تجسد المركبات الحكومية صورة الجهة التي تحمل شعارها، حيث ظهر مؤخرا استغلال بعض الموظفين هذا التجسيد لتنفيذ مصالح شخصية متعددة النشاطات منها ما لا يرضاه المواطن الغيور حين يشاهد مثل هذا التصرف الخارج عن الذوق العام مع الجهة المشغلة مثلا: يقوم بعض الموظفين باستخدام المركبات الحكومية والتي تحمل شعارا واضحا أو حتى ألوانا كاملة على المركبة وذلك لتوصيل ذويهم إلى المدارس بحجة أنه في طريقه إلى العمل، متباهيا أنه يعمل في الجهة الفلانية، والركاب أيضا على شاكلته أمام زملائهم وأمام العامة، والغالب أنه يقوم بتوفير وقود سيارته الخاصة حفاظا على تهالكها من الاستخدام اليومي على حساب الحكومة، فالمركبة الحكومية لم تصرف لهذا الغرض، ومن البديهي أن هناك هدفا من صرفها لم يتم تحقيقه بعد، أو تم تحقيقه (وهذا فوق البيعة). فهنا يجب وضع رقم موحد أو مجاني على المركبة يتم تلقي أي بلاغ عن المخالف للاستخدام الرسمي، تماما كما فعلت بعض الجهات المخصصة مؤخرا (كالخطوط السعودية)، والرقم الموحد يكون متصلا بكافة الجهات الحكومية (نزاهة). وفي ظل غياب بعض الجهات الرقابية عن إحصاء الموظفين المخالفين والحد من هذه الظاهرة التي تتلحف تحت ظل المساعدات الإنسانية، وضعف بعض الجهات في تدقيق صرف المركبات ومحاسبة مستخدميها، يجب على كل موظف أن يدرك مدى المسؤولية التي أوكلت له والتجرد من كل مصلحة شخصية قد يعكس من خلالها صورة غير لائقة على الجهة، حتى وإن لم يقصد ذلك مباشرة، وأن يؤدي عمله بأمانة كما أوصانا عليها ديننا الحنيف. وفي هذا الإطار، فإننا لا نتجاهل أن الموظفين بشر ولهم متطلبات ولكن يجب عليهم التجرد من «الشخصنة» وممارسة حياتهم طبيعيا دون اللجوء لاستخدام السلطة في الحياة العامة سواء بمركبات الحكومة أو بالمناصب.