جاء تعقيب وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل على رسالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقمة العربية كرسالة واضحة وشفافة من المملكة لموسكو التي تتشدق بالحل في سوريا وهي تدعم النظام الأسدي القميء بالسلاح والعتاد جهارا نهارا ضاربة بعرض الحائط قرارات الشرعية الدولية. وعندما يتحدث الرئيس بوتين عن المآسي في سوريا وفي نفس الوقت يمنح الأسلحة للنظام الأسدي فإن ذلك يثير أسئلة كثيرة عن ازدواجية المعايير الروسية وعدم الالتزام بمنهاج الشرعية الدولية والسير في خط سياسي معارض للشرعية الدولية للحصول على مكاسب مادية آنية، مما أفقد موسكو مصداقيتها السياسية. كما أن الدعم الروسي المستميت لنظام الأسد منذ بدء الأزمة السورية يثير تساؤلات كثيرة عن التخبط في السياسة الروسية حيال الأزمة السورية ودعمها للجلاد ضد الضحية والسعي ليس فقط لإطالة عمر النظام، بل لإطالة مدى الأزمة وتمويل حرب الأسد على الشعب السوري، وإنقاذ نظامه من الإفلاس. ولم تقتصر المساعدات الروسية لنظام الأسد على دعمه بالسلاح والذخيرة، والوقوف في مجلس الأمن ضد أي قرار دولي ينصف السوريين، بل استمرت موسكو في دعم النظام السوري اقتصاديا، ولم تعد اختراقات موسكو للعقوبات المفروضة على سوريا خافية على أحد، حيث تعدى ما يسمى التعاون في المجال الإنساني وتصدير الأسلحة ووقود العربات العسكرية إطار الدعم الخارجي، حيث يسعى الأسد إلى مكافأة داعميه. إن الدعم الروسي للأسد والذي استمر لسنوات كشف عن حقيقة السياسية الروسية والتي تعارض بشدة التدخل الدولي لإزاحة بشار الأسد عن السلطة وذلك لضلوعها في مؤامرة بقائه ودعمه لكي يستمر القتل والتدمير الأسدي ضد الشعب السوري. وسينتصر الشعب السوري عاجلا أو آجلا على النظام الأسدي المدعوم من الباسيج الإيراني والميليشيات التابعة لحزب الله والمالكي.