? حوار: حسين الشريف شارك من خلال تويتر فيسبوك جوجل بلس اكتب رأيك حفظ منذ أن كان الدولي السابق عمر المهنا حكما وهو يواجه العواصف، فكعادة أي حكم لم يكن يرضي أحدا أبدا، بل كان هو بالتحديد هدفا لسهام كثيرة، ليس بسبب عدم إجادته، فالرجل كان من صفوة حكام الساحة ومن أشهرهم ومن أشدهم مراسا وصلابة وحضورا، وهو ما رشحه لاحقا لتسنم رئاسة اللجنة في أصعب المنعطفات التي تمر بها الكرة السعودية، ومع أول اتحاد لكرة القدم منتخب هو أحد أعضائه. المهنا القابض على جمر اللجنة ينازل في كل الاتجاهات؛ من أجل أن يخرج بحكامه إلى دائرة الثقة من جديد، بعد الكثير من المعاناة والتجاذبات التي عصفت بتلك الثقة وأعادت الحكام الأجانب إلى دائرة الاهتمام من جديد. وهنا، وفي هذا الحوار، يجيب المهنا بصراحته المعهودة على كل الأسئلة الصعبة والحرجة فيما يخص لجنته ورؤيته للوضع الراهن وما يتوقعه للمستقبل البعيد والقريب.. وهنا نص ما قاله في حديثه المطول مع «عكاظ»: ● بداية، بعد مرور اثنتي عشرة جولة من دوري عبداللطيف جميل، ترى ما مدى رضاك عن مستوى التحكيم؟ الحمد لله، ليس دفاعا عن التحكيم، وليس من باب المجاملة، التحكيم هذا الموسم جيد، ولجنة الحكام تقدم عملا جيدا جدا، شاهدنا ذلك في كثير من المباريات التي كان فيها التحكيم السعودي مرضيا مقارنة مع بدايات الموسم الماضي، وبالتالي كان الأداء أفضل والأخطاء أقل، بل هناك عدد كبير من الحكام ظهروا بصورة من جيدة إلى جيدة جدا، أيضا كان هناك توفيق كبير في اختيار الحكم المناسب للمباراة المناسبة، بالإضافة إلى أننا في هذا الموسم أتحنا الفرصة لعدد من الوجوه الجديدة التي أثبتت حضورها، أنا أتصور أن التحكيم تطور عن الماضي بنسبة 70%، ولا يزال هناك من يتحدث عن أخطاء العام الماضي وقبل الماضي، لا لشيء وإنما من أجل النيل من الحكام أو من رئيس لجنة الحكام، وهؤلاء من سيدمرون مستقبل الحكم السعودي دون وجود رادع لهم. ● ولكن كيف تعاملت مع تلك الانتقادات التي طالت لجنة الحكام أو طالت شخصكم تحديدا؟ الانتقادات التي تطال أداء الحكام من منظور الميول وتقوم على نظرة الضغط على الحكم، فهذه لا تعنيني كثيرا لمعرفتنا بالأهداف التي يبحث عنها هؤلاء، والدليل أن التعاطي الإعلامي من مسؤولي الأندية يختلف ما بين نقدهم للحكم المحلي والحكم الأجنبي واختلاف ذلك اختلافا جذريا، وهو تعاطٍ غير منطقي بطبيعة الحال برغم أن الأخطاء متشابهة، ولكن للأسف هذا الانتقاد غير المنطقي أدى إلى فقدان الثقة لدى الشارع الرياضي والمسؤولين في الحكم السعودي، بل أدى إلى فقدان الثقة لدى الحكام أنفسهم للأسف الشديد، وأنا شخصيا مؤمن تماما بأن ما يحدث هو أمر مكتوب لا بد أن يحدث، وبالتالي لا للقلق أو الانسياق خلف هذه الانتقادات التي ليس لها هدف إلا هز الثقة، ولكن أنا ولله الحمد ثقتي بالله أولا ثم بنفسي كبيرة ولا حدود لها، كما أني أعمل وفق مبدأ أن لكل شخص حرية أن يقول ما يعتقد أنه صحيح، ولكن ليس بالضروري أن يكون هو الصحيح. ● بصراحة، من يتحمل اهتزاز الثقة في الحكم السعودي؟ مسؤولو الأندية بالدرجة الأولى، فهم لا يجدون شماعة للإخفاقات أمام جماهيرهم إلا التحكيم، بينما لو نظرنا إلى الأخطاء التي تقع فيها الإدارات بالأندية من تعاقدات خاطئة أو خلافه من أجهزة النادي لوجدناها أضخم وأكبر، وكذلك الإعلام الرياضي الذي يقيس الأمور بمنظور الميول فقط، حتى اللاعبون أصبحوا يتعاملون مع الحكم السعودي داخل الملعب بأسلوب سيئ وألفاظ غير مقبولة، بينما نجد اللاعبين يتأدبون وهم يتعاملون مع الحكم الأجنبي، ولا نجدهم يعترضون بينما يعترضون على أبسط الأمور على الحكم السعودي، وبالتالي هم أيضا يتحملون جزءا من مسؤولية هز الثقة في الحكم السعودي. يطاردون السلبيات ● وماذا عن اللجان التحكيمية؟ اللجان والحمد لله مكملة لبعض، سواء اللجنة الرئيسية أو اللجان الفرعية، وجميعها تعمل على تحقيق هدف واحد هو الارتقاء بمستوى التحكيم السعودي، لكن الذي أود توضيحه بأننا يجب أن لا ننسى أن فترة رئاستنا للجنة منذ رئاسة الأمير سلطان بن فهد ثم الأمير نواف بن فيصل والآن مع أحمد عيد تسعى دائما وأبدا إلى تطوير نفسها للأفضل. ونحاول الاستفادة من الإيجابيات ونعالج السلبيات، لكن البعض يحاول أن يغفل جانب الإيجابيات ويركز فقط على السلبيات حتى يظهر التحكيم السعودي بأسوأ صورة. ● ما الإيجابيات التي تقصدها حتى يسلط الإعلام الضوء عليها؟ سؤالك جميل، كان لدينا حكام قلة مشاركون في النخبة، حيث كان لدينا نخبوي ساحة واحد وحكمان نخبويان مساعدا حكام، وعملنا على تطوير مشروع إيجاد حكام سعوديين مؤهلين للمشاركة في النخبة بالاتحاد الآسيوي، وهذا ما تحقق بالفعل، فنحن الآن لدينا 4 حكام نخبة و6 مساعدي حكام، وهذا دليل نجاح لجنة الحكام.. فلماذا لم يشد بهم الإعلام؟!. حكام من المدارس ● لكن الملاحظ اعتمادك على حكام قليلي خبرة على حساب الحكام الدوليين أصحاب الخبرة، ما أبرز أخطاء كثيرة في المباريات؟ لا بد أن يعي الجميع أن هناك قوانين وأنظمة اختلفت، ففي السابق كان شرط دخول الحكم مجال التحكيم ألا يزيد عمره على 30 سنة ولا يقل عن 20 سنة، الآن بالإمكان أن تستقبل حكاما في 17 و18 سنة، بل هناك حكام موجودون وما زالوا يدرسون في ثانية وثالثة ثانوي، وهم جيدون ويبشرون بمستقبل تحكيمي جيد ويحتاجون فقط إلى الصبر والتطوير، فالموهبة موجودة، والشخصية موجودة، وبالتالي أنا أتوقع أن يكون مستقبل التحكيم السعودي جيدا؛ شريطة أن يمنح ثقة ويدعم بعيدا عن الانتقادات المبنية على الميول. ونحن لا بد أن نمنح هؤلاء الحكام فرصة، وذلك للمستقبل، فالاعتماد فقط على أصحاب الخبرة سيجعلك في المستقبل بدون حكام مؤهلين للمشاركات الخارجية. الأمر الآخر إذا كان يهمنا التحكيم السعودي، فعلينا أن نفتح الباب، وأن نضع يدنا بيد من يعملون من أجل المصلحة العامة ونتعاون ونبحث عن تطوير الحكم دون الدخول في حسابات وأجندة خاصة، وأن يكون التعاون مطلبا من الجميع، ولا نسمح لمن يريد أن يسقط الحكم السعودي، وليس أن نقف مع طرف دون طرف آخر على حساب التحكيم السعودي. ** لكن ما سر انتقادات الحكام للجنة التحكيم؟ لجنة الحكام متعاونة مع جميع اللجان، فصدورنا وأبوابنا مفتوحة لتتقبل مبادراتهم ووجهات نظرهم، ولا يوجد سر أو لغز كل ما في الآمر أن هناك من لا ينظر للإيجابيات، وإنما كل همه البحث عن الإشكاليات، فالحمد لله هناك تنسيق على مستوى جيد، فالمحاضرون ورغم قلتهم إلا أنهم يقومون بدور وجهد كبيرين من أجل تطوير الأداء للحكم السعودي. ● إذا، لماذا هناك انتقادات حادة من قبل حكام سابقين لكم؟ لا أعلم، أنا من ناحيتي لا توجد أي إشكالية، لكن الملاحظ أن الحكم عندما يتراجع مستواه ويترك سلك التحكيم يبدأ في مهاجمة لجنة الحكام، وهذا دلالة على أن انتقاده شخصي، ولو كان بالفعل يهمهم التحكيم السعودي كان من باب أولى أن ينتقد وهو على رأس العمل؛ بهدف الإصلاح حتى تقبل الناس منه ذلك، وفي الوقت نفسه نستطيع معالجة الأخطاء، ولكن أن يأتي حكم بعد سنتين من الاعتزال ويتحدث عن أمور قديمة لا نعلم عن مدى صحتها فهذا انتقاد شخصي، وقد تكون تصفية حسابات لمن يتصور أن لجنة الحكام ضده أو يحاول أن يعلق فشله على اللجنة، وأعتقد بأن الجمهور لا يقبل مثل هذه الآراء. لست ضعيفا ● هل تعتقد بأن مثل هذا التشويش يستهدف إسقاط عمر المهنا؟ لا يهمني من يحاول أن يسقط عمر المهنا؛ لأنه لن يحدث إلا ما كتبه الله لنا، ولا أفكر في ذلك إطلاقا، ولكن هناك شيء مهم ربما غفل عنه هؤلاء، وهو أننا طالما نعمل لمصلحة التحكيم السعودي بكل أمانة واجتهاد، فلا يجب أن نلتفت لهم، ولن استقيل فلست ضعيفا حتى استقيل. ● البعض يرى أن الاجتماع الشهري الذي أقرته لجنة الحكام بحضور وسائل الإعلام يعد نوعا من التشهير والضغط على الحكم، فلماذا لا يتم إلغاؤه؟ أولا الاجتماع الشهري كان بموافقة الحكام أنفسهم، ولا يوجد أي إحراج أو تشهير لأي حكم، وعندما طلبوا إغلاق الأبواب استجبنا لهم، نحن نرحب بالتعامل الإعلامي المحايد وحضورهم للاجتماع دلالة على أننا واثقون في عملنا حتى وإن كانت هناك أخطاء، فالأخطاء واردة. ● هل البرنامج المعني بالتحكيم في برنامج أحمد عيد الانتخابي تم تنفيذه؟ لا شك أن برنامج أحمد عيد الخاص بالتحكيم تم تنفيذ جزء كبير منه وقدم الكثير من الإيجابيات، وأقيمت خلاله دورات تطويرية ومعسكرات للحكام، وأعتقد مقارنة بالفترة التي أمضاها أحمد عيد في سدة رئاسة الاتحاد السعودي بالخطوات الإيجابية فإنها نتائج ممتازة، أيضا هناك اهتمام كبير من قبل رئيس الاتحاد أحمد عيد بالحكام، فهو دائما حريص على صرف مستحقاتهم، وللمعلومية فقد تم صرف المكافآت المتأخرة عن الفترة الماضية 6 أشهر، والبالغة عشرة ملايين ريال، والآن هنا مليون و600 ألف ريال موجودة سوف يتم صرفها «متأخرة»، كما تم صرف مستحقات أكثر من 7 جولات من دوري عبداللطيف جميل للمحترفين، أيضا هناك لدى الرئاسة العامة 3 ملايين ريال لدوري الناشئين والشباب والدرجة الثانية «متأخرة». سنعيدهم للحاسمة ● كيف ترى علاقتكم بالإعلام؟ علاقتنا بالأعلام جيدة مع أغلب الإعلاميين المحايدين والمنصفين، ونقدهم محل اهتمامنا وأعتز بهم جميعا، وأنا أرحب بالنقد، ولكن هناك قلة من يدخل أشياء شخصية لا لشيء وإنما من أجل ميول ناديه أو لأنه لا يرتاح لك، وبالتالي يهاجمك. ● ترى ما هي استراتيجية عمر المهنا المقبلة؟ أعمل على إعادة الحكم السعودي للمباريات الحاسمة والنهائيات، وأعتقد بأن الحكم السعودي مؤهل لأن يقود أحد نهائيي بطولتي كأس الملك أو كأس ولي العهد، وأتوقع ذلك؛ لأن ذلك من اختصاص الاتحاد السعودي، أما المباريات الهامة والحاسمة في دوري عبداللطيف جميل للمحترفين، فلا أتوقع ذلك؛ لأن ذلك يتوقف على رغبة الأندية، حيث أصبحت فرصة وجود الحكم السعودي في ظل إمكانية إدارة 5 مباريات بحكام أجانب أقل، ولكن أتمنى أن نقدم الأفضل. ● يتعرض اتحاد الكرة لهجوم شرس.. هل تخشى إقالتكم جميعا؟ لا شك أن هناك حملة إعلامية وجماهيرية موجهة للاتحاد السعودي، وهذا للأسف أمر خطير على مستقبل الكرة السعودية، أما مسألة إقالتنا أو إجبارنا على الاستقالة، فهذا أمر مستبعد، فاتحادنا اتحاد منتخب لا يمكن أن يكون هناك حل لمجرد أن هناك زيد أو عبيد لا يرغب في اتحاد الكرة، بمعنى لا مجال للأمور الشخصية. أسلوب ديمقراطي ● صراحة، هل هناك خلاف بين أعضاء الاتحاد السعودي؟ لا توجد خلافات بيني وبين الأعضاء، فكل ما يطرح مبالغ فيه، نحن عندما نجتمع تكون هناك حرية للجميع بأسلوب ديمقراطي، وهذا النهج الذي بدأ به أحمد عيد في أول اجتماع لاتحاد الكرة، فآراؤنا نطرحها بأسلوب حضاري. ● هل طلب أعضاء مجلس الاتحاد منك تقديم استقالتك؟ لا، أبدا، ولم أشعر بأني لست مقبولا.