عثر فريق عون للإنقاذ بمساعدة الدوريات الأمنية صباح أمس، على فايد الحربي (62) عاما والذي فُقد قبل يومين، في منطقة صحراوية تسمى «خباري بن دريع» وتبعد عن الخفجي (200 كيلومتر). ورصدت «الشرق»، لحظة وصول الحربي وهو بصحة جيدة، إلى محطة الخنيني عند مدخل الخفجي برفقة سيارات فريق عون والدوريات الأمنية، ولقاء أخيه نداء منيشير الحربي، وابنه فايد، وابن أخيه متعب، وسط دموع ومشاعر تملؤها السعادة بالعثور عليه. وقال متعب ابن شقيق المفقود ل»الشرق»، إن عودة عمه بعد فقدانه يومين كانت أشبه بالمستحيلة، وقدم شكره لفريق عون للإنقاذ التطوعي والجهات الأمنية الذين بذلوا قصارى جهدهم حتى عثروا عليه. من جهته، أوضح الناطق الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية العقيد زياد الرقيطي أنه تم العثور على المفقود بمشاركة فريق عون للإنقاذ التطوعي وعدد من المواطنين وهو بصحة جيدة. إلى ذلك، قال الناطق الإعلامي لفريق عون للبحث والإنقاذ محمد الحمادي، إن الفريق توجه بالمفقود للخفجي حيث كان ذوه في استقبالهم، مقدماً شكره لشرطة المحافظة على جهودها في البحث عنه. وأوضح ل «الشرق» أن فريق عون يضم 220 عضوا من مختلف مناطق المملكة وغالبيتهم في المنطقة الوسطى، وانطلق قبل عام وحقق انتشارا وصدى واسعين على مستوى المملكة وساهم في كثير من عمليات البحث عن المفقودين. وأكد الحمادي أن أعداد انضمام الأعضاء للفريق في ازدياد، وأضاف «هناك شروط يجب أن تتوفر للانضمام، وهي أن يكون العضو يملك سيارة دفع رباعي وجهاز اتصال لاسلكي وجهاز ملاحه وخرائط ويكون من أصحاب وهواة البر والمختصين بذلك». وأشار إلى أن الفريق يضم نخبة من الأعضاء، منهم الرحالة والمختص في الصحراء والبر، ومنهم من لديه خبرة في أجهزة الملاحة والخرائط، ومن لديه خبرة في الإسعافات الأولية، إضافة إلى وجود أعضاء يقدمون دورات في الإسعافات الأولية وحالات الطوارئ، إلى جانب وجود طيارين شراعيين بطياراتهم الخاصة، وتابع «عمل الفريق ككل هو عمل تطوعي لوجه الله، ولدينا في الفريق كشف بالنقاط، وهي توزيع النقاط على المشاركين في البحث ويكون النصيب الأكبر لمن يجد المفقود، وتزيد النقاط لمن يبحث بالطائرة، وذلك بهدف التحفيز وخلق المنافسة الشريفة بين الأعضاء». وبين الحمادي أنه من شروط الفريق أن لا تخرج سيارة واحدة للبحث لأنها قد تتعطل، ويكون البحث بسيارتين تشكلان فريقاً واحداً يتواصلون مع بعضهم عن طريق الجهاز اللاسلكي، لأن سلامة الأعضاء من أولويات الفريق، لافتاً إلى أنهم يعانون من عدم تغطية بعض المناطق والطرقات بشبكات الاتصال. وكشف أن الفريق أجرى إحصائية لعدد المفقودين في المملكة خلال عام، وبلغ عددهم 38 مفقودا، ونسبة الإنقاذ كانت 75%، بينما 25% توفوا، مشيراً إلى أنهم باشروا برفقة الجهات الأمنية والمتطوعين 14 حالة مفقود من بين 38 وساهموا في مساعدة بعضهم ووجدوا البعض الآخر متوفيا بسبب تأخر وصول البلاغ، وكان آخرها بحث الفريق في مهد الذهب. وذكر أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في مساعدتهم وانتشارهم وإعطاء الفريق سمعة واسعة، مبينا أنهم قاموا بتوزيع ملصقات في محطات البترول على الطرقات وتحتوي على رقم هاتف الفريق وطبيعة عمله ونموذج في الملصق يتم تعبئة الخانات الفارغة فيه وإرسالها برسالة نصية للفريق للخروج للبحث، مضيفاً أنهم لا يخرجون إلا بعد أن يتم تسجيل بلاغ لدى الشرطة عن المفقود لكي تتحقق المصداقية. وعن مشاركتهم في البحث عن مفقودي السيول والأمطار، أكد أن الفريق لديه لجنة عليا تقرر المشاركات ومكونة من 26 عضوا، وإذا تم الترشيح والموافقة تتم مباشرة المشاركة والبلاغ، وأضاف «المشاركة البحث عن مفقودي السيول والأمطار ليست من اختصاصنا، لأن البحث في مثل هذه الحالات يتطلب لباسًا وأدوات خاصة وتعليم السباحة وغيرها من الإمكانيات التي تؤهل للمساعدة، ونحن بحثنا في المناطق البرية، والبحث داخل المدن خارج نطاقنا ولا يشملنا». وعن توجههم مستقبلاً، قال الحمادي «الفريق يتقدم بخطوات مميزة والأعضاء في ازدياد، ونحن متجهون إلى التوعية والنصح الشامل، لأن كثيرا من المفقودين لا يكون معهم حتى ماء ويهلك ويتوفى بعد 24 ساعة من فقدانه، لذلك يجب علينا التوعية والتذكير بوسائل السلامة التي تساهم في إبقاء المفقود أطول مدة على قيد الحياة حتى يتم العثور عليه»، مشيراً إلى أنهم يجدون دعماً من محافظي المناطق والجهات الأمنية. وكان عدد من المغردين في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أطلقوا هاشتاقا باسم #مفقود_الخفجي»، وتفاعل معه عدد كبير من المغردين.