غادر الأهلي سباق دوري جميل في المنعطف قبل الأخير على يد «معاريه»، وخسر الهلال تحدي «هيا تعاااال» فذهب اللقب للنصر باردا مبردا بعد أن كانت كل التوقعات تشير الى أن الجولة 25 ستكون هي المعنية بتعديل صورة الدوري المقلوبة طوال 24 جولة كان فيها الفريق الملكي يقاتل في كل الجبهات، يتساقط لاعبوه بالاصابات والارهاق ومن وعثاء السفر ولا يخسر وفي الوقت نفسه تبقى الصدارة على بعد خطوتين ولا يتذوقها سوى ليلة واحدة. الدوري يحتفي بالمتوج به في نهاية الأمر فيما تذهب كل التبريرات الأخرى أدراج الرياح ليبقى صوت البطل وحيدا يملأ الأرجاء، لا يهم إن كان السهلاوي قد استفاد من تسلله وسجل دون ان يرفع المساعد رايته أو أن عبدالغني منع مرور الكرة الى مرماه بيده، إلا أن اسم النصر سيبقى في لوحة الشرف بطلا لموسم 2015 ولا عزاء للأهلي الذي قهره 3 مرات في الموسم نفسه دون أن يسمى بطلا لجميل. خسارة الفريق الاجمل والاقوى والامتع لموسم العودة الأكيدة كانت قاسية ليس لمحبي القلعة بل حتى لعشاق الكرة الجميلة الذين رأوا فيه عنوانا للكرة السعودية في واحد من أقوى المواسم وأشدها تنافسا وأعلاها متابعة وجماهيرية.. وحتى لا يكون هذا الخروج المر مدعاة لرمي الاتهامات هنا وهناك ونقض غزل موسم ناجح ينبغي الإشارة الى مسببات وقتية حالت دون ذلك التتويج المنتظر وليس الحديث المنفعل الذي يلغي جهدا شرفيا واداريا كان في أعلى مستوياته توج خلالها النادي برعاية يحسد عليها ودعمت صفوفه بكوكبة من اللاعبين الموهوبين ألغوا نظرية الأساسي والاحتياطي، وجرى فيه التعاقد مع مدرب هادئ واثق وخبير يجب أن يستمر لأكثر موسم حتى يكتمل بناء الفريق والذي وضح بأنه يحتاج فقط الى حارس يستفز قدرات المعيوف والى عنصرين أجنبيين على مستوى عال بديلين لاوزفالدو وسيزار. منعطف الرحيل المر في عودة الى تعادل الجولة 25 يمكن تلخيصه في عدة أسباب رئيسة هي: - القفز على المباراة التي يخوضها الفريق في الملعب بالتفكير في ديربي الجمعة بدليل الاحتفاظ بالسومة ومهند معا على دكة الاحتياط، وقد كان من المهم أن يبدأ بأحدهما لأن تواجد أي منهما كان سيشكل عبئا على دفاع التعاون، بجانب قدرة الاثنين على تتويج المجهود الخرافي لمصطفى بصاص بأكثر من هدف سواء في الكرات العرضية الارضية أو العالية. فقد كان مهما أن يحسم مباراة الاحد ومن ثم يفتح ملف الديربي. - الانشغال بنتيجة النصر، حيث شكل تقدمه المبكر ضغطا نفسيا على الفريق الاهلاوي للإحساس بأن أمل البطولة قد بدأ في التبخر، لأن تقدم الهلال كان هو من سيشكل الحافز المعنوي للاعبين. - الركون الى أن المباراة لا تهم التعاون الذي ضمن بقاءه وأنه سيكون نسخة مكررة من الفتح. - استمرار معاناة الاهلي في ترويض الفرق الصغيرة دون أن يجد العلاج لذلك، ويمكن ملاحظة أنه تأخر أمام نجران والفيصلي والخليج وأخيرا التعاون قبل أن يدرك التعادل فاقدا 8 نقاط امام فرق اقل قدرة وعناصر وجماهيرية وطموحا منه. - الاستئناس الى قدرة الفريق على العودة للمباراة في أي وقت وفي مواجهات أصعب من التعاون مما أوجد تراخيا غير محمود كان يجب التنبه له وليس الاحتفاء به لان كرة القدم حبلى بالمفاجآت. - تكرار المعيوف لأخطائه في الخروج عن مرماه ومعالجاته المتأخرة لأخطاء المدافعين فكثيرا ما يكون تصرفه كوارثيا وفي المباريات التي يصعب فيها التعويض. - اختفاء تيسير الجاسم وهو القائد في مباراة كانت تحتاج خبرته، وهي عادة تتكرر منه رغم نجوميته، فالشارة ليست قطعة على الذراع إنما قدرة على تحريك قدرات زملائه في الاوقات الحرجة، وربما يفتح عطاء الجاسم المتراجع في مباريات الحسم باب النقاش حول ما إذا كان أسامة هوساوي الأنسب لحملها دون أن يخلق ذلك أي حساسية أو بقائها معه تعاطفا مع تاريخه وانضباطه. - أخيرا.. الحضور الجماهيري المخيب، فالمدرجات هي اللاعب رقم 12 ووجودها وهي تملأ الملعب يشكل حافزا معنويا كبيرا افتقده الاهلي حتى وإن بات أمرا مألوفا في أكثر من جولة باستاد الملك عبدالله الدولي بجدة. وهي ملاحظة يجب أن تخضع للتقييم والدراسة لمعرفة المسببات وعلاجها. والان وبعد أن طار عصفور الدوري فلازال في الكف الاهلاوية عصفورا يغري بالاحتفاظ به الا وهو دوري أبطال آسيا، وفي بقاء الفريق في ساحة البطولة ما يحفز على تعويض دسم يطيب خاطر عشاق القلعة وكل من راهنوا على هذا الفريق الفخم. ولا عزاء للشامتين.