جمعية أسر التوحد تطلق أعمال الملتقى الأول للخدمات المقدمة لذوي التوحد على مستوى الحدود الشمالية    سلمان بن سلطان: نشهد حراكاً يعكس رؤية السعودية لتعزيز القطاعات الواعدة    شركة المياه في ردها على «عكاظ»: تنفيذ المشاريع بناء على خطط إستراتيجية وزمنية    تحت رعاية خادم الحرمين.. «سلمان للإغاثة» ينظم منتدى الرياض الدولي الإنساني الرابع    "موسم الرياض" يعلن عن النزالات الكبرى ضمن "UFC"    رينارد يواجه الإعلام.. والدوسري يقود الأخضر أمام اليمن    وزير داخلية الكويت يطلع على أحدث تقنيات مركز عمليات 911 بالرياض    عمان تواجه قطر.. والإمارات تصطدم بالكويت    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان    الجيلي يحتفي بقدوم محمد    جسر النعمان في خميس مشيط بلا وسائل سلامة    تيسير النجار تروي حكاية نجع في «بثينة»    الصقارة.. من الهواية إلى التجارة    زينة.. أول ممثلة مصرية تشارك في إنتاج تركي !    "الصحي السعودي" يعتمد حوكمة البيانات الصحية    مستشفى إيراني يصيب 9 أشخاص بالعمى في يوم واحد    5 طرق لحماية أجسامنا من غزو البلاستيك    الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يلتقي بابا الفاتيكان    26 مستوطنة إسرائيلية جديدة في عام 2024    استدامة الحياة الفطرية    قدرات عالية وخدمات إنسانية ناصعة.. "الداخلية".. أمن وارف وأعلى مؤشر ثقة    إعداد خريجي الثانوية للمرحلة الجامعية    "فُلك البحرية " تبني 5600 حاوية بحرية مزود بتقنية GPS    محمد بن سلمان... القائد الملهم    البرازيلي «فونسيكا» يتوج بلقب بطولة الجيل القادم للتنس 2024    برنامج الابتعاث يطور (صقور المستقبل).. 7 مواهب سعودية تبدأ رحلة الاحتراف الخارجي    العقيدي: فقدنا التركيز أمام البحرين    قطار الرياض.. قصة نجاح لا تزال تُروى    تعاون بين الصناعة وجامعة طيبة لتأسيس مصانع    5.5% تناقص عدد المسجلين بنظام الخدمة المدنية    وتقاعدت قائدة التعليم في أملج.. نوال سنيور    «بعثرة النفايات» تهدد طفلة بريطانية بالسجن    رشا مسعود.. طموح وصل القمة    فريق علمي لدراسة مشكلة البسر بالتمور    "الداخلية" تواصل تعزيز الأمن والثقة بالخدمات الأمنية وخفض معدلات الجريمة    غارات الاحتلال تقتل وتصيب العشرات بقطاع غزة    تنمية مهارات الكتابه الابداعية لدى الطلاب    منصة لاستكشاف الرؤى الإبداعية.. «فنون العلا».. إبداعات محلية وعالمية    محافظ جدة يطلع على برامج "قمم الشبابية"    تشريعات وغرامات حمايةً وانتصاراً للغة العربية    سيكلوجية السماح    عبد المطلب    زاروا معرض ومتحف السيرة النبوية.. ضيوف «برنامج خادم الحرمين» يشكرون القيادة    آبل تطور جرس باب بتقنية تعرف الوجه    هجوم ألمانيا.. مشهد بشع وسقوط أبشع!    استراتيجية الردع الوقائي    التشريعات المناسبة توفر للجميع خيارات أفضل في الحياة    تجويد خدمات "المنافذ الحدودية" في الشرقية    خادم الحرمين يرعى منتدى الرياض الدولي الإنساني    سعود بن بندر يلتقي مجلس «خيرية عنك»    ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة يصلون مكة ويؤدون مناسك العمرة    القبض على شخص بمنطقة الحدود الشمالية لترويجه «الأمفيتامين»    كافي مخمل الشريك الأدبي يستضيف الإعلامي المهاب في الأمسية الأدبية بعنوان 'دور الإعلام بين المهنية والهواية    الأمير سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف.    تجمع القصيم الصحي يعلن تمديد عمل عيادات الأسنان في الفترة المسائية    "مستشفى دلّه النخيل" يفوز بجائزة أفضل مركز للرعاية الصحية لأمراض القلب في السعودية 2024    نائب أمير مكة يفتتح غدًا الملتقى العلمي الأول "مآثر الشيخ عبدالله بن حميد -رحمه الله- وجهوده في الشؤون الدينية بالمسجد الحرام"    ولادة المها العربي ال15 في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشائعة خطر داهم يهدد أمن المجتمعات العالمية والمحلية
"السفاح" .. كانت الأخيرة
نشر في اليوم يوم 27 - 01 - 2003

(الكذبة كرة ثلجية تكبر كلما دحرجتها)... فذات مرة صاح الممثل العالمي (اورسون ويلز) أثناء تقديمه برنامجا إذاعيا شهيرا: انهم يغزوننا من الفضاء الخارجي.. انها كائنات فضائية شريرة.. فما كان من المستمعين وكانوا بالآلاف آنذاك إلا ان خرجوا من منازلهم الى الجبال خوفا من هذه الكائنات الفضائية التي غزت الأرض.. وكانت العواقب وخيمة بعد انكشاف اللعبة واتضاح ان الموضوع مجرد شائعة وكذبة رخيصة!!
ولعلنا لاننسى الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين الهندوراس والسلفادور في ستينات القرن الماضي بسبب شائعة اطلقها معلق المباراة آنذاك دون ان يقصد.. عندما قال يا إلهي انهم يقتلون رجالنا وكان يقصد بذلك ان الهندوراس متقدمة على السلفادور في عدد الأهداف ليس إلا.. فكانت هذه شرارة الاشتعال لخروج سلاح الجو من أحد البلدين وإغارته على البلد الآخر.. ومات الكثيرون.. بسبب شائعة.
كان هذا أيام زمان.. فما بالكم الآن في عصر الانترنت والفضائيات.. حيث المجال أرحب من حيث التأثير!!
ويكفي فقط ان تصيح وأنت في مكان عملك.. حريق.. حريق.. حتى يهرول الجميع لإنقاذ نفسه من الحريق المزعوم. والباقي معروف!!
او ان تطلق على شخص ما (رجلا كان او امرأة) شائعة سلبية كانت او إيجابية حتى ينقلب عليه الناس. (اليوم) طرقت هذا الملف الشائك.. لنتعرف على الشائعة.. ومختلف جوانبها.. ورأى الناس فيها..
تعريف الشائعة
وللشائعة عدة تعاريف منها.
انها كل قضية او عبارة مقدمة للتصديق تتناقل من شخص الى آخر دون ان تكون لها معايير أكيدة للصدق.
وكذلك تعرف بانها اصطلاح يطلق على رأي موضوعي معين لكي يؤمن به من يسمعه وهي تنتقل عادة من شخص الى آخر عن طريق الكلمة الشفهية دون ان يتطلب ذلك مستوى من البرهان او الدليل.
وتعتبر ايضا بث خبر من مصدر ما في ظرف معين ولهدف ما يبغيه المصدر دون علم الآخرين وانتشار هذا الخبر بين أفراد مجموعة معينة او الأحاديث والأقوال والأخبار التي يتناقلها الناس والقصص التي يروونها دون التثبت من صحتها او التحقق من مصداقيتها.
او اخبار مشكوك في صحتها ويتعذر التحقق من أصلها وتتعلق بموضوعات لها أهمية لدى الموجهة إليهم ويؤدي تصديقهم او نشرهم لها الى اضعاف روحهم المعنوية, وكذلك النبأ الهادف الذي يكون مصدرها مجهولا وهي سريعة الانتشار ذات طابع استفزازي او هادىء حسب طبيعة ذلك النبأ.
وسائل نقل الشائعات
ويتناول المختصون منشأ الشائعة بانها تكون خبرا من شخص او من مطبوعة او من إذاعة او من التلفزيون او رسالة خطية او شريط مسجل والوسيلة الأوسع انتشارا في عصرنا الحالي هي الشبكة المعلوماتية (الانترنت) التي أصبحت ملعبا والشائعات أصبحت كورا تتقاذفها الأرجل في كل جانب ولا تسلم بطبيعة الحال من اضافة بعض الزيادات.
أسباب الانتشار
وذكر الدكتور مسفر بن علي القحطاني الاستاذ بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ان أسباب انتشار الشائعة هي فصاحة قول المشيع لها وحسن منطقه وجودة عرضه الشائعة فهذا قد يغري الناس بالكذبة ويلبس الحق بالباطل ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أخوف ما اخاف على أمتي: كل منافق عليم اللسان) أخرجه أحمد.
ومنها ان كون بعض الأخبار مما تطرب له النفوس ويخرج عن المألوف ويسمع لصاحب الإشاعة اذا حدث بها لما فيها من الغرابة والموافقة لأهواء الناس ومن الأسباب ايضا ان الفراغ والبطالة لدى كثير من الناس جعلاهم يتفرغون أكثر لنقل تلك الشائعات والقيل والقال وغير ذلك.
وأضاف الدكتور مسفر ان بعض المواقع الإلكترونية في الشبكة العالمية ساعدت على اشاعة الأخبار ووصولها الى كثير من الناس. وربما ما زال بعض الجهلة من يظن ان (الانترنت) مصدر موثق للأخبار والمعلومات الصحيحة خصوصا في الساحات والمنتديات ومواقع الدردشة التي تقع في الانترنت وتشغل الكثير من الناس ومن الأسباب ايضا انه لا يخرج للناس ممن يوثق بنقلهم وعلمهم من يكذبها وينفيها فيعيش الناس في موج متلاطم من النقولات والأخبار وربما أشاعوا عن بعض الثقات انهم ممن يؤمن بهذه الشائعة فيزيد الخطر وينتشر الخبر والله المستعان.
وذكر عبدالعزيز بن محمد السدحان في بحث سابق له عن أسباب رواج الشائعة قائلا: يتناقل كثير من الناس المقالة التي تقول (كل غريب مرغوب) وهذه وان لم تكن على اطلاقها لكن تنطبق على امر الشائعة في أغلب احوالها بحكم غرابة خبر الشائعة ولرواج الشائعة عدة أسباب منها حب الفضول والدافع الغريزي من المستمعين والشعور بالنشوة من ناقل الشائعة عندما يرى اصغاء السامعين له واشخاص أبصارهم اليه والتلهف والتشوق لكل كلمة يقولها وكذلك عدم تصور النتائج من الناقل والمنقول له في حالة بطلان الشائعة ضعف الوازع عند نقل الشائعة وعدم محاسبة النفس وتفقدها.
الأهداف والمقاصد
وقال استشاري الطب النفسي والأعصاب في مستشفى سعد التخصصي في الخبر الدكتور محمد رياض ان اهداف ومقاصد الشائعة عند صانعيها عديدة وأهمها من الناحية النفسية تغيير الاتجاهات والأفكار تجاه موضوع معين او قضية معينة فالشائعة هي بمثابة نوع غير مباشر لغسل المخ يمكن من خلالها تغيير افكار الناس تجاه الكثير من الموضوعات او التشكيك من موقف معين لشخص مسؤول او دولة معينة.
ويبن عبدالعزيز محمد السدحان ان مروج الشائعة لا يخلو مراده من مقاصد عدة منها النصح بمعنى ان ترديده تلك الشائعة في مجلسه او مجالس أخرى انما هو بدافع الحرص على النصح ومن المقاصد ايضا الشماتة وذلك بان يكون الدافع او المحرك الأساسي لنشر الشائعة وترويجها بين الناس انما هو الشماتة لصاحبها والوقيعة فيه والعياذ بالله ومن الأهداف ايضا الفضول وهذا حال أغلب المروجين للشائعة فان اصغاء السامعين لحديثه واشخاصهم بابصارهم اليه وتشوقهم لسماع كل ما يقول دافع من أعظم الدوافع لنقل الشائعة هذا ان سلم ولا يكاد إلا من رحم الله من التزويد في الكلام بغية تشويقهم وتعلقهم بما يقول والسبب الأخير هو قطع أوقات المجالس بذكرها فمن المعلوم المشاهد ان كلا من الحاضرين او أغلبهم في المجلس يريد ان يدلي بدلوه للمشاركة في الكلام والنقاش ولو كان عقيما ويرى السكوت نقصا في حقه فتراه يذكر هذه الشائعة بقصد المشاركة في الحديث بغض النظر عما يترتب عليه نقله ذلك.
مروج الشائعة
وأوضح الدكتور مسفر القحطاني ان الشخص الصالح قد يصبح مطية لترويج بعض الأخبار (الشائعة المكذوبة) من حيث لا يدري فهو يتقبل الأخبار ايا كان مصدرها دون تفكير متزن ولا وعي بمقتضى هذه الأخبار ومقاصدها. وانما عن تلقين او تقليد من غير تأمل او نظر. فيقول جوزيف دي مستير (الآراء الكاذبة كالعملة المزيفة, يسكها مجرمون عتاة ثم يتداولها أناس شرفاء وتستمر على أيديهم الجريمة دون ان يعلموا ماذا يفعلون).
شخصية المروج
وذكر الدكتور محمد رياض ان الشخص الذي تصدر عنه الشائعة اما ان يكون شخصا محترفا قد تدرب من جهة ما على ايجاد الشائعة او شخص آخر عاديا يساهم بطريقة او بأخرى في نشرب الشائعات.
أما من الناحية النفسية فان مصدر او مطلق الشائعة هو شخص غير سوي من الناحية النفسية وشخصية مصدرها تعتبر من التي تعمل ضد مجتمعها بغرض الحصول على منفعة مالية او معنوية.
خطر الشائعة
كما اوضح الدكتور مسفر القحطاني ان الشائعة لها أحوال مختلفة غالبا ما تصدر للفت الانتباه اليها فتضخم الأخبار الصغيرة وتعظم الأحداث التافهة ويحصل في الشائعة من التهويل والتخويف ما يزيد في انتشارها ويذكي نارها حتى لا يبقى بيت او منتدى للاجتماع إلا وتسمع هذه الشائعة كيف اضحت حديث الناس وفاكهة مجالسهم, ولذلك نجد في القرآن الكريم انه سمى الشائعة بالإفك في قوله تعالى (لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين) وجاء كذلك في تسمية الشائعة بالبهتان في قوله تعالى (ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم).
فالمسلم اذا سمع شائعة فلا ينبغي ان يكون سببا في نقلها وإشاعتها بين الناس بل يلتزم بالمنهج الشرعي الذي يدعوه للتوثق مما يسمع والتأكد فيما ينقل ويخاف الله عز وجل فيما نقل خبر يحسبه هينا وهو عند الله عظيم.
كما ان الشائعة لها خطر كبير على القوة النفسية والمعنوية لدى أفراد المجتمع, ومما يدعو الى التعجب ان كثيرا من الناس من مجرد سماع لم يبن على خبر صحيح او نقل موثق يخاف خوفا شديدا من ان يخرج من بينه ويغلق على نفسه ويتصور ان كل ما يقع ويحدث بهو بناء على هذه الكذبة التي اصبحت حقيقة صادقة؟! واعتقد اننا في مثل هذه الايام وبالأخص في مثل هذه الظروف التي تمر بهاب الأمة الإسلامية والعربية نحن في أشد الاحتياج الى القوة المعنوية وألا نستثار من خلال وسائل الإعلام بأخبار كاذبة او شائعات مغرضة تكون سببا في زعزعة الصف وبلبلة المجتمع مما لا يخدم إلا أصحاب الأغراض السيئة او الذين يصطادون في الماء العكر.
التصدي للشائعة
ويذكر السدحان ان للشائعة والتصدي لها طرقا كثيرة منها تذكير الناقل بالله تعالى وتحذيره من مغبة القول بلا علم. وبالعاقبة المتحصلة اذا كانت الشائعة كذبا او مبالغا فيها, وعدم التعجل في تقبل الشائعة دون استفهام او اعتراض, وعدم ترديد الشائعة لان في ترديدها زيادة انتشار لها مع اضفاء بعض بل كثير من الكذب عليها وكما قيل في المثل الروسي: (الكذبة كرة ثلجية تكبر كلما دحرجتها) واقتفاء خط سيرها وتتبع مسارها للوصول الى جذورها ووضع اليد على مطلقيها ومحاسبتهم بحزم, وعدم المبالاة او اظهار التعجب والاهتمام عند سماعها من أطراف اخرى والتشكيك في صحتها. فهذا بحد ذاته يخفف فورة ناقلي الشائعة ويجعلهم يراجعون أنفسهم قبل بث تلك الشائعة.
ويزاد هنا ايضا: ان في الإعراض عنها وعدم الاكتراث بها سببا رئيسيا في اخمادها وان يحاول ان يرد عليها في الصحف وما شكلها اذا كانت الشائعة ناشئة من الصحف او انها بلغت بين الناس مبلغا عظيما, فان في بيان بطلانها أمام أكثر عدد من الناس, أسرع وسيلة للقضاء عليها واخماد ذكرها, وان لم يخمد ذكرها بالكلية فعلى الأقل ازالة القناعة التامة بها من أذهان الناس.
واوضح الدكتور محمد رياض ان الشائعة تنشر في أجواء القلق والتوتر حيث يكون الإنسان في حساسية غير متزنة, ويجذبه الحديث أو النبأ المثير او الغريب ولا يدقق كثيرا في مصدره او مصداقيته, مؤكدا على انه لا يخلو أي مجتمع أيا كان من الشائعات, ولكن لكل شائعة عمر زمني يرتبط دائما بالحدث, وكلما كان عمر الشائعة قصيرا محدودا كانت قدرة المجتمع على التعامل مع الشائعات والأكاذيب كبيرة وقوية, ومحاولة دحض الشائعة عن طريق نفيها قد لا يأتي بالنتيجة المطلوبة دائما بل احيانا يأتي بعكس المطلوب يزيد من سريان الشائعة, وكذلك تجاهل الشائعة وتركها كي تموت تدريجيا قد يزيدها اشتعالا, وأهم طريقة للتعامل نشر الحقائق المباشرة وفتح حوار حولها دون خوف او رهبة.
واكد الدكتور مسفر القحطاني على انه لابد ان يكون هناك دراسة متأنية لكيفية مواجهة الشائعات اذا غزت مجتمعنا في المستقبل وكيف نحاصرها ونعرف اسبابها. كذلك يجب ان نهتم وبشكل كبير في تقوية الوازع الديني في قلوب الناس والمحافظة على قوتهم النفسية والمعنوية بحسن الظن بالله عز وجل وكذلك حسن الظن بالقائمين على امور المسلمين من الولاة والمسؤولين في الدولة والعلماء وكذلك ينبغي ان يظهر دور المؤسسات العلمية في علاج مثل هذه الظواهر كما ينبغي لخطباء الجوامع تذكير الناس بمنهج الاسلام القويم في تلقي الاخبار ونقلها والتحذير من خطر الشائعات لما في ذلك من الفتنة بين المسلمين.
الرأي الأمين
وقال مدير عام العلاقات والتوجيه في وزارة الداخلية الدكتور سعود بن صالح المصيبيح ان للشائعات اضرارا وخلفيات وانعكاسات سلبية واهدافا هدامة, تقف وراءها جهات مناوئة سواء داخل الوطن او خارجه, وتعمل هذه الجهات على توظيفها سياسيا لمحاولة التأثير على الرأي العام للتشكيك في مصداقية توجيهات الانظمة الحاكمة وايجاد الفوضى والبلبلة داخل المجتمعات خاصة مجتمعنا السعودي لما يحظى به من رغد العيش والامن بفضل تطبيق الشريعة الاسلامية.
وبين الدكتور المصيبيح انه نتيجة لتلك المسببات استوجب علينا في العمل الامني بصفة خاصة ايلاء اهمية قصوى للشائعات من خلال ضبط وتطوير الآليات الكفيلة بقاومتها وتطويقها للحرص على عدم انتشارها ويتم الاهتمام بتلك الظاهرة من خلال (3) مراحل, وهي الاولى في التجميع, حيث يتم في هذه المرحلة تجميع كل المعطيات المتعلقة بداية ظهور واساليب ترتيبهامن خلال تكثيف العمل الميداني وفي المرحلة الثانية يكون التحليل, ويتم بدراسة محتوى الشائعة وتحليل مضمونها من خلال تصنيف الشائعة وتحديد درجة خطورتها وتحديد الشريحة الاجتماعية الموجهة اليها الشائعة وتحديد الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي ساهمت في ظهور الشائعة وتحديد اهدافها والجهات التي تقف وراءها والتعرف عليها وعلى ميولها الفكري والسياسي مع التركيز على معرفة المروج او المروجين لها ومحيطهم, والتثبت والتحري الدقيق عن وجود علاقات قائمة بين مروجي الشائعات وعناصر اجنبية خارج الوطن, وفي المرحلة الثالثة يأتي الدور في التصدي لها بتتبع عدة نقاط وهي قوة الاقتناع لتنفيذ الشائعة والتعامل مع الشائعة بدبلوماسية وتلافي النقص ان كان هدف الشائعة استغلال سلبيات بعض الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية والامنية وتعزيز دور المؤسسات الاجتماعية والامنية في مجال التحصين الاجتماعي والنفسي والديني ضد الشائعات ودعوة وسائل الاعلام الى ابلاء عناية لتوعية الجمهور باضرار الشائعات.
الدور الإعلامي
واشار الدكتور سعود المصيبيح الى انه امام التحديات التي نعيشها في الوقت الراهن التي فرضت علينا ونظام العولمة الجديد فقد اصبح من الضروري استغلال الفضائيات من خلال احداث برامج تلفزيونية مضادة بالاعتماد على اهل الاختصاص والمتمرسين في حقل الدعاية والاعلام للرد على تلك الشائعات وتفنيدها وتعرية من يقف وراءها سواء في الداخل او الخارج.
كما ذكر عبدالله الهقاص الاستاذ في معهد الادارة العامة بالدمام ان للشائعة تأثيرا سلبيا على الفرد والمجتمع اجمع, فهي من جهة تؤثر على النسيج الداخلي والترابط في بنية المجتمع خاصة وقت الازمات, ومن جهة اخرى فان الشائعة ذات تأثير سلبي كبير على الفرد من حيث زعزعة الثقة في النفس وتشتيت الذهن, مما يؤدي الىاضعاف الروح المعنوية لافراد المجتمع, مشرا الى انه من هذا المنطلق فان محاربة الشائعة ومروجيها خاصة في وقت الازمات يجب ان يكون من اولويات الجهات المعنية خاصة وسائل الاعلام بكافة انواعها.
ونبه الهقاص الى ضرورة انتهاج استراتيجية واضحة من قبل وسائل الاعلام لابطال مفعول الشائعات, وهذه الاستراتيجيات يجب ان ترتكز على (3) ركائز, الاولى منها اختيار الوقت المناسب لابطال مفعول الشائعة والثانية التنسيق الكامل بين وسائل الاعلام المختلفة والثالثة حول الشفافية في التعامل مع الاحداث والازمات مما يزيد من الثقة بين وسائل الاعلام والمتلقي, وهذا بدوره يعطي وسائل الاعلام المصداقية اللازمة لابطال مفعول الشائعة.
وللنساء رأي
وذكرت س .ع. طالبة في كلية الآداب ان الشائعات يكثر انتشارها بين النساء بشكل قد يهدد بالخطر وعلى مجتمعنا وقد تصل الى حد التصديق الذي يؤدي بدوره الى التعرض لسمعة اناس وقد يصل الى ماهو اخطر من ذلك وكثيرا ما سمعنا عن وجود الجبن في بعض جنبات الكلية خصوصا في سكن الطالبات مما يثير الرعب في قلوب القاطنات فيه وفي النهاية يتضح انه لاصحة لها وانها مجرد تخيلات تتطور مع نقل الحديث حتى يكاد يصدقها من قامت بافتعالها ونحن في هذا المجتمع الذي ينعم بالايمان بالله وبقضائه وقدره علينا البعد عن الاصغاء لمثل هذه الشائعات وألا نكون وسيلة نقل لها.
اما فايزة. غ. ربة منزل فذكرت ان خلال التجمعات النسائية في المنازل اثناء الزيارات تتناقل النساء بعض الاخبار والتي في غالبها تكون مجرد شائعات وقد تنقل بطيب نية دون القصد الى بث الرعب في قلوب النساء الاخريات فيكون في البداية من باب الاستفسار عن حالة ما اوخبر تم سماعه ويراد التاكد من صحته ولكن ما ان يتم طرح الموضوع حتى تسمع التعليقات والمشاركات التي قد تضخم من حجم الشائعة حتى ينتهي المجلس وكأن الخبر اصبح حقيقة واصبح جاهزا للتداول للمجالس الاخرى فعلى النساء الحذر من السماح لمثل هذه التصرفات ان تجد مكانا بينهن وعليهن التصدي لها وقطع دابرها حتى لايعود تاثيرها بشكل سلبي على المجتمع كله.
دور التعليم
واوضح مدير مدرسة الخبر المتوسطة فهد المطيري ان الشائعة ظاهرة لابد من التصدي لها والحذر من تناقلها, خاصة على مستوى المدارس لانها قد تؤثر عليهم وعلى تحصيلهم الدراسي فعلى الكادر التعليمي الحرص على عدم تناول الشائعات وجعل المدرسة نواة لانطلاقها والشائعات موجودة في كل المجتمعات وفي كل الاوساط ولا اعتقد ان مجتمعا مامهما صغر محيطه يمكن ان يخلو من الاقاويل خصوصا في المجتمعات التي تغلب عليها الامية ولكن في مجتمع متحضر ومتعلم فعليه ان يتعامل مع تلك الظاهرة بتعقل وترو والحرص على نحرها في مهدها.
واشار خالد بن احمد السبتي مندوب تعليم البنات في الخبر ان الشائعة ليست صفة جينية متوارثة لذلك على الانسان ان يستعمل عقله للرد عليها وان يكون دقيقا في تقبل المعلومة والتعامل معها بوعي والانسان يغلب على طبعه الفضول وهذه الصفة لها علاقة قوية بالشائعة والشائعة احيانا يكون فيها جزء من الحقيقة الا ان المبالغة في تضخيم هذا الجزء هي التي تجعل من الاقاويل مادة مرعبة خاصة اذا كانت تحص الأفراد وسمعتهم وبهذا تزداد سرعة تناقل الشائعة بشكل كبير ويمكن ان تتنوع الشائعات على حسب مصادر انطلاقها فقد تمس هموم البعض فعلى مستوى الموظفين قد نسمع ان هناك زيادة في الرواتب وعلى مستوى التعليم كثيرا ما نسمع عن اطالة مدة الاجازة ومثل هذه الامثلة الكثير وعليه يجب ألا تجد الشائعة من المدارس أرضا خصبة تنمو وتتكاثر فيها فقد يعود بشكل عكسي على الطلبة والطالبات خاصة انها تشكل اكبر نسبة من التجمعات.
فهد المطيري - عبدالله الهقاص


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.