التابوت الطائر.. اسم أطلقه المراقبون على الدراجات النارية في إشارة لمخاطرها وحصدها لأرواح مغامرين قادوها للمتعة فقادتهم إلى الموت.. إذ باتت هذه المركبات مصدر خطر كبير على قائديها وعلى المارة والمركبات على حد سواء، إذ انتشر مؤخرا وبكثافة هذا النوع من المركبات التي يقودها شبان على سبيل الاستعراض ولفت الأنظار، وشهدت شوارع مكةالمكرمة ضياع أرواح عزيزة. سالبة.. ولكن مجموعات الدراجات النارية التي تعكر صفو أمسيات جدة بإزعاجها وأصواتها المثيرة وأدخنتها الكثيفة رسمت صورة سالبة بسبب استخدامها الخاطئ والإفراط في الاستعراض المفضي إلى الموت، ويشكو أغلب هؤلاء مما أسموه النظرة السلبية من المجتمع، فطالبوا بإنشاء اتحاد للدراجين على غرار اتحادات الكرة وغيرها وطلبوا من رعاية الشباب الاهتمام بهم وإقصاء المخالفين عن هذه الرياضة العالمية، وفي رأيهم أن الدخلاء أساءوا إلى هذه الرياضة ما وضعهم في خلاف كبير مع أجهزة السير والمرور وينظر إليهم البعض وكأنهم منظومة إجرامية شديدة التعصب على المجتمع. ورصدت (عكاظ) آراء مجموعة من الشباب من هواة الناريات ومنهم هيثم غزاوي الذي يقول إن الجهات المعنية مطالبة برعاية الهواة من راكبي الدراجات النارية وتأسيس اتحاد للعبة وتوفير مساحات أو مضامير مخصصة لممارسة الهواية بعيدا عن المخاطر والحوادث على أن يكون ذلك تحت إشراف مختصين وتطبيق قوانين وأنظمة السلامة، مثل وضع خوذة الرأس والصيانة الدورية للدراجة. ويرى غزاوي أن سحب الدراجة من قائدها لا يعد حلا مناسبا بل يصعد المشكلة. مضمار خاص في السياق نفسه يأمل إبراهيم قاروت أحد هواة الدراجات النارية ضرورة تغيير نظرة المجتمع السلبية للهواة ولا بد من الاهتمام بها وتثقيف الشباب بدورها وأثرها النفسي في إفراغ طاقات الشباب بعيدا عن بعض السلوكيات الأخلاقية المرفوضة. معترفا في ذات الوقت بوجود سلبيات للدراجات النارية مثلها مثل سائر المركبات باستخدامها من بعض المراهقين وصغار السن الذين يطبقون على الواقع ما يشاهدونه من مشاهد عبر الأفلام أو في الواقع من السباقات والممارسات البهلوانية، فهذه السلبيات لها تأثير على الأموال والأملاك والأنفس. في المقابل أوضح مدير مرور العاصمة المقدسة العقيد طلعت منصوري أن تجمع الدراجات النارية وقيادتها في الطرقات العامة يعد مخالفة يعاقب عليها القانون. مبينا أن إدارته تعمل بشكل مستمر على تنظيم حملات لملاحقة الدراجات النارية التي أزهقت أرواح الشباب. وأفاد أن إدارة المرور تحجز المخالفة التي لا تحمل لوحات نظامية وتلك التي لا يتقيد سائقها بلبس الخوذة. مشيرا الى أن الحملات مستمرة للحد من انتشارها. على صعيد آخر، ذكر مدير مكتب رعاية الشباب في منطقة مكةالمكرمة أسامة الزامل أن هناك لجنة مكونة من رعاية الشباب وإمارة المنطقة والأمانة والمرور لوضع وتحديد أماكن مخصصة للشباب لممارسة هواية قيادة الدراجات النارية بعيدا عن الطرقات العامة وإزعاج الآخرين.