انتقد عدد من المواطنين تفشي ظاهرة هدر الطعام في المجتمع، سواء في المناسبات الاجتماعية المختلفة أو في المنازل، مطالبين المدارس والمساجد بتكثيف التوعية بالأضرار المترتبة على الإسراف، واستذكار قصص الأمم السابقة التي لم تراعِ النعمة وحرمت منها، مقترحين إنشاء مزيد من الجمعيات التي تعنى بحفظ النعمة، مشيرين إلى أن الهدر والإسراف بات ثقافة مجتمع، وبحاجة لعلاج. وأرجع عبدالله منصور الإسراف والهدر في الطعام الذي تفشى في المجتمع، مؤخرا، إلى خلل في التربية، لافتا إلى أن جيل الآباء الكادح الذي ذاق مرارة الحياة قبل حلاوتها حاول بشكل أو بآخر تعويض الجيل الذي أتى بعده ما عاناه من نقص في طفولته الكادحة، ولكن ذلك التعويض كان بطريقة عشوائية لا ترتكز على مبادئ تربوية إسلامية سليمة، وهنا أقول إسلامية؛ لأننا نملك في ديننا موروثا ضخما يكفي لخلق جيل يدرك تماما ما النعمة وكيف نحافظ عليها. ورأى منصور الحل في تكثيف التوعية للحفاظ على النعمة من خلال المدارس والمساجد؛ لبيان وسائل وطرق حفظ النعمة والترشيد في الطعام، وإيضاح أضرار الإسراف وعدم تقدير ما يجود الله به علينا، وتذكر الشعوب التي تجد مشقة للحصول على ما يسد رمقها من طعام وشراب، وغرس الاقتصاد والتوفير في النشء خلال تعاملهم مع كل متطلبات الحياة. وعزا محمد عثمان قادري هدر النعمة إلى الإسراف المبالغ فيه في المناسبات وعدم الدراية الكافية بعدد الحضور في الزواجات وغيرها، منتقدا انتشار عبارة في المجتمع العربي مفادها أن «الأكل يزيد ولا ينقص»، ولا يهتم البعض بالنعمة حتى تزول منه. وقدم قادري عددا من الوسائل التي يجب اتباعها لحفظ النعمة وعدم هدرها، ومنها عدم المبالغة في الأكل والشرب، حساب عدد الحضور في المناسبات مع الزيادة بشكل احتياطي دون مبالغة وإسراف، جمع الأكل والشرب وتوزيعه على فقراء الحي بشكل مرتب ومغلف، التواصل مع الجمعيات الخيرية والتنسيق معهم في أي مناسبة لتجميع الفائض من الأكل والشرب وتوزيعه. وشدد تركي درويش على أهمية توجيه وتوعية المجتمع حيال الحفاظ على النعم، بعد تفشى الهدر في الآونة الأخيرة، من خلال الولائم المبالغ فيها عبر موائد حرم منها ملايين البشر في المقابل لا يجتمع حول هذه المائدة إلا العشرات وما يؤكل لا يذكر، وتستقبل حاويات النفايات كميات كبيرة منه. وأرجع الإسراف إلى عادات ومحاولة التفاخر في المجتمع، حتى أقدم المرء على تصرفات تتنافى مع تعاليم الإسلام، فما يفعله أصحاب تلك الموائد ليس بالإمكان قبوله، مطالبا بإنشاء العديد من الجمعيات التي تعنى بحفظ النعمة، وتوزيعها على المحتاجين، إضافة إلى تكثيف التوعية بين أفراد المجتمع حول أضرار الهدر والإسراف، واستذكار قصص الأمم السابقة التي لم تراعِ النعمة وحرمت منها. وقال هيثم بكري: «دائما ما نشاهد الصور والمقاطع التي تبين مدى ضياع النعمة لأسباب واهية، الغرض منها التباهي والتفاخر وآخرها مرمى النفايات، وفي المقابل هناك أسر تعتصر جوعا ليست ببعيدة عنهم، ولكن نظرهم اقتصر على ذلك البذخ الفارغ غير الإنساني»، مشددا على أهمية توعية المجتمع بضرر الإسراف، وتبني الجمعيات سبل حفظ النعم وتوزيعها والاستفادة من الأعمال التطوعية لذلك.