الإرهاب هو الجانب العملي للتطرف الفكري ولذلك فإنه يتأسس بشكل دائم على فهم متطرف للعقائد والمذاهب والفلسفات، ويمكن للإرهاب أن يكون فعلا فرديا كما يمكن له أن يكون فعلا مؤسساتيا ترعاه وتحرض عليه وتقوم بتنفيذه جماعات وأحزاب ودول كذلك، ويتضاعف حجم خطر الإرهاب باتساع دائرة المنتمين إليه، ويبلغ خطره ذروته حين تتمكن الجماعات والأحزاب المتطرفة من الاستيلاء على مقاليد السلطة في هذا البلد أو ذاك فتكون للإرهاب دولة تمتلك مقدرات وإمكانات دولة بينما تبقى ممارساتها ممارسات حزبية تليق بالعصابات العابرة للحدود والقارات مما يضاعف من خطرها وتهديدها للأمن والسلم العالميين. وحين ينصب الحديث على القاعدة كتنظيم وداعش كدولة عند الحديث عن الإرهاب فإن ذلك لا يعني أن هذا التنظيم وتلك الدولة هما، وما يمكن أن ينبثق عنهما من جماعات مثل بوكو حرام، الممثلان للإرهاب الذي ينبغي أن يجتمع العالم على مقاومته، فكما أن القاعدة وداعش تدعيان زورا وبهتانا تمثيلهما للجانب السني في الإسلام فإن جماعات وتنظيمات أخرى تمارس الإرهاب وتدعي زورا وبهتانا تمثيلهما للجانب الشيعي في الإسلام، وخير مثال على ذلك جماعة الحوثيين في اليمن وهي الجماعة الممثلة للتطرف الشيعي والتي أرادت من خلال انقلاب على الشرعية في اليمن أن تتحول إلى دولة متجاوزة بذلك تطرف حزب الله في لبنان والذي اكتفى بالهيمنة على السلطة في لبنان دون محاولة انتزاعها بالكامل وهذا ما مكنه من الاستمرار في ظل ممارسة تبدو في ظاهرها سياسية ديموقراطية بينما يكشف تدخل الحزب في الشأن السوري وإعاقته لاستحقاقات الرئاسة اللبنانية عن غير ذلك. الحوثيون في اليمن وحزب الله في لبنان والميليشيات الشعبية في العراق جميعها تمثل التطرف الشيعي الذي يستقوي بدولة شيعية متطرفة هي إيران والتي خضعت منذ عقود لإرادة الملالي والذين لا يمثلون إرادة الشعب الإيراني بقدر ما ينفذون أجندتهم التي ألحقت الأذى بالشعب الإيراني وانتهت به إلى حالة حصار تعطلت فيها مشاريع التنمية والتقدم والتي كانت تضع إيران الشاه في مصاف دول العالم الأول. من هنا فإن علينا أن ندرك أن قتال الجماعات الشيعية المتطرفة كالحوثي لا يعني قتال الشيعة مثله تماما مثل قتال الجمعات السنية المتطرفة والذي لا يمكن له أن يكون قتالا للسنة بأي حال من الأحوال.