يتفق المراقبون السياسيون المحايدون على أن التحالف الذي تقوده المملكة لدعم الشرعية في اليمن ضد انقلاب ميليشيات الحوثي المدعمة من ميليشيات الرئيس المخلوع للسيطرة على اليمن بقوة السلاح، كان في الزمان والمكان المناسبين. وأجمع المحللون ايضا على أن القرار التاريخي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أنقذ اليمن من أتون الفوضى وانهيار الدولة ومن أن يصبح اليمن الشقيق مركزا للإرهاب الأقليمي والدولي. إن ما تقوم به دول التحالف في اليمن اليوم، هو إجراء ضروري واضطراري بعد استنفاد كافة سبل حل الأزمة وبعد أن أقدمت ميليشيات الحوثيين على فرض الإقامة الجبرية على الرئيس الشرعي هادي ورئيس الحكومة وعدد من الوزراء، فكان لابد من التدخل لدعم الشرعية وحفظ وجود كيان الدولة. إن عاصفة الحزم تعتبر رسالة للعالم أن المملكة هي دولة الإسلام والسلام ولكنها لن تتساهل مع الأعداء الذين يعملون على تنفيذ مخطط طائفي وتقسيم الأمة إلى شيع وأحزاب وهدم مقومات دول المنطقة لإحالتها إلى ساحة صراع واقتتال يبدد مواردها الطبيعية ويدمر كل مكتسباتها التنموية والحضارية. والمملكة التي كانت ولا تزال حريصة على إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة العربية والخليج لن تسمح بأي حال من الأحوال لأي دولة أو جهة المساس بأمن المملكة أو التعدي على حدودها لأن أمن المملكة والمنطقة خط أحمر. إن استجابة خادم الحرمين الشريفين وأشقائه قادة دول مجلس التعاون ودول عربية وإسلامية أخرى لطلب رئيس السلطة الشرعية هادي كانت محل تأييد وتقدير من الأغلبية العظمى من الدول والهيئات الدولية والأقليمية. وما قرار القمة العربية في شرم الشيخ وقرار اجتماع كبار الموظفين التحضيري للدورة الثانية والأربعين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الاسلامي في الكويت، إلا انعكاس لإجماع الدول العربية والإسلامية على دعم عملية عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية وتأكيد على ما تتمتع به المملكة من احترام وتقدير في العالم العربي والإسلامي بصورة خاصة وعلى المستوى الدولي بصورة عامة. لقد وحدت هذه العاصفة المواقف العربية والإسلامية ضد التخريب والفوضى وهو ما كان واضحا خلال القمة السادسة والعشرين في شرم الشيخ، حيث الإجماع العربي كان واضحا على الالتفاف حول «عاصفة الحزم» فضلا عن الإجماع الدولي والالتفاف الشعبي المؤيد والمساند لهذه العاصفة حتى تأتي ثمارها وتعود الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل 21 سبتمبر العام الماضي وتعود الشرعية لليمن. إن عاصفة الحزم تشكل ردا مناسبا لصبر قادة المملكة، وعلى كل من توهم بأن المملكة تتهيب الوغى، فكما قال صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل: إننا لسنا دعاة حرب ولكن إذا ما دقت طبول الحرب فسوف ندافع عن ديننا ووطننا وأمتنا. * مدير عام وزارة الخارجية في منطقة مكةالمكرمة ومندوب المملكة لدى منظمة التعاون الإسلامي