لم يتأثر سير الحياة الطبيعية في بلدة العوامية وسيهات في محافظة القطيف بالتصرفات الفردية غير المسؤولة التي صدرت مساء أمس الأول من فئة اعتدت على رجال الأمن، إلا أن الأهالي أكدوا استيائهم التام من تلك التصرفات التي تسيئ لمرتكبيها، فيما سيبقى الوطن آمنا مطمئنا. وشهدت الحركة المرورية في العوامية وسيهات انسيابية معهودة في الصباح في ظل ارتفاع درجات حرارة الطقس، حيث أن الزحام يبدأ عصرا ويمتد حتى ساعة متأخرة من الليل. لكن حلقة السمك على سبيل المثال وحلقة الخضار شهدت الإقبال الأبرز من الأهالي، والذين اعتبروا أن الحركة الاعتيادية شهادة حق لكل تخرصات تحاول أن تشيع عكس ذلك في المنطقة. وكان شارع أحد الذي يعد أكبر الشوارع في محافظة القطيف، حيث يصل المناطق الغربية بالمحافظة بشرقها وصولا إلى جزيرة تاروت ودارين، نابضا بالحياة طيلة ساعات النهار، نظرا لوجود المطاعم والمحلات الأخرى التي يقصدها المواطنون باستمرار. وفيما بدا حراج السوق في توقيته المعتاد في السادسة صباحا، وظلت التجمعات السمة البارزة في السوق، كان متوسط البيع والشراء اعتياديا أمس، في وقت أكد ل «عكاظ» الكثير من الأهالي أنهم صدموا لهذه التصرفات التي تحاول النيل من رجل الأمن الحامي للوطن من شرور الأشرار. وأشاروا إلى أن محاولات زعزعة الاستقرار والأمن الذي تنعم به المحافظة ستذهب أدراج الرياح، نظرا لإصرار الجميع على السير عكس التيار الهادف لأخذ المدينة في الاتجاه الآخر، مؤكدين أن الأحداث الأخيرة التي عاشتها المحافظة لا تعكس الحقيقة الناصعة لرغبة الجميع على العيش بسلام وطمأنينة وتجاوز جميع الصعاب عبر الإرادة الصادقة نحو وضع القطار في المسار الصحيح، بعيدا عن كل ما يعكر صفو الحياة التي اتسمت بها المحافظة على مدى السنوات الماضية. وأوضح عبدالحليم محمود أن التواجد في سوق الخضار منذ ساعات الصباح الباكر، يحمل دلالات كثيرة ولعل أبرزها تبديد جميع الشائعات بأن هناك شبه عدم استقرار بالمنطقة، مبينا أنه لم يشعر بعدم التغيير في حركة الشوارع، مضيفا: لكنني شعرت بالتغير في نفسي، إذ يجب أن يوضع حد لهذه التصرفات التي تحاول النيل من سلامة الوطن وأمنه، وحتما رجالنا قادرون على حسم الأمر، لكنه يحز في أنفسنا أن تصل عقلية بعض الشباب إلى هذا الحد من الاستسلام لما يملي عليهم من جهات مغرضة دون تفكير في عواقب الأمور. واعتبر محمد أنور ما جرى في المحافظة محاولات لا تعكر صفو العامة من الأهالي، لأن الإرادة الجماعية للأهالي قادرة على التغلب على جميع الصعاب، فالجميع هو الحصن الحامي للوطن، والحفاظ على المكتسبات التي حققها المجتمع على مدى العقود الماضية. وأكد سعيد عبدالله أن ما حدث أمر مؤسف، لأنه يعد خروجا عن العرف العام لأهالي المنطقة، ولأنه طال الأذى أفراد أمن يسهرون الليل بالنهار، للحفاظ على أمن الوطن وممتلكات المواطنين، مشيرا إلى أن الأهالي يقفون يدا واحدة ضد الأيادي التي تحاول النيل من القارب الذي يعيش فيه الجميع.