حذر أستاذ التربية الإسلامية بجامعة أم القرى الدكتور نجم الدين الأنديجاني من بث أو الانسياق وراء الشائعات المغرضة التي يتداولها البعض استغلالا للظروف الراهنة التي تتطلب تكاتف أفراد المجتمع، مبينا أن هذه الشائعات لا تهدف إلى الصالح العام بل إن وراءها أغراض خبيثة تستغل نقاط الضعف لإثارة البلبلة في كيان المجتمع. وخلص إلى القول إن التصدي للشائعات ليس بالمهمة السهلة ولكن هناك بعض النصائح تؤدي إلى محاربتها على الصعيدين الفردي والجماعي، ومنها استياق الأخبار من مصادرها الرسمية، ورفع مستوى المجتمع ثقافيا ومعرفيا حيث إن الشائعة تستهدف سريعي الإيحاء، إضافة إلى ضرورة التحلي بالتفكير المنطقي والنقدي وتحليل الأخبار، مهيبا بوسائل الإعلام المختلفة بضرورة التكامل من أجل عرض الحقائق في وقتها وإشاعة الثقة بين المواطنين وتنمية الوعي العام وتحصينه ضد الشائعات. من جانبه، أوضح أخصائي الخدمة الاجتماعية بصحة جدة طلال محمد الناشري أن الشائعة تنتقل وتنتشر كلما ازداد الغموض ونقص المعلومات حول الأخبار التي تنشرها هذه الشائعات، حيث يهدف الشخص الذي يبثها ويروجها بين الناس عن قصد وخاصة في أوقات الأزمات إلى إشاعة البغضاء بين أفراد المجتمع تمهيدا لتدمير استقراره من خلال نشر الفتن في المجتمع، لافتا إلى أن الشائعة تلعب دورا كبيرا في أوقات الأزمات والحروب لأنها تعمل علي بلبلة الأفكار، وإشاعة الخوف وإثارة القلق والرعب في نفوس أفراد المجتمع ما يستوجب التصدي للشائعات وتفنيدها وتبيان خطرها على المجتمع وخاصة تلك التي تستهدف زعزعة الأمن، كما أن هناك مسؤولية فردية تتمثل في محاولة عدم مشاركة نشرها بل إعاقتها والعمل على إيقافها عنده ولا تتخطاه. واعتبرت الأخصائية الاجتماعية آمال السايس أن أهم الآثار النفسية والاجتماعية التي تترتب على ترويج الشائعات هي تدمير النظام القيمي والسلم الاجتماعي حيث تعيش العديد من المجتمعات وبينها العربية والإسلامية نوعا معقولا من التجانس والاستقرار النسبي في ضوء نظمها القيمية وضوابطها الاجتماعية، مبينة أن لكل شائعة جمهورها الذي يهتم بشأن الشائعة من ناحيته الشخصية. وتشاطرها الرأي الأخصائية الاجتماعية نوال الغامدي مبدية أسفها من تناقل أفراد المجتمع بعض الشائعات التي لا أساس لها من الصحة وخصوصا مع التقنيات الذكية، مبينة أن مطلقي الشائعات أشخاص إما أصحاء ويريدون نشر البلبلة أو أنهم مرضى يعانون من اضطرابات نفسية يفرحون بنشر أي خبر غير صحيح لكي يتداوله الناس، داعية أفراد المجتمع بعدم الانسياق وراء الشائعات، والحصول على المعلومات الدقيقة من خلال المصادر، والحرص على عدم نشر الشائعة، مع التأكيد على الوعي الاجتماعي لدى أفراد المجتمع.