أكد عاملون في ساهر على ضرورة أن تقوم الجهات ذات العلاقة برفع مستوى الوعي لدى المواطنين وطريقة تعاملهم مع ساهر والعاملين فيه بعد أن أصبح الاعتداء عليهم ظاهرة تكاد تكون شبه متكررة. فيما يرى مواطنون أنه يتوجب أن يكون تواجد ساهر في أماكن واضحة بدلا عن الانزواء خلف الأشجار والأنفاق واصفين ذلك بالتصيد والبحث عن المردود المادي. يقول المعلم ماجد العنمي إن فكرة نظام ساهر عظيمة ولا يختلف عليها اثنان، فقد ساهمت بشكل كبير في تخفيض نسب الوفيات والإصابات المرورية بشكل كبير والحد من ارتفاع نسبة الحوادث في المملكة، وليس بالضرورة أن تكون كل فكرة عظيمة صحيحة التطبيق على أرض الواقع، لو تتبعنا مراحل تطبيق نظام ساهر في المدينةالمنورة فقط سنجد أنه أغفل الجانب التوعوي، فلم ينظم المرور بصفتها جهة اختصاص حملات تعريفية بالنظام ولم يتم التعرف عليه إلا بعد التطبيق العملي من خلال زيارة المواطنين لأجهزة الصرف الإلكترونية لسداد المخالفات، أضف إلى ذلك الخطأ في تقدير السرعات المناسبة للشوارع. وشاركة الرأي الموظف عبدالعزيز الحيدري «بين فترة وأخرى تتغير السرعة المقترحة على الطرق الأمر الذي أخل بسمو فكرة النظام من وسيلة توعية إلى وسيلة لاستنزاف جيوب المواطنين بغير وجه حق، ولك أن تشاهد بعينك طرق التحايل التي ينتهجها الموظفون من خلال إخفاء السيارات المخصصة للنظام خلف حاجز أسمنتي أو فوق جسر أو بين شجرتين متقاربتين بطريقة احترافية لرصد أكبر عدد ممكن من السيارات، الأمر الذي قوبل بردة فعل تكون أقرب إلى الطبيعية من قبل البعض نتيجة للأسلوب الملتوي والذي أضحى كسباق لمن يرصد أكبر عدد ممكن من المركبات، إلا أن هذه الطريقة توحي للعامة أن النظام ليس حريصا على أرواحهم بقدر ما هو حريص على الاقتطاع من رواتبهم وهذا التصرف الخاطئ يخلق ردة فعل عكسية عند بعض الشباب الذين بادلوا النظام بالاعتداء على السيارات». من جهته ذكر أحد العاملين في ساهر أنه أصبح من الضروري على الجهات ذات العلاقة السعي لرفع مستوى الوعي لدى المواطنين منعا للاعتداء المتكرر عليهم وعلى الكاميرات الثابتة الخاصة بالرصد، إضافة لتحدي النظام والتمرد عليه، أو التحريض على التعدي والاعتداء على الممتلكات أو الاتلاف والتخريب المتعمد وعدم احترام النظام جانب مهم ينبغي أن يسبقه دور وقائي تقوم به الأسر في المجتمع ومراكز التنمية الأسرية ومراكز الخدمة الاجتماعية والإرشاد الطلابي في المدارس وتنشئة الأطفال منذ الصغر على احترام ملكيات الآخرين العامة والخاصة وعدم الاعتداء عليها، وضرورة تنمية روح الإيجابية لدى الأطفال تجاه المجتمع والأسرة وغرس القيم الاجتماعية كالصبر وتحمل المسؤولية وتعليمهم الآداب والسلوك. وقال الطالب بكلية الهندسة نايف بن عبدالعزيز مكي بعد تحقيق نظام ساهر نتائج إيجابية عاد لينتحل صفة التاجر الجشع، فالصراع بين العائد المادي والعائد المعنوي سيتبين ليكشف مدى فاعلية هذا النظام في صناعة الوعي والأمن بالمجتمع، وبالتأكيد لا يمكن إغفال أهمية النجاح المادي لنظام ساهر ولكن على القائمين به إدراك القيمة المعنوية التي يخلقها النظام وأن دوره لا يقتصر على جمع أموال من المواطنين وتحقيق أرباح خيالية على حساباتهم، كونه يفترض به أن يسهم في الحفاظ على أرواح المواطنين ورفع حدة الوعي لديهم هو الهدف الأساسي والأسمى. فيما تحدث الطالب بكلية الطب حمزة بن محمد النزاوي قائلا «لا أعتقد أن وقوف سيارات رصد المخالفات خلف الأشجار والتخفي بطريقة أو بأخرى قد يرفع من حدة الوعي، بل إن الأنظمة التي تمارس سلوكا منفردا تترك فجوة واسعة بينها وبين المواطن وبديهيا تعطيل وصول الرسالة الإيجابية التي يتضمنها النظام، ففي كل أرجاء العالم توجد الرقابة المعلنة والواضحة علنا ويعاقب المخالف دون الحاجة إلى التحايل، لأن الهدف هو تقليل نسب المخالفات لا التحايل للحصول على أكبر عدد من المخالفات مما يفقد النظام مصداقيته وثقة المواطن بقدرته في تنمية الإصلاح والتوعية. وأضاف عبدالله زياد سكر أن التطبيق الخاطئ لنظام ساهر من قبل العاملين به أدى لقيام أصدقائه بالتحايل على كاميرات الرصد بحيث يتم وضع طين على لوحة المركبة أو لف طرف اللوحة، أو التلاعب بأحرفها وأرقامها، وكذلك وضع لاصق على نصف أرقام وحروف اللوحة الأمامية أو الخلفية بحيث يتم تجنب رصد المخالفات عليه، لكنهم يكونون قلقون وذلك بسبب نقاط التفتيش المفأجاة. وقال الدكتور عبدالعزيز بن هلابي إن نظام ساهر أسهم في تقليص الحوادث المرورية في المنطقة، وساعد على احترام الأنظمة المرورية، لكنه في الفترة الماضية الأخيرة تغيرت طريقة وقوف مركبات رصد المخالفات والدليل أنه لم يطبق بصورة توعوية أنك ترى كاميرتين في الطريق الواحد، إضافة إلى تنقلهم المستمر وترصدهم وكأنهم مجرد موظفين وضعوا للجباية. ومن الاعتداءت التي سجلتها الجهات الأمنية على نظام ساهر المروري والعاملين فيه إقدام مجهولين على إشعال النار في كاميرا ساهر حينما سكبا وقود البنزين عليها وأضرما فيها النار في طريق الملك عبدالعزيز بالقرب من إدارة المرور، وشاب ثالث كان ملثما عبر عن غضبه من ساهر بتحطيم الكاميرا التي نصبت على طريق عمر بن الخطاب (عروة) بآلة حادة كان يحملها في يده، حيث غافل الشاب مراقب الكاميرا الذي كان يقف بسيارة الشركة على مقربة من صندوق الكاميرا، وضربها بالآلة الحادة التي يحملها وهو ما أدى إلى تحطمها ولاذ بالفرار. وأكد مدير شرطة منطقة المدينةالمنورة اللواء سعود بن عوض الأحمدي «وجهنا نظام ساهر بضرورة التزام موظفي النظام في الأماكن المحددة من قبلهم لرصد الحركة المرورية، كما أبلغناهم بأنه لا يحق لهم تغيير هذه الأماكن إلا بعد التنسيق مع الجهات المعنية لضمان الحماية اللازمة لهم»، وأكد: «النظام أسهم في الواقع وبشكل كبير على تقليل المخالفات المرورية وتدني نسبة الحوادث في المنطقة»، مشيرا إلى أن على قائدي المركبات الالتزام بالقواعد المرورية التي تضمن سلامة الجميع. وفي شأن ذي صلة بالتحايل على كاميرات ساهر باشرت الإدارة العامة للمرور في مختلف مناطق المملكة في تكثيف إجراءات الرقابة على مخالفات طمس وإخفاء «لوحات المركبات» وهي الطريقة التي يستخدمها سائقو المركبات للتحايل على نظام «ساهر»، وأكد ل«عكاظ» مصدر موثوق أن الهدف من تكثيف الإجراءات الخاصة في كشف طرق التحايل على «ساهر» هو الحد من انتشار الظاهرة التي باتت تنتشر في مختلف مناطق المملكة، وأضاف المصدر أن طريقة «طمس وإخفاء اللوحات» هي أكثر طرق التحايل انتشارا، وذكر أنه من المتوقع أن تساهم الحملة التي انطلقت مطلع الأسبوع الجاري في مختلف مناطق المملكة في الحد من انتشار هذه الظاهرة، وأضاف أن العقوبات الجديدة التي سوف تطال «المتحايلين» على نظام «ساهر» هو حجز المركبة لمدة ثلاثين يوما في حال تكرار المخالفة للمرة الثانية من قبل المركبة التي تم ضبطها في وقت لاحق، وأضاف المصدر أن العقوبة المقررة للمخالفة في السابق هي حجز المركبة لمدة 15 يوما في حال ضبط المركبة التي يظهر عليها «طمس او إخفاء اللوحات» الأمامية أو الخلفية. في المقابل أكد ل«عكاظ» مدير شعبة الأمن والسلامة في مرور منطقة المدينةالمنورة والناطق الإعلامي العقيد عمر النزاوي بأن «طمس اللوحات» هي مخالفة تنطوي تحت مخالفات تغيير شكل المركبة من الخارج، وأضاف أن عقوبة هذه المخالفة هي حجز المركبة لمدة 15 يوما في حال ضبط المركبة، وأضاف: هذه الأيام تشهد تكثيف الرقابة على مخالفات تغيير شكل المركبة من الخارج بما فيها «طمس اللوحات» والتي يستخدمها سائقو المركبات للتحايل على نظام «ساهر». يذكر أن تقرير مروري أوضح أن هناك الكثير من الطرق التي يتم استخدامها للتحايل على نظام «ساهر»، وأضاف التقرير أن أكثر الطرق التي يستخدمها «سائقو المركبات» هو طمس أو إخفاء اللوحات «الأمامية والخلفية» وذلك من خلال استخدام عدد من المواد التي تساهم في إخفاء الأحرف والأرقام، بالإضافة إلى ثني اللوحات الأمامية والخلفية، أو استخدام ملصق ووضعه على الأحرف أو الأرقام، وذكر التقرير أن هذه الظاهرة باتت تنتشر في الكثير من المركبات في عدد من مناطق المملكة، وأضاف التقرير أنه يجب اتخاذ المزيد من الإجراءات بحق المخالفين للحد من انتشار الظاهرة، وذلك من خلال تكثيف الرقابة ورصد المركبات المخالفة ومن ثم حجزها لمدة 15 يوما وفي حال تكرار المخالفة من قبل نفس المركبة يتم حجزها لمدة شهر كامل.