رغم البدء فيه قبل 5 سنوات، إلا أن مشروع المنطقة التاريخية وسط الطائف لم يتم إنجازه حتى الآن، ما أدى إلى تذمر عدد من أصحاب المحال والمتسوقين وزوار المنطقة المركزية من خارج المنطقة، والتي تحولت ممراته إلى حفريات وطرق ترابية الأمر الذي صعب مهمة المتسوقين في التنقل بين جنباته، ما كبد أصحاب المحلات خسائر كبيرة قدروها بالملايين. وفي جولة «عكاظ» بالمنطقة المركزية التقت بعدد من المواطنين وأصحاب المحال الذين عبروا عن استيائهم لما يحدث من تأخر ناهيك عن طريقة التنفيذ. في البدء يقول المواطن محمد الحربي إنهم ينتظرون بفارغ الصبر الانتهاء من مشروع تطوير المنطقة التاريخية، حيث أحاطت الحفريات بمحلاتهم التجارية من كل جانب ما أدى إلى غياب المتسوقين والزوار من خارج المنطقة، إذ لم يعد بمقدورهم التسوق في هذه المنطقة لوجود الحفريات والأتربة في الممرات ما يشكل خطورة على العائلات خشية السقوط فيها، مشيرا إلى ضرورة تحديد موعد من قبل أمانة الطائف للانتهاء من المشروع، وإلزام المقاولين والشركات بسرعة إنجاز أعمال التطوير. شاركه الرأي المواطن علي الغامدي مضيفا أن طريقة التطوير في المنطقة المركزية تتم بطريقة عشوائية من قبل الشركات الأمر الذي تسبب في إتلاف بضائع المحلات التجارية بسبب الغبار الناتج عن عمليات الحفر، لافتا إلى أن المنطقة التاريخية في طريقها لتغيير هويتها، حيث قام أصحاب المباني القديمة بتطويرها وتغطيها بالكلادينج، الأمر الذي ألغى هوية المنطقة، والتي كانت مبانيها تتميز بالرواشين والمباني القديمة، فيما قام آخرون بهدم المباني القديمة واستبدالها بأخرى حديثة، بخلاف ما تم إعلانه في السابق من قبل الأمانة بأن المنطقة التاريخية ستبقى محافظة على هويتها، حيث إن تصاريح الهدم والبناء خرجت من الأمانة بالإضافة إلى أن بعض الأرصفة قد تم رصفها بالرخام الأمر الذي أكد ضياع هويتها. أما المواطن عبدالهادي العبدلي فيقول إن أمانة الطائف أعلنت سابقا عن إنجاز دراسة لتطوير وإعادة تأهيل لمنطقة السوق القديم بمركز المدينة ليسهم في إنعاش الحركة التجارية ومعالجة كافة الملاحظات مع المحافظة على الهوية العمرانية المميزة للأسواق القديمة تحقيقا لمذكرة التفاهم المبرمة بين الهيئة العليا للسياحة ووزارة الشؤون البلدية والقروية، وأكدت أن المشروع يهدف إلى تطوير الوسط التاريخي للمدينة مع الحفاظ على النشاطات الحالية للسوق، وما يحويه من تراث عمراني وثقافي واجتماعي وتطوير السوق كوجهة اقتصادية وسياحية، وذلك برفع كفاءة التخطيط وتصميم الواجهات والساحات إلا أنه لم يتم تنفيذ المشروع كما هو مخطط له بالطريق التي أعلن عنها وشاهدناها في معارض الأمانة. وأشار العبدلي إلى أن المنطقة التاريخية مقصد المصطافين والسياح، وعليه يجب التسريع في عمليات الحفر والردم والإنجاز، مشيرا إلى أن ما تم إنجازه خلال الفترة الماضية لا يتعدى 10% مما أعلن عبر وسائل الإعلام. وطالب محمد عبدالله الأمانة بأن تضع لوحة تبين فيها وقت الانتهاء من المشروع لكي تلتزم المؤسسات المنفذة بالوقت فالوضع لا يحتمل التأخير والتصاريح عبر وسائل الإعلام، فيما أوضح مصدر بأمانة الطائف أن المشروع يسير وفق ما هو مخطط له.