في بداية خلق كل منا هناك (عرس) فريد في نوعه لا يرى إلا تحت المجهر.؟ فعندما يريد الله سبحانه خلق إنسان على هذه الأرض، يجري لطفه فيسرع واحد من عشرات الملايين من الحيوانات المنوية، أي (عريس) واحد فقط. وقد لا يكون الأقوى أو الأصلح أو الأجمل.. ولكن من كتب الله له السعادة والبقاء وبدء الخلق.!. وفي ليلة (الزفاف) يقترب العريس من البويضة (أي العروس) المحاطة بأسوار كأسوار القصر، يطرق جدار البويضة.. فيخبطه برأسه عدة مرات.. يحاول ويحاول إلى أن (يلين) ويرق له جزء من الجدار وتسمح له تلك البويضة (العروس) بالدخول إلى رحابها.. وفعلا.. الناظر تحت المجهر يرى ليلة العرس رجلا قصيرا صغيرا وقد دخل بعد عناء فناء قصر كبير فيه كل أسباب الحياة والبقاء واستمرار الخليقة على هذه الأرض!!. تحتضن البويضة (العروس) الحيوان الشاطر.. كطفل صغير في عالم كبير!، وسرعان ما يصبح لهذا الإنسان الصغير دور كبير.!، (فتغشى) مكوناته مكونات البويضة ويجعلها (تحمل) منه الصفات الوراثية وتختلط أجزاؤه بأجزاء حبيبته الكبيرة.. وما هي إلا لحظات من العشق والغرام والألفة والوئام.. حتى يذوب فيها وتذوب فيه.. وينتج عن هذا العرس بداية إنسان !!. وبعد تسعة شهور أو أقل بقليل يخلق الله (من تلك الزيجة) إنسانا فيه أكثر من ستة بلايين خلية من أصل خلية واحدة التحمت مع البويضة ليلة العرس !!. هذا وصف لعرس يجري تحت المجهر.. واللحظة الأولى في مرحلة خلق الإنسان، وصدق القائل سبحانه (فلينظر الإنسان مم خلق) الآية، وفي قوله تعالى (.. وفي أنفسكم فلا تبصرون..) الآية..