تبدو الأزمة السورية في عامها الرابع محملة بالكثير من الغموض والمخاطر، وسط توقعات باستمرار الوضع على ما هو عليه الآن للأسف بسبب تخاذل وصمت المجتمع الدولي عن المجازر التي ارتكبها النظام الأسدي القميء ضد الشعب السوري المغلوب على أمره. وهكذا تبقى المأساة التي تخيم على السوريين معلقة لا حل واضحا في الأفق لها، رغم تعدد الدعوات والمبادرات والتحركات، إلا أنها ضجيج لا ينتج طحنا. ورغم أن هذه المأساة الإنسانية التي تعد الأعنف والأكثر دموية، بعدما قتل وهجر وشرد وسجن خلالها ملايين من السوريين، وأصبح الشعب السوري لاجئا في وطنه وفي الخارج، إلا أن التحرك الدولي لم يكن على المستوى المطلوب إطلاقا حتى هذه اللحظة وتم ترك الأمر للاعبين كثر وتدخلات إقليمية ودولية، حالت دون التوصل إلى حلول ناجعة سواء عسكرية أو سياسية خاصة من الجانب الإيراني الذي عاث في الأرض السورية الفساد ودعم الجلاد ضد الضحية. ومع اقتراب مواعيد عقد لقاء موسكو للمعارضة السورية، فإن اللافت أن مثل هذه اللقاءات لا تحمل أجندة محددة وواضحة، بمعنى أنها تفتقد إلى «خارطة طريق» للخروج من هذا النفق المظلم، خاصة أن موسكو ليست مؤهلة للعب دور إيجابي في حل الأزمة السورية باعتبارها جزءا من المشكلة وليست جزءا من الحل، فضلا عن اختلافات أو خلافات المعارضة حول مؤتمر موسكو المزمع انعقاده أواخر شهر يناير الجاري. فبينما اعتذر الائتلاف السوري الوطني عن المشاركة، فقد تركت هيئة التنسيق الوطنية، وهي إحدى فصائل المعارضة، الحرية لأعضائها لتحديد مواقفهم. وعلى المجتمع الدولي أن يعي أن لجم إرهاب تنظيم «داعش» في سوريا والعراق يجب أن يتم عبر اجتثاث النظام الأسدي الذي يعتبر الحاضن الأساسي له. فهيم الحامد