بين السلعتين. وأفاد أن الذهب والنفط يخضعان للمضاربات من قبل المتداولين على مستوى العالم، موضحا أن الأول يستخدم كأداة تحوط من قبل البنوك المركزية كونه ملاذا آمنا عند حدوث أزمات اقتصادية إلى جانب أهميته في الأمور الاستثمارية؛ أما الثاني - والحديث للشميمري - فيتم استهلاكه من أجل توليد الطاقة إلى جانب خضوعه لعمليات بيع وشراء فورية بالعقود الآجلة. مضيفا: من معطيات الاستخدام يمكن التأكيد على أنه لا يوجد اتجاه طردي ثابت بين الذهب والنفط، وبالتالي فإن حدوث ذلك يكون مؤقتا ولا يمكن التسليم به والدليل واضح على الشارت. وعن تقلص السعر بين نفط برنت وخام تكساس المعروف أيضا ب«نايمكس»، قال: من المعروف أن «خام نايمكس» مرتبط بأمريكا وبالتالي فهو يتأثر بالبيانات والتقارير الصادرة هناك، خاصة فيما يتعلق بالمخزونات الأمريكية التي لا تحدث تأثيرا بنفس القوة على برنت. جاء ذلك في وقت استطاعت العقود الآجلة للخام الأمريكي أن تشهد أطول موجة صعود لها منذ بدء حفظ البيانات في عام 1983م، ما يشير إلى تحسن الطلب في أكبر بلد مستهلك للنفط. وأشار إلى أن هناك أوقاتا ارتفع فيها الطلب على الخام، فتحرك السعر صعودا محدثا نوعا من التقارب مع سعر برنت الذي كان يفصل بينهما مسافة كبيرة قياسا بالحالية، مؤكدا على أن نتيجة التقرير للمخزونات الأخيرة الذي كشف عن نتيجة مقدرة بالسالب دعمت السعر إيجابا. وأضاف: شاهدنا ارتدادا سعريا جيدا ل«نايمكس» يوم أمس في إطار حركة إيجابية ظهرت طوال الأسبوع الأخير، وتلك الإيجابية شملت أيضا برنت، لكنها لم تتمتع بالقوة التي نالها نفط نايمكس ليتم تدعيم التقارب السعري. وعن حركة النفط المتوقعة، قال: مازالت المواقع السعرية المستهدفة تشكل عوامل جذب للمؤشر إذ من الممكن أن نرى خلال ال45 يوما المقبلة صعودا خلال الفترة المقبلة للنفط يصل من خلالها سعر «برنت» إلى مستويات 75 دولارا للبرميل في حين يصل نايمكس إلى 65 دولارا للبرميل. يأتي هذا بعدما شهدت الأسعار ارتفعا بنسبة 2 في المئة أمس نتيجة انخفاض مخزونات الخام إلى جانب وجود نوع من التوترات الجيوسياسية في بعض مناطق الإنتاج. وعن أسعار الذهب؛ قال: فشل المعدن النفيس في الاستمرار بالصعود إبان كسره لمستويات 1224 دولار للأونصة، خاصة وأنه لم يغلق بشكل واضح على هذه المستويات لكي يعطينا الدافع لتوقع حركته المقبلة. وزاد بقوله: منذ شهرين والذهب يتحرك في مدى كبير لذلك مازالت حركة الذهب غير واضحة؛ مما يصعب من إمكانية إعطاء قرار بشأن الاتجاه الذي يمكن أن يسلكه السعر في المديين قصير الأجل والمتوسط. واستدرك بقوله: بالنسبة للمتاجرة اللحظية فيمكن استقراء حركة السعر بشكل أفضل نوعا ما لاسيما بعد أن دخل الدولار في مرحلة جني أرباح بعد أن تم الإعلان عن استبعاد اتخاذ قرار بشأن رفع سعر فائدة الدولار خلال شهر يونيو المقبل. يشار إلى أن الذهب شهد صعوبة في تداولات يوم أمس بسبب تجدد قوة الدفع في الدولار مما أثر سلبا على جاذبية المعدن كملاذ آمن.