نجحت مساعي صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم في عتق رقبة الجاني عيد بن عواد المظيبري، بعد أن استجاب أبناء القتيل لشفاعة سمو أمير منطقة القصيم بالتنازل لوجه الله تعالى، وذلك عندما قطع سموه البارحة الأولى مسافة تزيد على 200 كلم لزيارة أبناء القتيل في منزلهم بمركز أبانات التابع لمحافظة النبهانية غرب منطقة القصيم. والتقى سموه بأبناء القتيل وسعى ليتنازلوا عن الجاني طلبا للأجر والمثوبة من الله سبحانه وتعالى، حيث استجابوا لشفاعة سموه الكريم، بإسقاط الحق بالقصاص من القاتل، وأعلنوا تنازلهم لوجه الله تعالى وطلبا للأجر والمثوبة. ووصف أمير منطقة القصيم استجابة أبناء القتيل لشفاعته بالموقف المشرف الذي يعكس ما يتصفون به من أخلاق حميدة، مؤكدا أن التنازل تم عن قناعة تامة من أبناء القتيل، وأن مساعي الخير والصلح تتم بتوجيهات من ولاة الأمر في هذه البلاد يحفظهم الله، مثمنا سموه لأبناء القتيل تجاوبهم في عتق رقبة قاتل والدهم احتسابا لرضا الرب وتقربا إليه جل وعلا، وأن ما قاموا به له مكانته لدى القيادة الرشيدة، ولديه شخصيا لتجاوبهم مع سموه، داعيا الله أن يكتب أجرهم وثوابهم، وأن يجعل ذلك في موازين حسناتهم وأن يغفر لوالدهم، وأن يكونوا أسرة متحابة ومتآلفة بعيدا عن كل المشاحنات، وأن ما قدموه تقربا لوجه الله تعالى، وهذا ما عهدناه من الأخيار من الشعب السعودي الكريم الذين يتخذون العفو عند المقدرة. وقال سموه لأبناء القتيل: «قدمتم عملا نبيلا أجره من الله ومغفرته وثوابه أعظم من الدنيا وما فيها، وأنتم أبنائي وأنا بمكان والدكم، وسأقدم كل ما يستدعيه الواجب لما يخص أموركم في الحياة». وقدم الأمير فيصل بن مشعل شكره لكل من سعى بالصلح وتقريب وجهات النظر بين الطرفين، كما جدد الشكر والتقدير لابني القتيل عيادة وسعد على تنازلهما، ولسعد الرقاص، ولأعضاء لجنة إصلاح ذات البين في إمارة المنطقة، وعلى رأسهم الشيخ راشد الشلاش في السعي والإصلاح. وأعرب نجلا القتيل عيادة وسعد عن شكرهما لله سبحانه وتعالى أن من عليهم ووفقهم لهذا العمل الخيري النبيل، داعيين الله أن يقبله منهم، ومعبرين عن اعتزازهما بالموقف الذي سجلوه بين يدي سمو أمير منطقة القصيم، مؤكدين أن شفاعته ووجاهته بالتنازل حدت من إصرارهم على تنفيذ حكم القصاص. وأبدى أبناء وأسرة الجاني عظيم شكرهم وعرفانهم لأبناء وأسرة القتيل لتنازلهم عن والدهم لوجه الله تعالى، مثمنين الدور الكبير والشفاعة التي قدمها سمو أمير منطقة القصيم، مؤكدين أن ذلك ليس بمستغرب من ولاة الأمر في بلادنا حفظهم الله الذين دأبوا على الوقوف مع المواطن في السراء والضراء، سائلين الله سبحانه وتعالى أن يتقبل من سمو أمير منطقة القصيم هذا العمل الإنساني وأن يكتبه في ميزان حسناته وأن يوفقه لما فيه الخير. وكان الجاني عيد بن عواد المظيبري البالغ من العمر أكثر من ستين عاما أقدم على قتل عبيد بن عيادة المظيبري قبل 6 سنوات نتيجة خلاف نشب بينهما على أرض، وصدر في حقه حكم القصاص.