شهدت ندوة الأدب السعودي مترجما، في معرض الرياض الدولي للكتاب، مداخلات حادة حول استشهاد المترجم وعضو اليونيسكو في دعم الثقافة الدكتور مبارك الخالدي برواية بنات الرياض، وأنه ترجم لعدة لغات عالمية ككتاب سعودي، إلا أن أحد المتداخلين وصف الرواية بالمنحطة، وأنها لا تمثل الأدب السعودي، في ظل استغرابه من السماح لوزارة الثقافة والإعلام بنشرها، ثم واصل نصح الدكتور الخالدي بعد انتهاء الندوة بعدم الاستشهاد برواية لا تمثل المجتمع السعودي. وكان الخالدي، أكد في ورقته تجربة الأدب السعودي واتفاق الأهمية وإشكالية الكيفية، أنه لا يستطيع أحد أن يمنع أي مؤلف حتى وإن كان صغيرا في السن من الاعتقاد أن ما ينتجه لا يستحق الترجمة، مشيرا إلى أن الدعوة والمطالبة بالترجمة المؤسسية لأدبنا العربي لا تخلو من نفحة النرجسية الجماعية. وأوضح الخالدي أن انفتاح القارئ الإنجليزي لقراءة الروايات المترجمة من أي لغة محدود للغاية، مشيرا إلى أن سوء حال الأدب العربي المترجم سواء في انجلترا أو أمريكا وحتى فرنسا يتعرض إلى معاملة سيئة من دور النشر الإنجليزية، موضحا أنه من خلال مسح ميداني تم عمله على شرائح في المجتمع عن الطرق التي يفضلها في الحصول على النص المترجم، بلغت نسبة من يفضلون الحصول على مشروع وطني للترجمة 21 %. وطالبت الندوة بإيجاد هيئة وطنية للترجمة تصاغ وفق معايير دقيقة، تسهم بتعزيز دور المجتمع السعودي ونقله للعالم بطريقة احترافية وأكثر شمولية، واعتبرت مداخلات الندوة أن هناك تسويقا للترجمة يسيء للمجتمع السعودي، لاسيما وأن تلك الترجمات يعمل عليها دور نشر تجارية تهدف للربح السريع في العالم، خصوصا لما يحمله غموض المجتمع التقليدي برؤية القارئ الغربي لمجتمعنا. من جانبه، أوضح عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود الدكتور فايز الشهري في ورقة عمل الترجمة الأدبية.. المرصد السعودي في الترجمة، أن الجهود الوطنية في حركة الترجمة ساهمت بالنهوض بالدور السعودي بالترجمة بصورة أعمق، لاسيما وأن عدد لغات العالم الحالية حول العالم بلغت نحو 6800 لغة، مبينا أن عدد الكتب الفعلية المترجمة داخل المملكة 3116 كتابا. وعد الشهري أن فن الترجمة في المملكة لا زال يحمل طابع المجهود الفردي، مشيرا إلى أن المرصد السعودي للترجمة يسعى لمعرفة أفضل للأدب السعودي في تصحيح صورة السعودي و العالم العربي للعالم برمته. من جهتها، اعتبرت عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة إيمان تونسي في ورقتها صوت المرأة في الأدب السعودي المترجم، أنه بصوت المرأة بروايتها قصص تستطيع نقلها وترجمتها تنقل إرثا ثقافيا عربيا للآخر، مبينة أنه بصوت المرأة تصل العديد من الترجمات للعالم بطريقة واضحة لما تختلجه نفسها كامرأة عربية، لافتة إلى أن محتوى النصوص المترجمة ومعناها تسهم للرقي بمجتمعنا لدى العالم، عبر نبرات عربية تترجم مجتمعنا بما نراه نحن ونقله بصورة غير مغلوطة.