تعكف الهيئة العليا لتطوير مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة على دراسة لتطوير المشاعر المقدسة (منى، وعرفات، ومزدلفة). وكشفت مصادر مطلعة ل«عكاظ» عن ترسية تنفيذ مخططات المرحلة الأولى على أحد المكاتب الاستشارية الهندسية. وتعتمد الدراسة على ثلاثة محاور رئيسة (الإسكان، الحركة، الخدمات)، لرفع مستوى الخدمات المقدمه لحجاج بيت الله الحرام وزيادة الطاقة الاستيعابية للمشاعر المقدسة على مراحل، وصولا إلى سبعة ملايين حاج في سنة الهدف (1465ه)، وذلك باستغلال ما يمكن من سفوح الجبال وفق المعايير المحددة من هيئة كبار العلماء. وأوضحت الدراسة التي أعدتها الهئية العليا لتطوير مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة أن التوجهات العامة لخطة تطوير المشاعر المقدسة تقوم على تحقيق ستة توجهات رئيسة شاملة لجميع محاور الخدمات، ويمكن العمل عليها كمشروعات تفصيلية، وفصلت الدراسة تلك التوجهات بزيادة الطاقة الاستيعابية للمشاعر المقدسة على مراحل وفي حدود سبعة ملايين حاج، وذلك باستغلال ما يمكن من سفوح الجبال وبمستويات متعددة دون الإضرار بالبيئة وبتفريغ الجزء الأكبر من وادي منى والدور الأرضي من المسطحات البنائية لتكون متاحة لمن سبق من الحجاج، ومراعاة عدم التفاوت الطبقي في الخدمات تحقيقا للمقصد الشرعي للحج، وتقديم خدمة النقل والحركة بأنماط متعددة (الحافلات المفصلية، القطارات، المشاة، والنقل المعلق) بما يضمن انسيابية الحركة على أساس منهجية النقل الترددي المطور، وبما يحقق فصل حركة المشاة عن الأنماط الأخرى، والتفويج الآمن للحشود والمركبات. وأشارت الدرسة إلى تنفيذ نفق للخدمة والطوارئ تحت الأرض يغطي جميع المشاعر المقدسة ويربطها بمجمع الدوائر الحكومية خارج المشاعر المقدسة، وكذلك بشبكة طرق مكةالمكرمة الرئيسة. وشملت الدراسة إمكانية تطوير مشعر مزدلفة واعتباره محطة نقل وانتظار لاستيعاب ما لا يقل عن 40% من أعداد الحجاج بكفاءة عالية وبأمن وسلامة، وتوفير مواقع الخدمات والمرافق المقدمة من القطاعين الحكومي والأهلي في كل مستوى من مستويات الإسكان بحجم كاف يضمن تقديم خدمة ذات جودة وكفاءة للحجاج، مع تخصيص الأدوار الأرضية كمساحات مشاعة للحجاج وللخدمات والمرافق وحركة المشاة، واستخدام التقنية المعلوماتية الرقمية بما يضمن التحكم في انسيابية حركة الحجاج وإدارة وتشغيل الإسكان والخدمات في المشاعر المقدسة بمفهوم المدن الذكية. يذكر أن هئية كبار العلماء حددت معايير للبناء على سفوح الجبال في المشاعر، منها أن تكون البنايات مرفقا عاما وأن تتولى الدولة بناءها والإشراف عليها، وتلافي الملحوظات السلبية على العمائر الست من الجهات ذات العلاقة، واختيار المواقع المناسبة للبناء بعيدا عن أماكن الازدحام وفي أماكن متعددة من سفوح جبال منى، وأن تكون للمباني طرق خلفية خارج المشاعر المقدسة، وأن يكون الدور الأرضي متاحا لمن سبق لهم الحج، ومراعاة خصوصية المكان عند التخطيط والتصميم بحيث يتناسب عدد الأدوار ومظهرها مع طبيعة الموقع ومكانته، وأن يراعى في تصميم البنايات عوامل التيسير على الحجاج، ومشاركة لجنة المشاعر بهيئة كبار العلماء في اختيار المواقع المخصصة للبناء ومتطلباتها.