أكد أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية الدكتور سامي نادر أن «اجتماع قادة دول الخليج مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في كامب ديفيد يشكل رسالة واضحة للعالم أن المملكة تسعى في كل الظروف لتوطيد علاقاتها مع جميع الدول وإيجاد حلول لقضايا المنطقة واحتواء الأزمات، مؤكدا أن الأمريكيين يستطيعون أن يلعبوا دور الوسيط والمحرك الصانع للتسويات خاصة في ملف الصراع العربي الأمريكي. وقال نادر ل«عكاظ» إن قمة كامب ديفيد تعقد لإعادة التوازن للسياسة الأمريكية في المنطقة بعد انفتاح الولاياتالمتحدةالأمريكية على المجموعة العربية التي تتفق معها على إنشاء علاقات استراتيجية وتاريخية فيما بينها، مشيرا الى أن المطلوب من واشنطن التحرك بجدية لحل القضية الفلسطينية والسورية بما يحقق تطلعات الشعبين السوري والفلسطيني». وتابع الدكتور نادر: «المسألة التي يمكن البناء عليها أن خطوة كامب ديفيد تؤسس لشراكة واسعة ولمحادثات شبيهة بمحادثات كامب ديفيد التاريخية والتي تمت سابقا تحت عنوان إقامة السلام في المنطقة أو مثل مؤتمر مدريد عام 1972. بمشاركة كل الأطراف المعنية في الشرق الأوسط فستكون خطوة إيجابية مثمرة الأهداف تبدد المخاوف وتسير بالاتجاه الصحيح». وعن النتائج المتوقعة لهذه القمة على الأزمة اليمنية قال نادر: إن القمة ستدعم إعادة الشرعية اليمنية وعملية إعادة الأمل «وسوف تكون هذه الخطوة عنصرا مؤسسا لتسوية ما يمكن أن تؤدي بالأطراف المتنازعة في اليمن إلى الاجتماع سوية على طاولة الحوار، موضحا أن دول الخليج والقيادة الأمرييكية تعيان تماما أن الملف اليمني مثل الملفات الأخرى وهو من أولويات البحث، وسوف يخدم الانفتاح الأمريكي على المجموعة العربية المصالح والتسويات لتصبح المخططات مقبولة وجاهزة للتطبيق. وعن تداعيات الاجتماع على الأزمة السورية قال «الأزمة السورية محورية وتتطلب وجود أكثر من شريك على الطاولة وكامب ديفيد سوف يخلص إلى موقف حاسم بالنسبة للمبادئ الضرورية أو المؤسسة للتسوية وهذه ستكون خطوة إضافية في سبيل وضع حد للأزمة السورية وآلام الشعب السوري لأن الملف السوري يوازي الملف اليمني. وعن أهمية هذه القمة قبل أيام من توقيع الاتفاق النووي الايراني مع الدول الكبرى قال نادر «ما زلت أشكك بتوقيع اتفاق نووي لأن الإيراني إذا أراد ان يسلم هذه الورقة فهي بهدف رفع العقوبات الاقتصادية عليه وإثبات دوره في الشرق الأوسط بعدما اجتاحت إيران المنطقة من سوريا إلى اليمن إلى لبنان فالاتفاق النووي هو ورقة تفاوضية لا أكثر».