أقال الرئيس السوري بشار الأسد رئيسي شعبة الأمن العسكري اللواء رفيق شحادة وشعبة الأمن السياسي اللواء رستم غزالي أحد المتهمين بجريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، في وقت تأكد تدهور كبير في صحة غزالي ووجوده في غرفة العناية الفائقة في مستشفى الشامي في دمaشق وسط أنباء عن وفاته. وبهذا التغيير يكون الأسد قد غيّر ثلاثة مسؤولين عن أجهزة الامن خلال أشهر قليلة، وكان أقال في وقت سابق ابن خاله العميد حافظ مخلوف المسؤول عن أمن دمشق في جهاز إدارة أمن الدولة. واوضحت مصادر مطلعة ان الاسد عيّن نائب رفيق شحادة اللواء محمد محلا الذي كان يعمل في الحرس الجمهوري رئيساً لشعبة الامن العسكري التابعة ادارياً لهيئة الاركان، كما عيّن معاون رستم غزالي اللواء نزيه حسون الذي كان يعمل سابقاً في شعبة الامن العسكري، رئيساً لشعبة الامن السياسي التابعة لوزارة الداخلية. وكان غزالي تعرض قبل حوالي اسبوعين لضرب مبرح لدى قدومه الى مقر جهاز الامن العسكري في وسط دمشق، ما ادى الى نقله الى مستشفى الشامي. واشارت معلومات الى انه «يعاني ارتفاعاً كبيراً في ضغط الدم وضعفاً في مناعة جهازه العصبي وانه بقي في غرفة العناية الفائقة في الايام الاخيرة ويعيش على التنفس الاصطناعي». وزادت انه بمثابة «المتوفى طبياً». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر قوله ان الخلاف بين شحادة وغزالي «كان على خلفية اعتراض غزالي على تحجيم دوره مع رجاله في معركة درعا التي يتحدر منها في جنوب سورية. الا ان شحادة عارض بشدة مشاركة غزالي في هذه المعركة» التي تتواجه فيها قوات النظام بدعم كبير وفاعل من «حزب الله» اللبناني مع مقاتلي المعارضة. وروى المصدر ان غزالي «توجه قبل اسبوعين، وإثر شجار وتبادل شتائم بينه وبين شحادة، الى مقر هذا الاخير في العاصمة السورية لتصفية حسابه، لكنه تعرض مع مرافقيه لضرب مبرح على ايدي رجال شحادة». واضاف المصدر: «أدخل غزالي الى المستشفى لبضعة ايام قبل استئناف عمله. لكنه نقل قبل 48 ساعة الى مستشفى في دمشق في وضع حرج». وظهر غزالي في الاسابيع الاخيرة في شريط فيديو خلال زيارته قرية قرفا مسقط رأسه في ريف درعا يحض مقاتليه على مواجهة مقاتلي المعارضة، متوعداً بعدم السماح بسقوطها، وذلك بعد فترة من بث فيديو آخر، اظهر قيام عناصر من جهاز الامن السياسي بتفجير قصره «كي لا يستولي عليه المعارضون». وكان شحادة عمل في الحرس الجمهوري ثم انتقل الى فرع دمشق في الامن السياسي قبل تسلمه ادارة شؤون الضباط في الامن العسكري وصولاً الى رئاسة الجهاز بعد تفجير خلية الازمة في تموز (يوليو) 2012. أما غزالي فكان لفترة طويلة رجل سورية القوي في لبنان. اذ عيّنه الاسد في العام 2002 رئيساً للإستخبارات العسكرية السورية خلفاً للواء غازي كنعان الذي اعلنت الحكومة السورية انه «انتحر» في تشرين الاول (اكتوبر) 2005. وبقي غزالي في هذا المنصب حتى اغتيال الحريري في 2005 وانسحاب الجيش السوري من لبنان بعد توجيه اصابع الاتهام الى دمشق في الاغتيال. وعُيّن غزالي رئيساً لشعبة الامن السياسي في 2012 بعد انفجار دمشق، بعدما كان مسؤول أمن ريف دمشق في الامن العسكري. والى اللواء كنعان، افيد العام الماضي باغتيال اللواء جامع جامع الذي عمل في لبنان مع غزالي، اضافة الى وفاة العماد آصف شوكت بتفجير حصل في تموز 2012. من جهة اخرى ذكر «المرصد السوري لحقوق الانسان» مساء امس ان ما لا يقل عن مئة شخص قتلوا او جرحوا نتيجة اقدام مقاتل من تنظيم «داعش» على تفجير نفسه في احتفال للاكراد عشية عيد النوروز في حي المفتي بمدينة الحسكة، كما انفجرت عبوة ناسفة في تجمع آخر للاحتفال في المدينة نفسها.