استرجع حارس النصر السابق مضحي الدوسري تجربته الرياضية بكثير من الحسرة والامتعاض، مشددا على ندمه سبر أغوارها مع ناديه السابق، وواصفا ما تعرض له بالإجحاف والمؤلم، وأماط في حواره مع «عكاظ» اللثام عن وجه مختلف كان يخفيه عن جماهير ناديه منذ أن كان لاعبا وعن ألم سكت عنه لسنوات طويلة تقديرا لعشقه للكيان في تلك الفترة. محذرا الجيل الحالي من خوض أي تجربة قبل التفكير جيدا في حقوقهم وتوثيقها واختيار الأندية الأنسب قبل التوقيع لها، إذ يرى أنه لا أمان لكرة القدم وأن الشواهد في ذلك كثيرة من واقع تجربته التي يروي فصولها وصدمته التي يشعر أنها أكثر قسوة وأشد مضاضة، كونها جاءت من إدارة ناديه المجحفة بحقه - على حد زعمه - وهو الذي شارك في بطولة كأس العالم للأندية لعام 2000م وكان أحد نجوم الجيل الذهبي، ووجه رسائل للعديد من النصراويين كاشفا عن الكثير من الأحداث والأمور في تجربته مع النادي العاصمي، تطالعون تفاصيلها فيمايلي:- ● قدمت تجربة ثرية مع النصر وشاركت في البطولة الآسيوية التي سبقت ترشحكم للعالمية، لكنك اختفيت بعد ذلك، أين أنت؟ - لم يشفع لي كل ما ذكرت في أن أغادر الساحة الرياضية مكرما، خرجت من هذا الوسط بعد شعوري بعدم الإنصاف والإساءة من النادي، وبسبب مناقشة قرارات ليس من المنصف تطبيقها علينا كلاعبين محترفين كانت السبب في ابتعادي ومررت بظروف سيئة بعد ذلك حتى عملت في بعض المنشآت الرياضية ومستشفى الملك فهد وانتهى بي الحال للعمل ك رجل إطفاء والحمد لله. ● هل تقصد أنك كنت ضحية خلافات وحرب إدارية؟ - نعم بالفعل هناك محاربة لمضحي في النصر ومشكلتي مع النادي بدأت منذ انضمامي للنادي والذي لم تكن أجواؤه صحية على الإطلاق، فالقرارات تصدر بناء على انعكاسات نفسية تجعلنا في ضغط نفسي دائم نواجهه حتى في التمارين، ومن ضمن تلك المواقف في مباراة مع الهلال تعادلنا بنتيجة 2-2 ذهب مدرب الحراس سعيد بادو إلى المدير الفني آرثر جورج وانتقد منحي للكابتنية في تلك المباراة ومواقف أخرى كانت بالإيعاز لتحطيم مضحي وإظهاره بصورة سلبية أمام الجمهور، أضف إلى ذلك أن أحد المدربين قال لي بأن هناك محاولات لإبعادي والأدهى أنهم كانوا يصفونني بالمزاجية و«بتاع مشاكل» ويزودون كل مدرب بتلك المعلومات المغلوطة لكي يبدأ ببناء صورة غير مثالية عني. إبعاد وإحباط ● وهل هناك سبب معين لذلك التعامل؟ - لا أعلم، وربما السبب يعود لنقاشي مع الإدارة بالعديد من القرارات ولا أخفيك أنني لعبت نهائي كأس آسيا أمام سامسونج ويدي «مكسورة» وضحيت وحققنا كأس آسيا لأجل نادي النصر ولم أتقاعس ولعبت مباراة مع الهلال في عام 1418ه ووالدي توفي قبلها بيومين وماجد عبدالله ومحيسن الجمعان زاراني لأجل إخراجي من تلك الفترة العصيبة وشاركت، ورغم ذلك ينقل عني تلك السلبية، وبالرغم من إعجاب المدرب بلعبي ومطالبته بتواجدي باستمرار، وفي عام 1415حققنا بطولة الدوري أمام الهلال بنتيجة 3-1 رغم المشاكل التي أواجهها ومنها خصم نصف مرتبي بسبب مباراة ودية لم أشارك بها رغم إراحة جميع اللاعبين الذين سيخوضون النهائي إلا أنني تفاجأت بتغييبي في الكشوفات لذلك نحن نلعب بلاروح أو حوافز، ومنذ 18 عاما لم أحصل على حقوقي و لايوجد لدينا احتراف منصف. ● يتضح من حديثك أنه لم تكن هناك آلية واضحة للاحتراف تطبق داخل النادي؟ - نعم الآلية لا تطبق ولم يحصل أي لاعب من ذلك الجيل على حقوقه المالية ولم نكن نعامل كمحترفين وأبسط حقوقنا لم نحصل عليها مثل بدل السكن حوالي 400 ألف ريال لكل لاعب، وأتحدى إذا كان قد حصل عليها أي لاعب شارك بتحقيق كأس آسيا للنصر ومازالت حقوقنا معلقة منذ عام 1418ه بالإضافة إلى مقدم العقد المرتبط بي بمبلغ مليون ريال والذي وعدني به رئيس النادي آنذاك بعد أن ذكرت له بأني أريد تأمين مستقبل أبنائي بشراء منزل لهم وذكر لي بأن النادي يمر بأزمة مالية حاليا وإذا تحسنت الظروف سيتم ذلك وكان ذلك اتفاق بيني وبينه وطالبت فيها ولكنهم قالوا لي ليس لك حقوق وكان ذلك بوجود شخص يدعى «المنزلاوي» وعبدالله الهويش وقلت لهم إن حقي سوف أجده عند الله والعاقل يعي أن حقوقي وحقوق زملائي علي يزيد وحسين هادي وإبراهيم الشويع وماجد الدوسري وأحمد نصيب وحمد الخثران وناصر حلوي ومحسن الحارثي وإبراهيم ماطر وغيرهم مازالت معلقة وهناك بنود في العقود لا يطبق منها إلا ما يضر اللاعب وكلمة حق أن الوحيد الذي وقف معنا هو شخص داعم يرفض ذكر اسمه، وتمنيت بأن يقف أعضاء الشرف «وقفة حق» لتسديد ديون النادي القديمة للاعبين الذين حققوا للنادي الأمجاد مع أن المبلغ بالكامل حوالي السبعة ملايين ريال، أما بشأن التكريم اتصل بي علي كميخ وقال لي بأننا سنعمل على حفل تكريم يشمل نجوم النصر الذين حققوا الآسيوية ولعبوا في كأس العالم في افتتاح ملعب النادي الجديد ولم يحدث أي شيء وافتتح الملعب دون تكريم لأي أحد منا. غياب التقدير ● بناء على ما سبق .. لماذا لم تطالب بالرحيل؟ - أفصحت للأمير فيصل بن عبدالرحمن عن رغبتي بالخروج من نادي النصر بعد تحقيق كأس آسيا بسبب ما أتعرض له وأني قضيت حياتي في خدمة النصر وقد تعبت نفسيا ولا أستطيع الاستمرار ووعدني بأنه سيلبي لي ذلك إلا أنه بعد عودتنا من البرازيل لم يعد معنا ولا أحد يستطيع عمل شيء بعد ذلك، ولا يستطيع أي لاعب الخروج من النادي رغم معرفتي بالعروض التي تأتيني منها نادي الشباب وأحد الإداريين قال لي بالمختصر «انس تروح.. ولا يوجد شي اسمه الانتقال إلى ناد آخر»، وجائني عرض آخر من نادي التعاون إلا أن الأمير ممدوح رفض، وقال بأنني لن ألعب إلا للتعاون تحديدا وهو ما جعلني أتراجع ولا أحد يستطيع إجباري على ما لا أرغب. ● إذن ترى بأن نهايتك غير لائقة بك؟ - نعم كان ختاما غير لائق لكل ذلك الجيل وتمنيت أنني لم ألعب للنصر يوما وأنني كنت هلاليا، وليتني أطعت رؤية والدي الحكيمة الذي كان يرغب بتسجيلي في الهلال لأن الواقع يفرض بأن اللاعب الهلالي يخرج من ناديه وهو مؤمن مستقبله ومكرم، ونحن خرجنا وليس لدينا أي شيء مع أننا لعبنا في فترة احترافية ولكن كانت احتراف «أي كلام» ولم نحصل حتى على خطاب شكر من النادي، وأتمنى لو أن صورنا في النادي باقية ولم تطمس لكان ولاؤنا للنادي أكثر من ولائنا للإدارات ولكن للأسف. إهمال متعمد ● هل عرض عليك العودة للعمل في النصر لاحقا..؟ - نعم الأمير فيصل بن عبدالرحمن عرض علي العودة للعمل بالنادي ولكن الأمير الوليد بن بدر رفض بحجة أن فكرنا قديم متناسيا أننا حققنا البطولة الآسيوية التي لم يحققها النادي حتى اللحظة ثم أنني كيف أعود وحقوقي معلقة بالإضافة إلى أن التعامل لا يساعد على العودة للنصر ولكن الجمهور عاطفي ويتعامل مع اللاعب كقطعة في النادي ولا يقدر تاريخه. ● حدثنا عن بطولة العالم وما الذي حصل بعدها؟ - بعد عودتنا من كأس العالم انصدمنا من الواقع الذي ينتظرنا، فالجمهور لم يستقبلنا وتم الاحتفاء بنا حوالي ساعة قدم خلالها «حلوى وشاي وساعة يد»، مما أوجد لدينا ردة فعل سلبية رغم التضحية التي قدمناها في البرازيل ومنها لعبي وأنا مصاب أمام الرجاء ولعبي ولياقتي صفر أمام كورينثيانز زد على ذلك أن مصروف اللاعب 100 دولار لكل ثلاثة في البرازيل وأن رواتبنا متأخرة لأربعة أشهر وأحدث ذلك إحباطا جماعيا وأمور كثيرة، منها إخراج فهد الهريفي من أمام اللاعبين بالملعب، ثم بدأت عملية التصفية في النادي شملت محيسن الجمعان ومضحي الدوسري والشويع وعبدالله القرني وبعدها بموسم لحقنا سبعة لاعبين منهم محسن الحارثي وإبراهيم ماطر وناصر حلوي وأحمد جهوي. ● ماذا حدث للهريفي في كأس العالم؟ - ما حدث للهريفي في كأس العالم مؤسف بعد الإيعاز للمدرب بعدم إشراكه في اللعب حيث تحدث المدرب أمام جميع اللاعبين للهريفي ذلك لإحراجه أمام زملائه وحدث ذلك قبل مباراة كورينثيانز في نهائيات كأس العالم للأندية، وأعيد وأكرر لعبنا البطولة الآسيوية بتلك الروح لأجل الأمير فيصل بن عبدالرحمن وفرنانديز، مع أن هناك ضعفا ماليا ولم نستلم رواتبنا في البطولة الآسيوية لمدة تسعة أشهر وحققنا كأس آسيا وقدم لي الفرنسي فرنانديز مبلغ عشرة آلاف ريال من حسابه لمعرفته بظروفي. فوقية الجيل الحالي ● دعنا نتحدث عن النصر الحالي.. ماذا تتوقع منه؟ - حقيقة أنا بعيد عن نادي النصر ولكن الأمير فيصل بن تركي لديه فكر معين ومن الممكن أن يكون لديه فكرة سلبية عن النجوم القدامى مثل ماجد عبدالله ومحيسن الجمعان وأحمد نصيب الذين كانوا يعملون بالنادي بشكل صحيح ومازالت أسباب إبعادهم مجهولة، والنصر لديه ثقافة إبعاد نجومه الأوائل للأسف، ولاعبو النصر الحاليين ينظرون إلى القدامى بفوقية واتضح ذلك بعد زيارتي لهم، حيث أصبح الجيل القديم لا قيمة له، وأستنثني منهم بناء على ما واجهته كلا من العنزي وغالب والزيلعي أما حسين عبدالغني لايزال «شايل علي» بعد لعبي أمامه سابقا، وتلك المعاملة ليست لائقة بلاعب محترف وتمنيت أن ناشئي النصر هم من يتوجون النصر بالبطولات وأن يقتدوا بالهلال، فهو الوحيد الذي يقدم لاعبيه من الفرق السنية للفريق الأول ونتائجهم إيجابية، والفرق السنية لم تخدم النصر مع أن درجتي الشباب والناشئين يحققان أرقاما مميزة لكن ثقافة عدم منح الفرصة لأبناء النادي وجلب لاعبين للفريق الأول حاضرة والنخلي خير مثال وهو أفضل من لاعب قيمته تزيد على 15 مليونا. ● كيف ترى تجربة سامي الجابر كمدرب؟ - سامي أبدع في تطوير ذاته لاعبا ومدربا، وأرقامه كمدرب كافيه لإلجام من ينتقده ولو كان أجنبيا لبقي سنوات عديدة، ولكن للأسف نحن مجتمع لا يثق بقدرات المدرب الوطني الذي آراه المنقذ للمنتخب والأقرب لنفسية اللاعب السعودي.