بحسب جريدة (الحياة) فقد توعدت وزارة الشؤون الاجتماعية بملاحقة العاملين في الجمعيات والمؤسسات الخيرية الذين يستخدمون التصوير لتوثيق تسليم الإعانات المالية أو العينية إلى المستفيدين ما يؤدي لامتهان كرامة المستفيدين خصوصا في حال نشرها في مواقع التواصل الاجتماعي، وقد أكد مصدر مسؤول في أحد مراكز التنمية الاجتماعية أن الجمعيات أو المؤسسات الخيرية تملك لائحة وضوابط لعمل منسوبيها، وسيتم البحث والتقصي في هذا الشأن وذلك بالعودة إلى اللائحة الخاصة بعمل الجمعيات والمؤسسات الخيرية. هذه للأمانة بادرة طيبة وإجراء تشكر عليه وزارة الشؤون الاجتماعية، وإذا كان هناك من يتحجج بأن التقاطه للصورة مع تلك الأسرة الفقيرة وهو يمد لها بالمساعدة المالية، يأتي من باب توثيق قيامه بالمهمة الموكلة إليه، فإنني لا أرى أبدا أي مبررا لقيامه بنشر تلك الصورة على الملأ، إلا الرياء ومحاولة تلميع صورته وكسب أكبر عدد ممكن من (الرتويت) والمتابعين بمواقع التواصل الاجتماعي، وإذا كان هذا المعتل عقليا يتبع جهة أو مؤسسة خيرية قد تتولى في قادم الأيام وفقا لهذا الخبر مساءلته ومحاسبته، فمن يا ترى سيحاسب البقية؟! رأس مال الفقير كما نعلم (عفته و كرامته) وإلا لأمكنه منذ زمن سلك أقصر الطرق المؤدية إلى الثراء الفاحش، وما أكثرها في عصرنا الراهن، لكنه فضل الصبر حين ضاقت به كل السبل، تحمل وأفراد عائلته الجوع والعوز كي لا تمتد يده إلى الحرام، افترش الأرض في شقه أشبه بالخرابة لأن ضميره الحي لن يغفر له زلته، تعود إجابة السائلين عن أحواله بقوله (مستورة والحمد لله) حتى لا يمتهن نفسه أمامهم، ولكن العائلة كبرت وزادت المسؤولية وباتت الاحتياجات لا تحصى من إيجار الشقة ومصاريف المأكل والملبس والعلاج والدراسة!! حين ضاقت به الدنيا واسودت في وجهه، اقتنع أخيرا بأنه لا بأس من الحصول على ما يوزعه (أهل الخير) من صدقة وزكاة، هي حق مشروع له ولأمثاله، لا يريد أكثر مما يسد به حاجته وجوع صغاره، لكنه لم يكن يعلم بأن هناك من يتربص به، وأن هناك من هو أفقر منه بكثير، ليس بالمال وإنما بالقيم والأخلاق، هي المرة الاولى التي يدرك فيها أن ذلك الغني المقتدر كان يحسده على ثروته الهائلة المتمثلة في راحة البال والرضا بما هو مقسوم له، لهذا كانت العطية الممنوحة له مشروطة بصورة تظهر مذلة السائل وتجسد كرم وسخاء الملياردير!؟ لقد كانت بحق صفقة مربحة، أضافت للغني أسهما وسندات أخلاقية لطالما حلم بانتزاعها من الفقير، هو الان يملك إلى جانب المال أروع الصفات الحميدة، فيما يلاحق العار ذلك الفقير بعد أن خسر كل مبادئه، وربما لن يشعر بمرارة الخسارة إلا بعد نفاد حفنة المال التي قبضها وانتشار صورته بين الناس، فأي أعمال خير تأتي من هذا الباب؟!، وكيف يمكننا وصفها بأنها خالصة لوجه الله؟! وأين مثل هؤلاء الجشعين من أولئك الكرام الذين يساعدون المحتاجين ويرفض الواحد منهم الإفصاح عن اسمه مكتفيا بوصفه (فاعل خير) ؟!.