«سأجلس على ضفة النهر أترقب جثث أعدائي وهي تمر»، جملة قالها النائب وليد جنبلاط عام 2005 عندما أعلن بدء معارضته للنظام السوري إثر اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. عشر سنوات مرت والجثث العائدة لقيادات النظام تمر عبر النهر الذي يترقبه جنبلاط وآخرها جثة رئيس الأمن السياسي في نظام الأسد اللواء رستم غزالي، ليخرج جنبلاط فيقول على «تويتر» هذه المرة مخاطبا الأسد دون أن يسميه «مهما حاول حاكم ما تبقى من النظام السوري التخلص من الشهود في الجرائم التي ارتكبت في لبنان وبحق الشعب السوري، إلا أن المحكمة الدولية بانتظاره». إعلان وفاة غزالي أثار الاوساط اللبنانية والاعلام الدولي بعدما وضعت علامات استفهام حول هذه الوفاة متهمين النظام بتصفيته، إلا أن اللبنانيين وبعيدا عن هذه الاتهامات وجدوا بوفاة من قهر اللبنانيين لعقود انتصارا كبيرا. الناشط السياسي حارث سليمان والذي عانى كثيرا من ملاحقات رستم غزالي في لبنان كتب قائلا: «قد نستنتج أن المحكمة الدولية ستكون أقل بطشا وقساوة من أسياد القتلة وشركائهم في جرائم الاغتيال». فيما الاعلامي فارس خشان المناهض للنظام السوري كتب: «تفيد الرواية التي تتقاطع مصادرها بأن رستم غزالي بعث عبر شخصية لبنانية برسالة الى سعد الحريري طلب فيها ان يتصلوا به من تلفزيون المستقبل لأن لديه شيء مهم جدا لتسجيله، ولكن ضرب رستم وإدخاله في غياهب الخطر سبق حصول هذا الاتصال الذي يرجح ان له علاقة كاملة باغتيال رفيق الحريري.. اللهم لا شماتة، لتكن نهايته عبرة لمن يعتبر». بالمقابل، الاعلامية مي شدياق التي تعرضت لمحاولة اغتيال كتبت: «لقد مات من قال إنه سيشرب دمي». وابرز التعليقات جاءت على لسان رئيس تحرير موقع جنوبية الاعلامي علي الامين الذي قال: «مات رستم غزالي وسيدفن اليوم لكن أين البندقية التي اهداها له نصر الله عند انسحابه من بيروت عام 2005». غازي كنعان، آصف شوكت، جامع جامع، عماد مغنية، واليوم رستم غزالي، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه هو: من التالي؟ هل هو اللواء علي مملوك الذي اعترف ميشال سماحة أنه من زوده بالمتفجرات؟ أم أنه جميل الحسن صاحب المجازر، أو ربما سيكون التالي بشار الاسد، وهذا ما يؤكده الناشطون في الثورة السورية.. الثابت أن النظام الأسدي بدأ يأكل نفسه.. وهذه هي النهاية.