أكد مفكرون عرب ل «عكاظ»، أن مبدأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عروبي تضامني، ويدشن عهدا جديدا وجديا للمواقف العروبية التي مرت بمنعطفات حاسمة، لافتين إلى أن الملك سلمان قائد محنك وحكيم وقادر على لم الصف العربي وجمع كلمة الأمة والوقوف بعزم وحزم في وجه التحديات وإبطال مخططات المتربصين بالعروبة والعرب. ورأى المفكر الكويتي الدكتور محمد الرميحي أن الذهاب إلى الحرب ليس عملية سهلة، إلا أن الملك سلمان يعرف التاريخ جيدا بل هو أكثر العارفين بما تجره الحروب على البشر، ولكن القائد يعرف أيضا أين ومتى يتخذ القرار حتى وإن كان صعبا، مؤكدا أن قرار الملك سلمان تتجلى فيه الشجاعة مقرونة بالحكمة إذ لم يكن في تاريخنا الحديث من اتخذ قرار حرب إلا وكان قرارا انفعاليا وشخصيا إلا أن قرار خادم الحرمين استطاع أن يحشد وراءه عددا كبيرا من الدول خلفه. وأضاف الرميحي أنه قرار يمكن أن يقال عن أهدافه أنه (رفع الكلفة) على الطرف المضاد، الذي بدأ الارتباك على مناصريه خاصة حزب الله الذي افتضح أمر امتثاله لتعليمات طهران على لسان أمينه العام الذي خرج على جمهوره بدعوة مفضوحة، هذا الارتباك يعني أن (رفع الكلفة) قد تحقق، وأضاف أن خطة إيران عن طريق استخدام الحوثي لتنصيب علي صالح أو عودة الإمامة بشكل جديد في ثوب (ولاية الفقيه) وإخضاع الشعب اليمني بالقوة بعد استئصال الرئيس اليمني المنتخب، وأكد الرميحي أن حكمة سلمان ساعدت في إبطال مخططات إيران والحوثي والمخلوع بل وكان القرار الشجاع بمثابة اللطمة للاستراتيجية (الإيراحوثية)، واصفا القرار السعودي بالخطوة المهمة لوضع لبنة الرد العربي الذي استهانت به طهران معتقدة أن العرب يعيشون زمن التنازل والابتعاد عن المواجهة. وأشار إلى أن المعركة لها أبعاد أخرى بينها البعد الاستراتيجي الذي نجح سلمان في رص صفوفه، والدبلوماسي الذي يجب أن يفعل، مؤكدا أهمية البعد الخطابي إذ لا يجوز أن نغفل عن فضح الخطاب المضاد، الذي يريد أن يختطف (الحرية، والاستقلال، والمواطنة)، وهدفنا الذي لا تنازل عنه، وبدايته تخليص اليمن من النظام القمعي ونظام ولاية الفقيه. وشدد وزير الإعلام الكويتي الأسبق المهندس سامي النصف، أن انطلاقة «عاصفة الحزم» من عاصمة العزم الرياض التي اشتهر عن مؤسسها وموحدها قوله «الحزم أبو العزم أبو الظفرات»، له دلالة كبرى كونه لم يعرف عن المملكة أنها هزمت قط في تاريخها الحديث، مؤكدا أن هذا الرد يضع حدا بين الجد واللعب، لافتا إلى أن المملكة تعي جيدا دورها الريادي بالمنطقة والعالم ولن تسمح بإسقاط الشرعية وانتشار الفوضى غير الخلاقة في اليمن. وأشار إلى أنه بعد استتباب الأمن الذي نرجو أن نشهده سريعا وبعودة الحوثيين إلى طاولة الحوار للبحث عن حل سياسي للمسألة اليمنية في الرياض، كما نأمل أن يشهد اليمن انتخابات رئاسية تضخ دماء جديدة لم تتلوث بثقافة حزب علي صالح الملتوية والمتعددة الوجوه والمطامع. وأكد الكاتب اللبناني إلياس الديري، أن عاصفة الحزم قوبلت بعاصفة شبه شاملة من التأييد والدعم والتضامن إقليميا ودوليا، وبحماسة نادرا ما عرف العالم مثيلا لها في ظروف ومناسبات مماثلة، واصفا «العاصفة»، بالخطوة التاريخية إذ أن نجاحها المتوقع يؤدي إلى متغيرات واسعة المدى على نطاق المنطقة لوقف الأحداث الدموية التدميرية التي تتعرض لها منذ أربع أو خمس سنوات.