يظل العمل التطوعي وحجم الانخراط فيه رمزاً من رموز تقدم الأمم وازدهارها، فالأمة كلما ازدادت في التقدم والرقي، ازداد انخراط مواطنيها في أعمال التطوع الخيري. كما يعد الانخراط في العمل التطوعي مطلبا من متطلبات الحياة المعاصرة التي أتت بالتنمية والتطور السريع في كافة المجالات، فيما تشكل الحاجة للخدمات الاجتماعية تحديا أمام الحكومات المتعاقبة، ما يتطلب مساندة من الهيئات التطوعية ناهيك عن الهيئات الرسمية لأسباب منها الابتعاد عن الروتين وتجنب تعقيد الإجراءات وانتفاء البيروقراطية، وقد أثبتت التجارب أن بعض الأجهزة الرسمية لا تستطيع وحدها تحقيق غايات خطط ومشاريع التنمية دون المشاركة التطوعية الفعالة للمواطنين والجمعيات الأهلية التي يمكنها الإسهام بدور فاعل في عمليات التنمية نظراً لمرونتها وسرعة اتخاذ القرار فيها. ومن الفرق التطوعية التي بذلت جهودا كبيرة في إنقاذ المفقودين في صحارى المملكة فريق عون التطوعي، لإنقاذ المفقودين؛ ويعنى الفريق بتقديم أرقى الخدمات لإنقاذ المفقودين منذ تلقي البلاغ وحتى إتمام عملية الإنقاذ. واستضافت ندوة «عكاظ» المقامة في إحدى صحارى محافظة الخرمة عشية العثور على أحد المفقودين فريق عون للإنقاذ والذي يتكون من الفرسان: «خالد الدغيلبي، حمود الرثيع، محمد الحمادي، بدر الغنامي، طلال المطيري، نايف العطني، بالإضافة إلى مؤسس الفريق عمران الأدغم السبيعي»، إذ يعكس رواد الفريق تفعيل القيم الاجتماعية في عدد من المدن الرئيسية حيث تم زيارة عدد من المراكز التطوعية الخاصة بالأيتام وجمعيات تأهيل المعاقين وذلك للاتفاق مع تلك المراكز والدور على عمل يكون بالتعاون معهم، كما تمت زيارة عدد من المراكز الاجتماعية لنقل الدور الاجتماعي للفريق ونقل بعض التجارب التي تسهم اجتماعيا في إبراز كافة المناشط، وذلك بحكم أن الأعمال التطوعية هي إحدى العادات الأصيلة التي جبل عليها أبناء هذه البلاد في كافة المجالات التي تخدم المجتمع، وما يصحب تلك الاعمال من عقبات أصبحت حافزا ودعما لتلك الأعمال. وتناولت الندوة عدة محاور ومضامين كان أبرزها: دور الفريق في التعامل مع الحالات، وكيفية التعامل مع البلاغات المقدمة، والجهات الحكومية المتعاونة معهم، وأبرز العوائق التي تؤثر سلبا على أعمالهم التطوعية، بالإضافة إلى العديد من القضايا. انطلاق فكرة «عون للإنقاذ» متى بدأت فكرة إنشاء فريق عون للإنقاذ وكيف كانت خطواته الأولى؟ عمران السبيعي: انطلقت فكرة تكوين فريق عون التطوعي للإنقاذ منذ شوال 1434 ه. حيث كان هناك شابان مفقودان في نفود الدهناء (مفقودي حومة النقيان) حينها لاحظت كثرة المتطوعين الذين يرغبون بالمساعدة في البحث عن المفقودين، إلا أن جهودهم كانت فردية وغير منظمة، والبعض من المتطوعين يبحث بمفرده ما يعرضه للوقوع في مصائد الصحراء، فتبادر لذهني جمع تلك الجهود تحت مظلة واحدة والاستفادة من الخبرات والطاقات المتنوعة التي يمتلكها الكثير من شباب الوطن المحب للعمل الخيري التطوعي لتكوين فريق عمل جماعي تطوعي، ساعد في ذلك المساحة الكبيرة للمملكة والتضاريس المتنوعة والمناطق الرملية الواسعة ذات التضاريس الصعبة، حيث النفود الكبير شمالاً وعروق الدهناء في الوسط الى الربع الخالي جنوباً يسلكها كثير من المارة ومرتادي الرحلات البرية ما ينتج عن ذلك حالات فقدان لكثيرين بسبب وعورة الأرض أو بسبب تعطل المركبة، ما استوجب تكوين فريق تطوعي متمرس خبير بتلك المناطق يملك أفراده إمكانيات وأدوات تقنية تساعدهم مع الجهات المختصة للوصول للمفقودين في تلك المناطق، كما أن الفريق يهتم بمجال التوعية المجتمعية عن مخاطر الصحراء وسبل السلامة فيها. كم عدد أعضاء الفريق وما هي شروط القبول وأبرز الجهات الداعمة؟ خالد الدغيلبي: عدد أعضاء الفريق يقارب الثلاثمائة عضو في أغلب مناطق المملكة. وهناك شروط محددة لقبول عضوية المتطوع منها، توفر سيارة دفع رباعي وجهاز ملاحة وجهاز اتصال لاسلكي. والأفضلية للأشخاص الذي يمتلكون دراية وخبرة في التعامل مع الصحراء، حيث يقوم الفريق على جهود أعضائه ولا يوجد جهات داعمة، فأعمال الفريق تطوعية لوجه الله، وأعضاؤه يبتغون الأجر من رب العالمين من مبدأ {فمن تطوع خيرا فهو خير له} كما قال صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عمر رضي الله عنهما: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة». متفق عليه. التوفيق بين الوظيفة والتطوع وكيف يمكن التوفيق بين الوظيفة والتطوع، وما هي المعدات والتجهيزات المستخدمة للإنقاذ؟ حمود الرثيع: إذا صادف تاريخ البلاغ عن مفقود وقت إجازة أسبوعية تكون مشاركة الأعضاء كبيرة، أما إذا كانت في أوقات أخرى فتكون المشاركة مقتصرة على المتفرغين أو من لديهم إجازات اضطرارية أو ما شابه ذلك، فيما أشار بدر الغانمي إلى أن الفريق يستخدم في عملية البحث عن المفقودين طائرات شراعية وسيارات رباعية الدفع مجهزة بوسائل متنوعة كالاتصال اللاسلكي وأجهزة الملاحة وجهاز الاتصال الفضائي ومناظير مع ضرورة توفر أدوات السلامة كحقيبة الإسعافات الأولية وطفاية الحريق والأدوات الأخرى التي تساعد على اجتياز الصحارى وتجاوز عقباتها مثل الونش الكهربائي وخزان المياه والبطاريات الإضافية إلى آخره من معدات متنوعة. إبلاغ شرطة المنطقة ما هي الآلية المتبعة في إنقاذ الأشخاص المفقودين؟ عمران الأدغم: لدى استلام بلاغ عن مفقود يشترط الفريق وجود بلاغ لدى الشرطة، ومن ثم تدرس الحالة من عدة جوانب من خلال لجنة متخصصة في الفريق ويتم جمع المعلومات التي تساعد في تنفيذ عمليات البحث عن المفقود ويتم دراسة الخرائط وطبيعة الأرض وإمكانية إشراك الطيران الشراعي ومن ثم يتم إعطاء إشارة الإنطلاق للفريق ويتم تحديد نقطة تجمع للفريق في موقع البحث ومن ثم يتولى مدير الكنترول الميداني مهمة التنسيق مع الشرطة في الموقع وكذلك الاجتماع بذوي المفقود والتنسيق معهم ويتم توزيع مناطق البحث إلى فرق فرعية، وكل فريق فرعي يقوم بمسح المنطقة الجغرافية الموكلة له ويتولى مدير الكنترول مهام التنسيق والاتصال مع جميع الفرق الفرعية. ومن أولويات الفريق سلامة أعضائه حيث يتم تطبيق شروط السلامة بالإضافة إلى أنه يوجد لدى الفريق أكثر من 300 سيارة دفع رباعي مجهزة بالاتصال اللاسلكي وأجهزة الملاحة وأجهزة الاتصال الفضائي بالإضافة للمعدات الأخرى من خزانات المياه والمناظير وأدوات السحب والتحرير والكثير من الأدوات اللازمة لعبور مناطق صحراوية شاقة، ويضم الفريق نخبة من الطيارين المتمرسين في الطيران الشراعي حيث يساهم الطيران الشراعي بمسح جوي لمناطق صحراوية شاسعة. ما هي الوسائل التي يعتمد عليها الفريق في البحث عن المفقودين، وهل هناك تواصل بين الفريق والجهات الأمنية؟ نايف العطني: يتم تحديد مساحة البحث بناء على عدة عوامل. منها موقع آخر برج جوال وكذلك المعلومات التي يتم جمعها من ذوي المفقود والمعلومات التي يتم جمعها وتحليلها في الموقع، كما أن هناك تعاونا مثمرا إيجابيا بين الجهات الأمنية وفريق عون للإنقاذ ويتم التنسيق في مواقع البحث ويكون التواصل مستمرا حتى يتم العثور على المفقود، فيما يجد الفريق تعاونا كبيرا من الشرطة والدفاع المدني في جميع المناطق وذلك من خلال عمليات بحث سابقة شارك فيها فريق عون كون جميع الجهود الرسمية والتطوعية تنصب في هدف واحد لإنقاذ أرواح تقطعت بها السبل في الصحارى، كما أن الطائرات التي تبحث عن المفقودين هي طائرات شراعية خاصة بالأعضاء وطياروها هم بالفعل أعضاء في الفريق، ويتحملون عناء حملها إلى مناطق البحث ومن ثم تجهيزها للطيران وقيادتها. إجازة رسمية للمتطوع ويؤكد طلال المطيري أن الأمنية الأهم للفريق هي سلامة الجميع وإنقاذ المفقودين، بل عدم حدوث الفقد، ما يتطلب برامج توعوية على نطاق واسع، مشيرا إلى ضرورة النظر في تخصيص إجازة للمتطوع ليتمكن من المشاركة في البحث عن المفقودين، مفيدا أن الفريق لا ينقصة سوى دعوات الجميع بالتوفيق، وعن الصعوبات التي تواجه الفريق يقول حمود الرثيع: لا يوجد عمل ناجح دون وجود بعض المصاعب ولكن مع توفر العزيمة والعمل الجماعي المثمر يتم تجاوزها. قد يكون عدم وجود إجازة يوم أو يومان للمتطوع من جهة عمله للمشاركة في البحث هي أبرز الصعوبات التي تواجه الفريق. ماهي إجراءات الأمن والسلامة التي يتم اتخاذها لحماية المتطوعين والمفقودين، ومتى ما يتم العثور عليهم؟ نايف العطني: يحرص الفريق على تطبيق أدق إجراءات السلامة واتباع معايير محددة لضمان سلامة الأعضاء، وتجنب المخاطر التي قد تحدث أثناء عمليات البحث في الصحارى. حيث يمنع البحث بشكل فردي ويجب أن تحتوي الفرق الفرعية على عدد سيارتين كحد أدنى وتبقى هذه الفرق الفرعية على اتصال دائم عبر أجهزة اللاسلكي مع وحدة السيطرة والتحكم وكذلك من خلال أجهزة الاتصال الفضائي مع توفر جميع الأدوات اللازمة. التنسيق مع الهلال الأحمر وفي مداخلة لعمران الأدغم، يشير إلى التنسيق مع الجهات الحكومية مثمر إلى حد كبير حيث تم التنسيق مع هيئة الهلال الأحمر السعودي لعقد دورات تدريبية للإسعافات الأولية لأعضاء الفريق، مشيرا إلى أن الفريق يجد كل التعاون والدعم من هيئة الهلال الأحمر السعودي الرائدة في خدمة المجتمع، كما ان هناك تعاونا قائما بين الفريق ووزارة الشؤون الاجتماعية في إدراج الفريق تحت مظلة الوزارة وهناك معاملة ماتزال سارية للحصول على الموافقة. ويشير بدر الغنامي إلى أن الفريق يضم خبراء في مجالات متعددة حيث المتمرسين في الصحارى وأسرارها، بالإضافة إلى خبراء ومصممي الخرائط الصحراوية والمختصين في تقنيات الملاحة وهناك الطبيب وخبراته الطبية وهناك العسكريون وخبراتهم الميدانية ومنهم قادة عسكريون بخبراتهم القيادية وهناك الطيارون وخبراتهم الجوية وهناك الإعلامي ومؤلفو الكتب ذات العلاقة بالصحراء وهناك الغواص والمهندس والكثير من الخبرات والتخصصات المتنوعة، فيما أضاف محمد الحمادي: أن الفريق يقوم بين الحين والآخر بإجراء تمرين ميداني حيث يتم البحث عن مفقود تشبيهي في صحراء ويتم خلال التمرين استخدام أجهزة الاتصال اللاسلكي وأجهزة الملاحة حيث يتم تسجيل النقاط السلبية وطرق معالجتها. التواصل عبر تويتر ويؤكد نايف العطني أن للتقنية دورا مهما في دعم الفريق خاصة أن العديد من سالكي الصحراء يستخدمونها في هذا الوقت، حيث يسعى الفريق للتواصل مع المجتمع خلال حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر https://twitter.com/desert2rescue، فيما يشير عمران الأدغم إلى أن الفريق دائم التشجيع لأعضائه المتميزين وبث روح التنافس الشريف بين الجميع من خلال رصد مشاركات الأعضاء في عمليات البحث والتمارين والدورات التدريبية وجاهزية المركبة ورصد نقاط محددة لكل عنصر. كذلك يحصل العضو على لقب فارس عندما يتمكن من العثور على مفقود والحصول على 100 نقطة في رصيده، مضيفا أن الفريق شارك في البحث عن أكثر من 50 حالة لمفقودين، فيما ينتظر الفريق تسهيل مهامه عن طريق التعاون مع كافة الجهات الحكومية، وتخصيص إجازة لأعضاء الفريق للقيام بأعمالهم على أكمل وجه من خلال التنسيق بين العمل الحكومي والتطوعي وتسهيل ذلك قدر الإمكان، بالإضافة إلى ضرورة تقنين وضع الفريق بالعمل على إدراجه تحت مظلة وزارة الشؤون الاجتماعية، مع مناشدة الإعلام بإبراز الجهود الكبيرة التي يقدمها الفريق من خلال تناولها في جميع الوسائل المقروءة والمرئية والمسموعة، بالإضافة إلى التواجد المستمر على جميع وسائل التواصل الاجتماعي، وأخيرا حث القطاع الخاص على المشاركة في دعم الفريق حيث يقوم عمل فريق عون للإنقاذ على جهود ذاتية من قبل الأعضاء. 75% نسبة إنقاذ المفقودين.. وال SMS أسهل طرق التواصل كشف الناطق الإعلامي لفريق عون للبحث والإنقاذ محمد الحمادي أن الفريق أجرى إحصائية لعدد المفقودين في المملكة خلال عام، وبلغ عددهم 38 مفقودا، فيما كانت نسبة الإنقاذ 75 %، بينما توفي 25 %، مشيراً إلى أنهم باشروا برفقة الجهات الأمنية والمتطوعين 14 حالة مفقود من بين 38 وساهموا في مساعدة بعضهم ووجدوا البعض الآخر متوفى بسبب تأخر وصول البلاغ. وذكر الحمادي أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في مساعدتهم وانتشارهم وإعطاء الفريق سمعة واسعة، مبينا أنهم قاموا بتوزيع ملصقات في محطات البترول على الطرقات وتحتوي على رقم هاتف الفريق وطبيعة عمله ونموذج في الملصق يتم تعبئة الخانات الفارغة فيه وإرسالها برسالة نصية للفريق للخروج للبحث، مضيفاً أنهم لا يخرجون إلا بعد أن يتم تسجيل بلاغ لدى الشرطة عن المفقود لكي تتحقق المصداقية. ويحكي الحمادي عن المواقف المؤثرة قائلا: في إحدى مهام الفريق إثر قيامه بالبحث عن شاب مفقود لمدة أربعة أيام في صحراء كانت والدة المفقود على اتصال مستمر بالفريق على أمل أن تسمع خبر العثور على ابنها. وفي كل اتصال كانت تدعو الله أن يعثروا عليه، ودخل الفريق في مناطق صحراوية لا يوجد بها شبكة جوال وانقطع اتصالها بالفريق، وبعد أن وفق الله الفريق بالعثور على الشاب المفقود تم الاتصال مباشرة من خلال جهاز الثريا بوالدته ليتم إبلاغها وتبشيرها بخبر العثور على ابنها حيث أنهالت بالبكاء وأبكت الفريق كله معها. وفي موقف آخر أثر في أعضاء الفريق بعد إحدى الجولات حيث دخلوا في إحدى الصحاري لإحدى المحافظات إلا أن هناك أكثر من سيارتين قامت بملاحقتهم ومطاردتهم بسبب قيامهم بالبحث في نطاق مساحة البلاغ حيث أدرك الأعضاء أنهم أمام مشكلة إذ توقفوا كون المنطقة مخيفة خصوصا وأنهم يقومون بالبحث في الفترة التي تسبق المغرب ويتأهبون للعودة إلا أنهم ضاقوا ذرعا من تصرفات السيارتين وقرروا الوقوف ليتفاجأ الجميع بخروج الأشخاص الموجودين بالسيارتين ليقوموا بسؤالهم عن أسباب وجودهم في المنطقة منذ الفترة الصباحية، حيث كان الأشخاص توقعوا أنهم من أفراد الضمان الاجتماعي وجاؤوا يبحثون عنمن يستحق الضمان في تلك المنطقة. أما عن المواقف الطريفة فيقول الحمادي: ورد للفريق بلاغ عن فقدان رجل كبير في السن يعاني من زهايمر في منطقة غرب الشيحية في منطقة القصيم وقد تحرك الفريق من عدة مواقع من القصيموالرياض للوصول لمنطقة المفقود. وأثناء مغادرة الفريق مدينة الرياض متوجهاً للقصيم ورد بلاغ ثان أن المفقود وصل لمدينة الرياض قادماً من القصيم حيث تم معرفة موقعه من خلال شريحة تتبع في سيارته. ولسان حاله يقول لا تتعبون أنفسكم بالسفر أنا حضرت لكم والحمد لله على سلامته. وفي موقف آخر يروي الفارس طلال المطيري أحد المواقف التي واجهها أثناء عثوره على مفقود بمدينة الخرج حيث تم البحث المضني الذي أخذ من الفريق الجهد الكبير وبالرغم من أن الأجواء كانت غير صافية حيث شهد ذلك اليوم عاصفة رملية جعلت من أعضاء الفريق الذين يقومون بالبحث وكأنهم للتو خرجوا من إحدى المقابر، حيث تم العثور على مفقود الخرج وقال له بالحرف الواحد (هل أنتم جن أو إنس) بسبب أشكالهم التي أثر فيها الغبار بشكل كبير، وهذا دليل على الصدمة التي يشعر بها المفقود عند العثور عليه. آخر الناجين.. العثور على ستيني في صحراء الخفجي تمكن فريق عون التطوعي للإنقاذ قبل شهر من العثور على ستيني فقد أثره في منطقة صحراوية تبعد عن الخفجي 200 كيلومتر، وتعد هذه الحالة هي آخر حالة تم إنقاذها حتى اللحظة، حيث وصل برفقة الفريق إلى محطة الخنيني عند مدخل الخفجي ترافقه سيارات الفريق والدوريات الأمنية، حيث التقى بأحد أخوته، وابنه، وابن أخيه، وسط دموع ومشاعر اختلط فيها حزن الفقد بسعادة العثور ومفاجأة التواجد. وقال ابن شقيق المفقود إن عودة عمه بعد فقدان، كانت شبه مستحيلة، إذ أجزل شكره لأعضاء فريق عون للإنقاذ التطوعي الذين بذلوا قصارى جهودهم حتى عثروا عليه. في المقابل أوضح الناطق الإعلامي لفريق عون للبحث والإنقاذ محمد الحمادي أن الفريق توجه بالمفقود للخفجي حيث كان ذوه في استقبالهم، مقدماً شكره لشرطة المحافظة على جهودها في البحث عنه، مبينا أن فريقه يضم أكثر من 300 عضو في مختلف مناطق المملكة، وأغلبهم في المنطقة الوسطى، لافتا إلى ان الفريق انطلق قبل عامين غير أنه حقق انتشارا وصدى واسعين على مستوى المملكة وساهم في كثير من عمليات البحث عن المفقودين. وأكد الحمادي أن أعداد الفريق في تزايد مستمر، مضيفا أن هناك شروطا يجب أن تتوفر للانضمام، وهي أن يكون العضو يملك سيارة دفع رباعي وجهاز اتصال لاسلكي وجهاز ملاحه وخرائط ويكون من أصحاب وهواة البر والمختصين بذلك، مشيرا إلى أن الفريق يضم نخبة من الأعضاء، منهم الرحالة والمختص في الصحراء والبر، ومنهم من لديه خبرة في أجهزة الملاحة والخرائط، ومن لديه خبرة في الإسعافات الأولية، إضافة إلى وجود أعضاء يقدمون دورات في الإسعافات الأولية وحالات الطوارئ، إلى جانب وجود طيارين شراعيين بطياراتهم الخاصة، وتابع «عمل الفريق ككل هو عمل تطوعي لوجه الله، ولدينا في الفريق كشف بالنقاط، وهي توزيع النقاط على المشاركين في البحث ويكون النصيب الأكبر لمن يجد المفقود، وتزيد النقاط لمن يبحث بالطائرة، وذلك بهدف التحفيز وخلق المنافسة الشريفة بين الأعضاء». وبين الحمادي أنه من شروط الفريق أن لا تخرج سيارة واحدة للبحث لأنها قد تتعطل، ويكون البحث بسيارتين تشكلان فريقاً واحداً يتواصلون مع بعضهم عن طريق الجهاز اللاسلكي، لأن سلامة الأعضاء من أولويات الفريق، لافتاً إلى أنهم يعانون من عدم تغطية بعض المناطق والطرقات بشبكات الاتصال.