يرفض عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم سعد الأحمري سيل الانتقادات الموجهة لمجلس الإدارة الحالية، ومحاولات التقليل من آلية عمل لجانه المختلفة وربطها ببعض الإخفاقات الجزئية - على حد وصفه - التي تحدث في مختلف الاتحادات الرياضية حول العالم، ويشدد بكل وضوح على أنهم كأعضاء في هذه المجلس متمسكون بحقهم الانتخابي للمضي قدما في العمل حتى نهاية فترتهم كاملة، وفق الأنظمة واللوائح وبعيدا عن ما يحاك خارج منظومة القانون وما يقال خلف الكواليس، ويروي في «عكاظ» كثيرا من الأسرار خاصة فيما يتعلق بلجنة الحكام والجدل الدائم حولها، مستعرضا رؤيته لمستقبل الرياضة وجملة من المواضيع فيما يلي تفاصيلها: طالت الانتقادات اتحاد القدم وطريقة تعاطيه مع الأحداث، بماذا تفسر ذلك ؟ - ما يدور في الاتحاد اختلافات في وجهات النظر في ظل النظام والقانون، وهو أمر مرحب به وما شهدته المرحلة الماضية بين اتحاد الكرة والجمعية العمومية من أخذ ورد بالأمر الطبيعي حتى بحضور الاتحاد الدولي والسعي إلى إيجاد نظام كونه اتحادا جديدا ولا يزال في مرحلة النمو، وعلى مسؤولي الاتحاد أن يتحملوا المرحلة الحرجة بكل ما فيها كون تجربة الاتحاد تجربة حديثة، وبالتالي سيواجه الكثير من التحديات فهذا متوقع لأن العمل داخل الاتحاد المنتخب في طور التأسيس وطور البدايات، على اعتبار أننا انتقلنا لمرحلة جديدة من الانتخابات التي نسعى لها في جميع المجالات الرياضية وغيرها، وندعم هذا التوجه ولكن هناك من يرفض التغيير ويرفض الطريقة المتبعة لأنه لايزال لدينا عقليات تؤمن بالرأي الواحد والقرارا الواحد تقبل ابعاد بقرار والحضور بقرار، بينما الاتحاد المنتخب المكون من مجموعة منتخبة وصلت إلى الاتحاد بطريقة حضارية وانتخابية معمول بها في جميع الدول المتقدمة رياضيا والجميع أشاد بها، وحققت قفزات ممتازة في سبيل تغير الفكر والانطباع لدى المجتمع الرياضي وأخذنا نعمل وفق معايير مختلفة والوصول به إلى فكر الانتخابات بالكراسي المستقلة، كما أن المجلس الحالي سيعالج الكثير من الأخطاء والاختلافات في الأنظمة والقانون واللوائح وبالتالي سيأتي الاتحاد الجديد وسيجد 80 % من الإشكاليات التي تواجه الاتحاد الحالي، وقد حلت كما حلت ديون كثيرة، لذا آمل من زملائي أعضاء الاتحاد أن يؤدوا رسالتهم حتى النهاية، فنحن متمسكون بالفترة القانونية حتى آخر لحظة وأن نقدم كل ما لدينا كمجلس إدارة الاتحاد فالحكم للشارع الرياضي. هناك من يقيم عملكم في الاتحاد بغير الناجح ؟ - تبقى آراء، وهناك من يبحث عن مجد شخصي ومن يبحث عن أمور أخرى لتحقيق أهداف بعينها، ومثلا فإن البعض ينظر للإخفاقات في المنتخب السعودي على أنها معيار لتقييم الاتحاد، وهذا غير صحيح، فالمنتخب الوطني لا يمكن أن يكون مقياسا لعملنا بأكلمه، فالاتحاد السعودي ليس إدارة منتخبات ولا لجنة أو اثنتين، بل هو منظومة عمل متكاملة لمجموعة لجان تعمل بشكل جيد. دار الحديث عن نية بعض الأعضاء الاستقالة، خشية سحب الثقة قبل حضور الفيفا، ما حقيقة ذلك ؟ - لم نفكر في الاستقالة ولم نخش سحب الثقة، لم يكن يهمنا ما يدور خارج المجلس وما يتناقله البعض، نحن نعمل وفق آلية والقناعات الإيجابية بهدف تطوير كرة القدم السعودية ويهمنا أن نعمل بشكل تكاملي مع أعضاء الجمعية العمومية وكل الرياضيين في إطار عمل منظم يقوم على أسس وأنظمة.. أما مسألة الخشية من سحب الثقة فهذا أمر مستبعد وكل ما يدار حول ذلك لا يستند على مرجع رسمي وسحب الثقة لابد أن يكون هناك مبررات وخروقات تستدعي سحب الثقة. رُشح رئيس الاتحاد أحمد عيد لعضوية المكتب التنفيذي بالاتحاد الآسيوي، في الوقت الذي كان البعض يرغب في ترشيح ياسر المسحل، على ماذا تم الاستناد في الترشيح ؟ - من أبرز الدوافع لأن أحمد عيد حاليا يعيش أفضل فتراته الرياضية، وفق المعايير التي من الممكن أن يتم الترشح من خلالها، حيث إنه في مثل هذه الظروف، تطلب السيرة الذاتية للمرشح في كل مجال وإذا نظرنا في السيرة الذاتية لأحمد عيد فإنها بلاشك تفوق عمر الأخ ياسر المسحل بمراحل مع تقدير له، كونه من الكوادر الشبابية ذات الطموح العالي التي تتطلع لأن يكون لها شأن في المستقبل. هل أنت راض عن عمل اللجان؟ - عندما نريد أن نقيم عمل اللجان لابد علينا أن نأخذ كل لجنة على حدة، فمثلا لجنة مثل لجنة الاحتراف قامت بجهود كبيرة واتخذت خطوات مميزة في سبيل تطوير الاحتراف لدينا وساهمت بصورة مباشرة في القضاء على العديد من السلبيات داخل منظومة الاحتراف السعودي، وهذا يحسب للجنة الاحتراف بكامل أعضائها، بينما لجنة المسابقات كان لها دور كبير في توفير المتعة للمشاهد والمتابع لدوري السعودي، حيث جعلتنا نشاهد أكثر من مباراة في اليوم الواحد وهذه نقلة وتطور غير مسبوق للجنة المسابقات، واللجنة المالية بحثت وعالجت الكثير من الإشكاليات ومن يعرف الأمور قبل وبعد يدرك حجم العمل المقدم من اللجنة المالية والتسديدات المالية لديون ولعل آخر السدادات هو 51 مليونا، إلى جانب تنوع مصادر الدخل واستقطاب العديد من الرعاة واعتقد بالاتحاد السعودي سيصل في نهاية فترته اتحاد ربحي يحسب للجنة المالية برئاسة عدنان المعيبد. ولكن في المقابل ماذا عن لجنة التحكيم ؟ - لجنة الحكام يدور حولها الجدل في الخارج، بينما في الداخل تقوم بدورها بشكل جيد تشرف على 1200 فرد منهم 1150 حكما و50 مقيما، ويتم تكليف مايقارب 170 حكما في الأسبوع لجميع المباريات في جميع المسابقات بمختلف مسمياتها، فإذا كان الإخفاق في مباراة أو مباراتين في الجولة الواحدة، ووفقا لذلك فإن معدل الخطأ ضعيف ولا يعني أننا نقبله جزافا، ولكن طبيعية كرة القدم والمباريات قائمة على أخطاء تعد جزءا من اللعبة، والمهم أن لا تكون الأخطاء فادحة. برأيك إلى ماذا يحتاج الحكام ؟ - يحتاجون الى الدعم ليس من لجنة الحكام وإنما من المجتمع الرياضي، وأن نساندهم ونؤازرهم ونعيد الثقة فيهم، وصدقني حينها ستجد الحكم السعودي مميزا وعلى المستوبات الدولية والمحلية، علينا أن نجعل الحكم السعودي الحلقة الأقوى وليس الأضعف في منظومة المنافسة، ونحن نريد إنصافه على أقل تقدير وأن لا يكون هناك انتقادات لاذعة ومحبطة، ونطالب بتهيئة الجو المناسب للحكم وأن لا نسلط السهام عليه بل نساعده على تطوير ذاته وللأسف الحكام ظلموا كثيرا من الإعلام والتقارير التي تظهر في الإعلام تحمل كثيرا من السلبيات على الحكم والإسقاطات، ولكن نحن نريد ونتمنى تكاتفا أكثر، خاصة من رؤساء الأندية ومن الإعلام الذي نطالبه بإظهار إيجابيات الحكم كما يظهر السلبيات، ولايمكن للجنة عمل كل شيء أمام طوفان هجوم رؤساء الأندية والجماهير والإعلام. علاقتك بعمر المهنا محفوفة بالتوتر، ما سر ذلك؟ - العلاقة بيننا جيدة ولا يوجد تصادم معه، جميعنا نذهب إلى المصلحة العامة والعموميات ونعمل على تطوير التحكيم السعودي، ربما نختلف في جزئيات لكن لايجب أن تؤثر على سير العمل، وأنا بالنسبة لي واقف مع عمر المهنا بكل ما أستطيع وسأقف سواء كنت في اللجنة أو خارجها، وهذا ما أتمناه من الجميع وأناشد به ولكي يستمر ويحقق النجاحات فلايمكن أن نسمح للآخرين بأن يضعوا العربة أمام الحصان حتى تحدث المشكلة، أعرف حدود صلاحياتي فأنا نائب الرئيس والمهنا هو الرئيس وهو من يسير اللجنة، ونحن مكملون لبعضنا، فإذا أحسن منا أحد يجني ثمرة الآخر، وهذا مانهدف إليه في أن نرتقي بالعمل ونقدمه بكل رقي ومثالية ومهنية وبعيدا عن الخوض في تصادمات لن تجدي نفعا أو تحقق الهدف.