وبانفعال شديد، قالت: «تقدر تقول لي لماذا ربنا سبحانه وتعالى لم يخلق في جسم الرجل أوعية تجعله قادرا على أن يحمل ويلد؟!» .. ولقد كانت جادة في كلامها وأمنيتها صادرة من قلب متعب من الحمل!، حمل جنين في أحشائها، وحمل (مطالب) رجل لا يقدر معاناتها؟!. فقلت لها ملاطفا: لأن الله سبحانه قال: «وليس الذكر كالأنثى» الآية. وفسرتها لها بما يناسب فهمها فقلت: «أين الرجل المسكين من المرأة! هناك فوارق كبيرة على الرجل أن يحصل عليها من خالقه لكي يصل إلى مرتبة الأنثى ويصبح مثلها؟!» .. وأردفت: «إن هذه المعاناة معاناة الحمل ما هي إلا ضريبة لتلك الميزات التي من الله بها عليكن أيتها الإناث؟». ويبدو أن هذا التفسير الاجتهادي قد أسعدها وأرخى عضلات وجهها الجميل.. ولكنها عادت فقالت: «إن الحمل ضريبة كبيرة ندفعها نحن النساء مقابل ميزة جسدية!».. فقلت لها مجتهدا أيضا: «لا» يا سيدتي فالقدرة على الحمل لديكن لها مزايا كثيرة حرم منها ذلك المسكين المسمى رجلا؟ .. قالت: وأين تلك الأشياء التي تشير «إليها؟» .. قلت: ألم تسمعي قول الرسول صلى الله عليه وسلم لذلك الابن: (أمك ثم أمك ثم أمك) ثم التفت الرسول الكريم إلى الرجل (الأب) فقال.. ثم (أبوك).. فقالت بعقلية المرأة وعواطف الأنثى: «ولكنه أيضا قال ثم أبوك».. يعني لم يحرمه من صفاتنا؟». ووجدت أن للحوار صلة وأن للأنثى فعلا لها ما يميزها، فقلت لها: إليكِ واحدة أخرى أعطيت لكن بنات حواء وأمهات البشر قاطبة، وأقصد بها الطريق إلى الجنة!.. قالت: كيف؟.. قلت: ألم تسمعي قول الرسول الكريم (الجنة تحت أقدام الأمهات).. ولم أرد أن أزيد وإن كان هناك المزيد. وحمدت الله على أن تلك (الوظيفة) لم تعط للرجل!.. فلو أعطيت له لقل النسل ولانخفض عدد سكان الكرة الأرضية.. فقلة صبر الرجل وعدم التزامه وضيق صدره.. كل ذلك وما خفي ، يجعله غير مؤهل لتلك الوظيفة ؟!.