يركض الكثير من الفقراء والمحتاجين باتجاه الجمعيات الخيرية في منطقة حائل، علهم يجدون فيها ضالتهم، لكنهم في الغالب يعودون من بعضها بخفي حنين، فلا مال يقدم ولا دعم عينيا يصلهم، إلا بقطع الأنفاس. فإذا كانت الجمعيات مؤسسة على دعم هذه الفئة، فلماذا تحرمها، أو تضع العراقيل التي تحرمها من المساعدة أو سرعة صرفها؟ سؤال بات ملحا في مجتمع حائل المعروف بجوده وكرمه، الأمر الذي يشكل هاجسا للمتبرعين، الذين حتما سيسألون عن تبرعاتهم فيم تصرف، لذا كان المشهد واضحا والأهمية تقتضي توجيه السؤال إلى سالم بن عبدالكريم السبهان مدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة حائل، علنا نصل إلى حل يرضي الفقراء ولا يطرد المتبرعين. هل يقتصر دوركم على الأمور الإشرافية تجاه الجمعيات الخيرية وتجاهل متابعة التطبيق الدقيق والتنظيم الممنهج الذي يكفل سير العمل بشكل مثالي؟ - ليس صحيحا فالوزارة ممثلة في إدارة الجمعيات الخيرية والتعاونية تعمل في سياق التنظيم والمتابعة الدقيقين وفق آليات وضعت لتسيير أعمالها من خلال وضع محاسبين قانونين للقيام في متابعة اعمال الجمعيات تكون تقاريرهم ربع سنوية لكل جمعية. إذن كيف تتعاملون مع بعض المعوقات؟ - الوزارة اتخذت عددا من الخطوات للتغلب على عدد من المعوقات، بالإضافة إلى التنسيق مع الجهات الحكومية والأهلية الأخرى لمساندة وتسهيل ما يخص الجمعيات والشراكة الاجتماعية مع جميع القطاعات من منح اراض وتقديم برامج وانشطة وغيرها من المفاهيم والمنطلقات. وهل هناك برامج خاصة تنحاز للاحتياجات الطارئة مثلا؟ - تعد البرامج الاجتماعية والخيرية التي تقدمها جمعيات حائل الخيرية بمثابة الدعم والتسهيل بشمولية العمل الخيري وفق آلية واضحة يحددها مجلس إدارة الجمعية في صرفها بطريقة سريعة للمستفيدين وتعمل هذه الجمعيات لتنوع مصادر الدخل من كافة النواحي في هذا الامر ومنها تقديم المساعدات العاجلة لكل من يثبت حالته الإنسانية الصعبة مما يتطلب تدخل الجهات المعنية بعيدا عن الإجراءات الروتينية وامكانية القيام بالدور المطلوب بأسرع وقت كما أنه لا يحق للجمعية تغييب المستفيد عن برامجها بل انه هو المستهدف بذلك والمستفيد من دور الجمعيات وخدماتها. ما جديدكم بشأن التوسع في إنشاء الجمعيات وما هي برامج التوسع والإنجاز فيها؟ - أبواب الوزارة وفروعها مفتوحة لمن يرغب في تأسيس جمعية وسيجد الدعم اللازم من قبل المختصين والجهات المشرفة على هذه الجمعيات المنتشرة في جميع المناطق وهي تهدف إلى تطوير وتنمية المجتمع وتحقيق خدمات وافرة لمرافق حيوية في مختلف شؤون الحياة. أما نسبة انجازات عمل الجمعيات فقد قطعت نسبة كبيرة من الانجاز في الأعمال والخدمات والتوسع الأفقي والداخلي بدليل انتشارها الكبير في السنوات الأخيرة حتى عمت مدن ومحافظات المنطقة، وتقدم عملا خيريا واجتماعيا واضحا وبرامج وانشطة تفيد المواطنين والأسر المحتاجة خاصة، والشيء المميز والرائع ما نلمسه من اهتمام في مجالات اوجه الوقف الخيري للجمعيات بناء على توجيه ومتابعة الوزارة التي تحث على زيادة مداخيل المصادر المالية للجمعيات في الاستفادة من الاستثمارات من خلال مبانيها القائمة وتخصيصها للوقف الخيري، وكثير من جمعيات حائل دأبت على ذلك الأمر ونجحنا نجاحا باهرا حتى اصبح عدد جيد من الجمعيات يعتمد على مجالات الوقف الخيري في استثماراتها. بعض المستفيدين هجروا الجمعيات وتركوا مساعداتها بسبب التعقيدات في صرفها؟ - صحيح هناك بعض المحتاجين والفقراء قد هجروا ابواب الجمعيات، ولكننا نسعى لمعالجة أوضاعهم حيث هناك متابعة ودعم كبير من قبل ادارة الشؤون بالمنطقة لوضع الجمعيات ومتابعة كل اعمالها بدقة متناهية لتقديم كافة خدماتها بدليل أن كثيرا من الجمعيات تقدم جهدا طيبا في ميدان العمل منها صرف المساعدات وتقديم البطاقات الخاصة التي تخول للمستفيد الاستفادة منها، وهي تمثل دورا فاعلا في كبح جماح زيادة الأسعار للسلع الاستهلاكية من خلال تخصيص بطاقات ذكية للمواد العينية بدأ بعض الجمعيات بتطبيقها ولله الحمد تمنح وتمكن للمستفيد عندما تكون هناك مواد عينية وهي ممنوحة يستفيد منها الفقراء والمحتاجون دون تعب أو مشقة في مراجعة الجمعية، وكثير من الجمعيات التابعة لنا في المنطقة فعلت هذا الجانب المميز الذي يؤكد للجميع أن الجمعيات الخيرية بالمنطقة تعمل ما في وسعها بغية تحقيق غايات خيرية طيبة وتعين على فائدة المجتمع وعلى استفادة المستفيد والمحتاج، وهذا ما نحن في مكتب الشؤون الاجتماعية بالمنطقة نحرص على آلياته وتطويره والحث على القيام بأدوار فاعلة بهدف تحقيق راحة المستفيدين المسجلين في نطاق الجمعيات الخيرية. هل المتبرعون مستمرون في التبرعات، وبماذا تحفزونهم بما يشعرهم بالطمأنينة لمستوى الأداء في الجمعيات؟ - بالنسبة لتقديم المحفزات والمميزات الممنوحة للمتبرعين فهذا شيء مهم ونحن نعمل عليه منذ مراحل، لأن رجل الاعمال والمتبرع هو شريك رئيس في تمام العمل الخيري والاجتماعي، ولله الحمد بمجتمع حائل هناك رجال اعمال وميسورون ما زال عطاؤهم متواصلا في مد يد العون والمساندة للنهوض بمستويات الاعمال الخيرية وخدمة واقع برامج المجتمع، ضمن المسؤولية الاجتماعية المنوطة، وهم على اطلاع دائم بنشاطات الجمعيات ويعرفون تفاصيلها. ونحن في مكتب الشؤون الاجتماعية حريصون على مد الجسور والتواصل مع كافة فئات المجتمع ومنهم رجال الاعمال والعمل على تسهيل دورهم بكل ما لديهم من تصورات ومساعدات تسهم في دعم الرسالة الواجبة ونؤكد أن مجتمع حائل ولله الحمد مجتمع محب لعمل الخير والبذل والاهتمام في مجالات الاعمال الخيرية بدليل جائزة حائل للاعمال الخيرية التي يقف على رأسها صاحب السمو الملكي أمير المنطقة، والتي ظلت لسنوات طويلة من العمل والتواصل وتكريم رموز الخير والعطاء الذين قدموا الكثير من اوجه الخير والبناء لمجتمع حائل خاصة في المجالات الخيرية والاجتماعية. ما أدوار وجهود الوزارة في دعم العمل الخيري والتوسع الأفقي في مجال افتتاح جمعيات جديدة؟ - لدى الوزارة عمل كبير في مجالات تدشين الجمعيات الخيرية باعتبار أن الأمر يعود إلى وضوح الآليات المنظمة قبل افتتاح أي جمعية كانت، ومنها تطبيق اللوائح والانظمة المساندة لتعزيز رسالتها للمجتمع وهي تعتمد الشفافية في إنشاء المؤسسات والجمعيات الخيرية والإشراف على أنشطتها وتنفيذ جميع الأنظمة والتعليمات الخاصة بتسجيلها ودعمها ماليا وفنيا ومراجعة حساباتها الختامية وتوجيه خططها وبرامجها وفقا للسياسة العامة للوزارة، ووضع النظم واللوائح والمناهج التي تساعدها على تحقيق أعمالها على خير وجه كما أن الجمعيات وجهتها الوزارة لنشر الوعي الاجتماعي بتفاصيله الدقيقة للنهوض بالمجتمعات المحلية وتشجيع إنشاء الجمعيات الخيرية، وتسجيل ودراسة طلبات إنشاء الجمعيات الخيرية الجديدة وتقديم الدعم الإرشادي والمعنوي والمادي للمؤسسات والجمعيات وتقويم ومراجعة خطط وبرامج وأنشطة المؤسسات والجمعيات ومدى مطابقتها لخطط الوكالة والإشراف على تنفيذ الأنشطة فيها مراجعة الحسابات الختامية والأوضاع المالية للمؤسسات والجمعيات والتنسيق مع مكاتب الإشراف النسائي في كل ما يخص الجمعيات والمؤسسات النسائية وتبادل المعرفة والخبرات والتعاون مع الأجهزة المحلية والدولية المختصة بالتعاون الاجتماعي.