كنت أتمنى لو أن الفرصة مناسة لكي يتاح لأبناء مكةالمكرمة بل لأبناء المملكة قاطبة.. شرف المشاركة في الإعمار والترميم لبيت الله الحرام.. حمل التراب، تنظيم الموقع ، نقل المعدات.. إلخ. صحيح إن العمل يتطلب خبرة وعلما ودراية، وليس هناك مكان الآن في أي مجال عملي أو علمي للاجتهاد والارتجال. ولكن (البناء) في هذا المكان المكين في المسجد الحرام.. حول بيت الله أول بيت وضع للناس.. بيت مبارك. فهو المكان الوحيد في الدنيا الذي يقبل فيه حجر (الحجر الأسود)، ويلمس بناؤه ويصان ثوبه ويحترم ويحفظ. التشييد والبناء حول هذا البيت المبارك ليس كغيره!. إن التراب والحجر والخرق التي لامست تلك البقاع قد اكتسبت شيئا مما أودعه الله في هذا البناء.. اكتسبت بركة.. وتقول بعض الروايات إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان (يلصق) صدره بجدار البيت. فالبركة التي أودعها الله في هذا المكان وفي البناء فيه، هي الرحمة (المادية) الملموسة التي تكرم بها رب الكون على عباده لكي يحسوها ويلمسوها. ولعل الكل يعرف ما كتبه الله من أجر وثواب ومغفرة للطائفين والعاكفين والركع السجود. إذن فليعلم العاملون في هذه البقعة من الأرض أنهم في روضة مباركة تحفهم الرحمات من كل اتجاه، وإنني (أغبط) العمال الذين يعملون في التعمير والإنشاء في هذه الرحاب، عمال معظمهم من الوافدين وبعض المواطنين.. وكم كنت أتمنى أن تتاح فرصة (المشاركة) وبالتالي الحصول على البركة والأجر من الله لكل المواطنين..