مع بداية موسم الصيف، وتباشيره، باقتراب إجازة العام الدراسي، بات الكثير من أبناء منطقة تبوك يعدون العدة لشد الرحال خارج المنطقة، سواء في الداخل أو في ترتيب السفر خارج البلاد، في سبيل الترفيه والنزهة، في ظل غياب المشاريع الترفيهية في المنطقة. ورغم أن الاستثمار في المجال الترفيهي يعد من أفضل الاستثمارات مردودا على المدى الطويل، خاصة المدن الترفيهية التي هي بحاجة إلى بنية تحتية عصرية تلبي كافة احتياجات شرائح المجتمع، إلا أن المستثمرين لا يزالون متوجسين من الاستثمار في هذا المجال نظرا للتكلفة المرتفعة وهي تفوق قدرة القطاع الخاص الذي لا يزال بعيدا عن الاستثمار السياحي ولم يفعل دوره بعد تجاه الدخول بقوة في الاستثمار ليكون أحد الروافد القوية لدعم الناتج المحلي. وما بين نقص المشاريع الترفيهية وعزوف المستثمرين، وبين رغبة الأسر في الترفيه عن أبنائها، يعيش أبناء المنطقة في شد وجذب دون الوصول إلى حل يجنبهم السفر والترحال بعيدا عن منازلهم. عدد من رجال الأعمال والمستثمرين بتبوك أكدوا ل(عكاظ) أن عزوف المستثمرين في المجال الترفيهي، يعود إلى ارتفاع التكلفة وعدم وجود حوافز استثمارية تدفعهم لخوض هذا المجال. وأوضح خالد كساب الحميدي رجل الأعمال والخبير الاقتصادي بتبوك أن ابتعاد القطاع الخاص عن الاستثمار السياحي يعود إلى ارتفاع تكلفة المشاريع السياحية، مبينا أن دخول القطاع يتطلب مزيدا من الحوافز الاستثمارية من توفير أراض ببنية تحتية متكاملة لإعطاء فرصة للتوسع في الاستثمار السياحي ودعم الناتج المحلي لضمان المردود الجيد وتشجيع الاستثمار السياحي، مشيرا إلى أننا نحتاج إلى مدن ترفيهية بمساحات كبيرة وشاليهات على البحر للاستمتاع بجو وطبيعة منطقة تبوك الخلابة، مشددا على أن تبوك تنعم بمقومات سياحية طبيعية، غير أنها تحتاج إلى بنية تحتية لدخولها خريطة المناطق السياحية لتكون الأكثر جذبا في استقطاب ومضاعفة أعداد الزائرين والسائحين. ويؤكد رجل الأعمال آدم محمد البدير أن إنشاء مدن ترفيهية متكاملة ستكون قادرة على مضاعفة أعداد الزوار والسياح الذين يفدون إلى تبوك بوابة الشمال، مطالبا أن تكون المدن الترفيهية ليست مشروعا سياحيا فقط بل مدنا متكاملة بمستوى عالمي، مشيرا إلى أن المدن الترفيهية الحالية عبارة عن مشاريع بسيطة لا ترتقي وما وصلت إليه الدولة من نهضة شاملة في كافة المجالات، وأشار البدير إلى أن تبوك تتمتع بموقع استراتيجي وتضاريس متنوعة وهذا ما يجعلها من أهم المناطق السياحية في المملكة، مطالبا الغرفة التجارية وهيئة السياحة بتحفيز هذه المشاريع وتقديم التسهيلات للمستثمرين وإعطائها حيزا من الاهتمام لأنها تحتاج إلى شمولية وبنية تحتية متكاملة. ويرى جمال سداد الفاخري رجل الأعمال بتبوك أن الاستثمار في المدن الترفيهية يكلف مبالغ طائلة وأن المستثمرين ما زالوا يفضلون الاستثمار في العقار والأسواق التجارية لكونهما أكثر اطمئنانا للمستثمرين ولكن يجب الدخول في هذا المجال ليواكب القطاع الترفيهي النهضة الشاملة التي تعيشها المملكة لدعم تنويع مصادر الدخل وطالب بضرورة تقديم تسهيلات من تمويل وأراض للمستثمرين للدخول في المشاريع الترفيهية التي تحتاج مبالغ ضخمة. ونوه أحمد علي الصقير رجل الأعمال إلى أن المستثمرين ما زالوا يخشون الدخول في استثمار المدن الترفيهية رغم أنها مضمونة الربح على المدى الطويل بشرط أن تكون ذات بنية تحتية متكاملة وتلبي جميع احتياجات شرائح المجتمع، ومن هنا لا بد من تأسيس مدن ترفيهية وليست مشاريع تفتقد المقومات الأساسية القوية للسياحة، فالمدينة الترفيهية تحتاج إلى بنية تحتية متكاملة إضافة إلى وجود خدمات تلبية للاحتياجات.