مدخل: لشاعر الوطن خلف بن هذال: نسمع بنبح الكلاب ولا تجننا الكلب له حربه بكره نسننها من دون صهيون بذتنا صهاينا تكفر بالاسلام وتركز كماينها أجدني أطرح هذا السؤال على نفسي وأنا أقرأ الخطاب الإعلامي وما يكتبه في إصداراتنا المحلية حول أداء بعض الطرح الإعلامي العربي المتجاوز للحقائق والمتجني على الثوابت الوطنية، ونحن نخوض ومن ورائنا العالم كله غمار عاصفة الحزم طاعنا فيه وفي منطلقاته المستوحاة من نبضنا الوطني قيادة وشعبا وفي مستوى حرفيته، وتكاد تشتم من بعيد رائحة تشكيك في أدائنا السياسي.. رغم أن القاصي من الأقلام قبل الداني شهد ويشهد بأن إعلامنا المرئي منه والمسموع والمقروء، إضافة إلى الدور البارز النشط لرسائل التواصل الاجتماعي، أظهر كفاءة عالية في بلورة رؤية وطنية كانت مثالا رائعا، وبأداء احترافي راقٍ وشعور بالمسؤولية نادرا ما نشهده في أجهزة الإعلام، خصوصا عند اشتداد المعارك. لم يلجأ إعلامنا إلى ما تلجأ إليه أجهزة الإعلام في مثل هذه المواقف من التهويل والمبالغة وإطلاق التهم والافتراءات في حق العدو الذي يستهدف ليس الوطن فحسب، بل ويستهدف الأمة العربية والإسلامية والعالم أجمع، وإنما شهدنا خطابا إعلاميا متوازنا يتحرى الصدق ويورد الحقائق بلا تزيين أو تزييف. لم تكن عاصفة الحزم حربا عادلة وحسب، ولكنها كانت حربا مفروضة علينا دفاعا عن أمننا وأمن أمتنا العربية والإسلامية وعن أمن العالم واستقراره، بعد أن استطار شر الفئة الباغية وامتدت النيران التي يشعلها ويغذيها لتشمل أكثر من قطر في محيطنا. ولذا وجدت التأييد، وتشكل على نحو غير معهود حلف عربي يسنده تأييد دولي للعاصفة. فإذا ما شذ عن هذا الإجماع العربي العريض صوت هنا أو هناك معارضا، فهو نشاز، ولكن البعض ممن ذكرت هنا، يحاول أن يعكر صفو الإجماع ليخلق بلبلة سياسية، معتبرا أن هذه الأصوات النشاز تعبر عن رأي وإرادة البلد الشقيق الذي خرجت منه هذه الحشرجة. ولو وقف البعض عند هذا الحد لقلنا إنه خطأ في التقدير، ولكن أن يستنتج بعد ذلك أن سياسات المملكة كانت خاطئة؛ لأنها لم تؤدلج عطاءها للأشقاء وللعالم، فهذا يخرج من باب الخطأ ليدخل في نفق الخطيئة؛ لأن عطاء المملكة يستمد جذوره من قيم عربية متأصلة ومن نهج ديني تلتزمه قيادة وشعبا ونظم حكم ومؤسسات. والعطاء بلا من أو أذى ليس ثوبا نلبسه لتحقيق مآرب أو لكسب ود أحد بقدر ما هو فطرة وإرث متوارث. ولنسأل من يريدنا أن نؤدلج العطاء لنكسب ود الناس وتحشيدهم: ما الذي كسبه النظام الإيراني مقابل ما بعثره من مقدرات وثروات شعبه في تسليح وأدلجة المليشيات التي اشتراها في المنطقة غير العزلة في عالمه الإسلامي وفي العالم أجمع؟!. عاصفة الحزم في أبعادها تشكل ردا ملجما لكل صوت ينعق هنا وهناك، وسيظل وطننا قلب الأمة النابض ومهوى الأفئدة بقيادة رشيدة وشعب أبي.