لم يكن أمام دول التحالف من أجل دعم الشرعية في اليمن سوى خيار استخدام القوة العسكرية ضد ميليشيات الحوثي المتمردة التي رفضت جميع الحلول السياسية وضربت بعرض الحائط القرارات الشرعية الدولية، وتجاهلت النداءات السلمية واستمرت في غيها وانقلابها على الشرعية اليمنية. ولقد استجابت المملكة والدول الخليجية والعربية لما تضمنته رسالة الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي، طلب تقديم المساندة العسكرية الفورية بكافة الوسائل والتدابير اللازمة لحماية اليمن وشعبه من عدوان الميليشيات الحوثية المدعومة من قوى إقليمية هدفها بسط هيمنتها على اليمن وجعلها قاعدة لنفوذها في المنطقة مما جعل التهديد لا يقتصر على أمن اليمن واستقراره وسيادته فحسب بل صار تهديدا شاملا لأمن المنطقة والأمن والسلم الدوليين. إن عملية «عاصفة الحزم» التي انطلقت أمس الأول جاءت بعد أن أصبح اليمن والدول الخليجية تواجه تهديدا مستمرا لأمنها واستقرارها بوجود أسلحة ثقيلة وصواريخ قصيرة وبعيدة المدى خارج سيطرة السلطة الشرعية. وليس هناك شك أن عدم استجابة الميليشيات الحوثية للتحذيرات المتكررة من دول مجلس التعاون ومن مجلس الأمن وانتهاكاتها المتواصلة للقانون الدولي والأعراف الدولية واستمرار حشودها المسلحة بما في ذلك الأسلحة الثقيلة والصواريخ على حدود المملكة وقيامها مؤخرا بإجراء مناورات عسكرية كبيرة بالذخيرة الحية قرب حدود المملكة استخدمت فيها جميع أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة كشفت عن نوايا الميليشيات الحوثية في تكرار عدوانها السافر الذي اقترفته دون أي مبرر حين هاجمت أراضي المملكة خلال شهر نوفمبر عام 2009. إن العالم الذي اتحد وراء «عاصفة الحزم» أرسل رسالة للداعمين للحركة الحوثية المارقة أنه لن يسمح بأي تجاوزات أو اختراقات أو محاولات لإذكاء الطائفية ونشر الفوضى والتخريب والدمار في اليمن.