في عدد الجزيرة 14470 تاريخ 20 من شهر جمادى الآخرة، قرأت مقال الدكتور عبد الرزاق بن حمود الزهراني بعنوان «العقل والإرادة بين الرجل والمرأة»، قال فيه: إذا كان الإسلام قد راعى الفروق بين الجنسين فكلف الرجل بالكدح والصرف على الأسرة وجعل نصيبه في الإرث نصف نصيب الأنثى مقابل ذلك، فإنه ميز الأنثي مقابل حملها وولادتها ورضاعها، فجعل الجنة تحت أقدام الأمهات. ولكن الصحيح كما جاء في كتاب الله العزيز {فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ}، أي للذكر مثل نصيب اثنتين من الإناث، إذا كانوا ذكوراً وإناثاً، والحكمة من جعل حظ الذكر مثل الانثيين هي أن الذكر عليه مسؤولية الإنفاق على نفسه وعلى زوجته ومن يعولهم، فكان له سهمان. أما حديث: (الجنة تحت أقدام الأمهات) فقال عنه الشيخ الألباني في المجلد الثاني من سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ على الأمة «إن هذا الحديث بهذا اللفظ موضوع» رواه بن عدي والعقيلي في الضعفاء عن موسى بن محمد بن عطاء قال: حدثنا أبو المليح حدثنا ميمون عن ابن عباس مرفوعاً، وقال العقيلي: هذا منكر نقله الحافظ في ترجمة موسى بن عطاء وهو كذاب. وقال الشيخ الألباني: ويغني هذا حديثُ معاوية بن جاهمة أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أردت أن أغزو وقد جئت استشيرك؟ فقال الرسول الكريم: هل لك أم؟ قال نعم، قال «فالزمها فإن الجنة تحت رجليها» رواه النسائي والطبري وسنده حسن وصححه الحاكم ووافقه الذهبي وأقره المنذري. محمد فهد العتيق