فيصل بن بندر يرعى حفل الزواج الجماعي الثامن بجمعية إنسان.. الأحد المقبل    المملكة واليمن تتفقان على تأسيس 3 شركات للطاقة والاتصالات والمعارض    اليوم العالمي للغة العربية يؤكد أهمية اللغة العربية في تشكيل الهوية والثقافة العربية    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    "الوعلان للتجارة" تفتتح في الرياض مركز "رينو" المتكامل لخدمات الصيانة العصرية    القبض على ثلاثة مقيمين لترويجهم مادتي الامفيتامين والميثامفيتامين المخدرتين بتبوك    نائب وزير الخارجية يفتتح القسم القنصلي بسفارة المملكة في السودان    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    طقس بارد إلى شديد البرودة على معظم مناطق المملكة    أسمنت المنطقة الجنوبية توقع شراكة مع الهيئة الملكية وصلب ستيل لتعزيز التكامل الصناعي في جازان    تنفيذ حكم القتل بحق مواطنيْن بتهم الخيانة والانضمام لكيانات إرهابية    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    "مجدٍ مباري" احتفاءً بمرور 200 عام على تأسيس الدولة السعودية الثانية    إقبال جماهيري كبير في اليوم الثالث من ملتقى القراءة الدولي    200 فرصة في استثمر بالمدينة    «العالم الإسلامي»: ندين عملية الدهس في ألمانيا.. ونتضامن مع ذوي الضحايا    إصابة 14 شخصاً في تل أبيب جراء صاروخ أطلق من اليمن    «عكاظ» تنشر توصيات اجتماع النواب العموم العرب في نيوم    التعادل يسيطر على مباريات الجولة الأولى في «خليجي 26»    «الأرصاد»: طقس «الشمالية» 4 تحت الصفر.. وثلوج على «اللوز»    ضبط 20,159 وافداً مخالفاً وترحيل 9,461    مدرب البحرين: رينارد مختلف عن مانشيني    فتيات الشباب يتربعن على قمة التايكوندو    «كنوز السعودية».. رحلة ثقافية تعيد تعريف الهوية الإعلامية للمملكة    وفد «هارفارد» يستكشف «جدة التاريخية»    حوار ثقافي سعودي عراقي في المجال الموسيقي    ضيوف برنامج خادم الحرمين يزورون مجمع طباعة المصحف الشريف    رينارد: مواجهة البحرين صعبة.. وهدفنا الكأس الخليجية    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    هل يجوز البيع بسعرين ؟!    «يوتيوب» تكافح العناوين المضللة لمقاطع الفيديو    مدرب الكويت: عانينا من سوء الحظ    سمو ولي العهد يطمئن على صحة ملك المغرب    التعادل الإيجابي يحسم مواجهة الكويت وعُمان في افتتاح خليجي 26    السعودية أيقونة العطاء والتضامن الإنساني في العالم    الحربان العالميتان.. !    معرض وزارة الداخلية (واحة الأمن).. مسيرة أمن وازدهار وجودة حياة لكل الوطن    رحلة إبداعية    «موسم الدرعية».. احتفاء بالتاريخ والثقافة والفنون    رواية الحرب الخفيّة ضد السعوديين والسعودية    لمحات من حروب الإسلام    12 مليون زائر يشهدون أحداثاً استثنائية في «موسم الرياض»    رأس وفد المملكة في "ورشة العمل رفيعة المستوى".. وزير التجارة: تبنّى العالم المتزايد للرقمنة أحدث تحولاً في موثوقية التجارة    وزير الطاقة وثقافة الاعتذار للمستهلك    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    المؤتمر الإعلامي الثاني للتصلب المتعدد: تعزيز التوعية وتكامل الجهود    وصول طلائع الدفعة الثانية من ضيوف الملك للمدينة المنورة    أمير القصيم يرعى انطلاق ملتقى المكتبات    محمد بن ناصر يفتتح شاطئ ملكية جازان    ضيوف خادم الحرمين يشيدون بعناية المملكة بكتاب الله طباعة ونشرًا وتعليمًا    المركز الوطني للعمليات الأمنية يواصل استقباله زوار معرض (واحة الأمن)    الأمر بالمعروف في جازان تفعِّل المعرض التوعوي "ولاء" بالكلية التقنية    شيخ شمل قبائل الحسيني والنجوع يهنى القيادة الرشيدة بمناسبة افتتاح كورنيش الهيئة الملكية في بيش    الأمير محمد بن ناصر يفتتح شاطئ الهيئة الملكية بمدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية    السيسي: الاعتداءات تهدد وحدة وسيادة سورية    رئيس الوزراء العراقي يغادر العُلا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اليابان تترجم 30مليون صفحة خلال عام واحد والمملكة 502كتاب خلال 60سنة!
قلة التراجم وضعف وهموم الترجمة والتخوف من الآخر من يجليها؟
نشر في الرياض يوم 03 - 06 - 2008


الضيوف المشاركون:
د. سعيد بن فايز السعيد
رئيس اللجنة العلمية لجائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة
د. أحمد بن عبدالله البنيان
رئيس الجمعية السعودية للغات والترجمة وعميد كلية اللغات والترجمة بجامعة الإمام
د. محمد بن عبدالله القويزاني
كلية اللغات والترجمة بجامعة الإمام محمد بن سعود
د. فيصل المهنا
* لابد في البداية ان نستذكر ان فترات الجمود الطويلة التي مرت بها الأمة العربية والاسلامية فيما يخص الترجمة قد اثرت بشكل واضح وجلي في تغييب دورها الحقيقي في إثراء المعرفة المعاصرة، ولهذا واستشعارا بأهمية الترجمة في التواصل مع الآخر علميا وثقافيا جاءت جائزة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة لتسعى الى إزالة ذلك القصور الواضح عن ثقافتنا فيما يتصل بالترجمة، واملا في ان تساهم في دفع حركة الترجمة نحو تحفيز المترجمين للسير نحو الأفضل في ترجمة أعمال من والى اللغة العربية تقدم روافد معرفية جديدة في العلوم الإنسانية والطبيعية، وبما يخدم النهضة المعرفية الشاملة، ومما يعزز من ذلك هو ان اللائحة التأسيسية للجائزة نصت في أحد أهدافها على تشجيع الترجمة في مجال العلوم، اي ان الجائزة معنية وبشكل رئيس بتفعيل الترجمة في مجالات العلوم المختلفة.
هل تتمكن الجائزة وحدها الخروج بحال الترجمة من الركود التي تعاني منها منذ عدة عقود في جميع الدول العربية والإسلامية؟
@ "الرياض": بداية نود أن تعطونا تعريفا جزئيا عن الترجمة ودورها بعد ذلك ندخل في التعريف بالجائزة؟
- د. سعيد السعيد: اولا اتقدم بالشكر والعرفان لصحيفة "الرياض" على هذه الاستضافة. اما بالنسبة للترجمة فهي بشكل مختصر نقل العلوم والمعرفة من لغة الى لغة أخرى والترجمة أصبحت أحد العلوم التي تدرس في الجامعات وأصبحت كذلك من التخصصات العلمية التي لها متخصصون وأساتذة يقومون بدور الترجمة بجميع افرعها سواء الترجمة ذات العلاقة بالعلوم الطبيعية، او الترجمة ذات العلاقة بالعلوم الطبية، كذلك الترجمة في كافة العلوم الانسانية.. اذن الترجمة هي نقل العلم والمعرفة الى لغة أخرى وبالتالي اتاحة الفرصة للناطقين باللغات الأخرى الاستفادة بقراءة تلك المعارف بلغتهم الوطنية..
- د. محمد القويزاني: في العادة تدرس الترجمة في الجامعات بتقسيمها إلى ترجمة تحريرية وترجمة شفوية، والتحريرية تنقسم الى ترجمة علمية، وترجمة أدبية، وفي الترجمة العلمية يتم التزام النص المترجم، وفي الترجمة الأدبية يكون نقل المحتوى الثقافي أكثر من نقل المحتوى النصي.
أما الترجمة الشفوية فهي في هذا المجال لا تعنينا كثيراً ولكنها تنقسم الى ترجمة شفوية منظورة تنقل نصا وتقرؤه قراءة وتترجمه والترجمة تتبعية وترجمة الفورية.
وسنركز في النوع الأول وهي الترجمة التحريرية بنوعيها العلمي والادبي.. والعلمي يفيد في النواحي العلمية وتوطين المعرفة وفي نقل التكنولوجيا والأدبي يفيد في الاحتكاك الثقافي وفي حوار الحضارات، والاستفادة المعرفية من ثقافة وتجربة الآخرين..
- د. أحمد البنيان: ليس لدي شيء كثير يمكن إضافته إلى ما ذكره الإخوان الكريمان ولكن لابد من إضافة قليلة فهناك كثير من الأمور التي تخص الترجمة فهل تقتصر فقط على نقل نص أن نقل روح النص أم نقل المعنى أم النقل الحرفي فلقد تعددت أنواع الترجمة، كذلك تختلف الترجمة من نص ادبي كالشعر والأثر، ونص علمي كالنصوص العلمية... فتختلف النصوص من شيء الى شيء..
والجدير بالذكر هو نوعية الترجمة وهل من يقومون بالترجمة افراد ام جماعات؟! فهناك نصوص كبيرة ومهمة فهي تحتاج الى عمل مؤسسي لترجمته ولا يكفي فقط أن يكون الشخص ملما باللغتين المنقول منها والمنقول اليها، وانما من المهم كذلك أن تكون هناك عدة تخصصات مثل التخصص الشرعي والتخصص اللغوي وغيرهما من التخصصات.
- د. فيصل المهنا: سيكون للجائزة دور بارز في تفعيل حركة الترجمة في حقول الإنسانيات والعلوم الاجتماعية والطبيعية، فهي مبادرة رائدة لإنقاذ الترجمة وإزالة ما اعتراها من تهميش أو نسيان في عقود مضت. فالجائزة رافد جلي جسور يسهم في إعادة الترجمة إلى مكانتها المتقدمة صنو ما تتبوءه الإبداعات الأدبية والفكرية في عالمنا المعاصر، حيث إنها الأداة الرئيسة لتحقيق التواصل والتفاعل بين الثقافات والحضارات، والوسيلة المثلى للتعريف بالذات والثقافة والمعتقد.
فمن المأمول أن تسهم الجائزة إن شاء الله في تحقيق قفزة نوعية وكمية في حجم نشاط الترجمة إلى اللغة العربية ومنها، في مختلف مجالات المعرفة والفكر الإنساني، والمساهمة في ادخال العلوم في إطار الثقافة العربية المعاصرة، بما في ذلك توفير متطلبات تعليم العلوم باللغة العربية في التعليم العالي، وتنشيط البحث العلمي باللغة العربية. ولعلها أيضاً تحدو بالمؤسسات التعليمية والبحثية، المعنية بالترجمة والدراسات اللغوية في العالم العربي، لوضع خطة للنهوض بأعمال الترجمة إلى اللغة العربية للكتب والدوريات والمنشورات العلمية العالمية الهامة، تحدد الأولويات، وتسعى إلى تنسيق جهود العاملين في هذا الحقل في الوطن العربي، مع المساهمة في تدريبهم للافادة من التقدم العلمي والتقني في حقول الترجمة والتحليل اللغوي، ولعلها بالمجمل تشجع على ترجمة كل ما هو هام ومفيد للوطن العربي، من الكتب والدوريات والمنشورات العلمية، مما لا تقوم المؤسسات عادة بترجمته لعدم ربحيته، وهو ما سيعني تشجيع حركة التعريب ودعمها.
كما أن للجائزة مساهمة جلية في حفظ التراث الإسلامي والعربي بالعمل على ترجمته ونشره، والتعريف باللغة العربية وثقافتها ونشرها على أوسع نطاق ممكن والعمل على أن تساهم الحضارة العربية بنصيبها في مسيرة الحضارة الإنسانية.
@ "الرياض": خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله - حفظه الله - اصدر قراره السامي بتكوين جائزة للترجمة نود التكرم باعطائنا لمحات عن أهمية الجائزة ودورها في تفعيل حركة الترجمة في مجالات العلوم الطبيعية والإنسانية من اللغة العربية واليها؟
- د. سعيد السعيد: إن فترات الجمود الطويلة التي مرت بها الترجمة سواء في الدول العربية أو الدول الاسلامية قد أثرت بشكل واضح وجلي في تغييب دورها الحقيقي في اثراء المعرفة المعاصرة، واستشعارا بأهمية الترجمة في التواصل مع الآخر سواء علميا أو ثقافيا جاءت جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة لتسعى إلى ازالة ذلك القصور الواضح عن ثقافتنا، وبما يتصل بالترجمة، وكذلك جاءت أملاً في أن تساهم في دفع حركة الترجمة نحو تحفيز المترجمين والسير نحو الأفضل في ترجمة اعمال من اللغة العربية واليها وتقديم روافد معرفية في العلوم الطبيعية والانسانية، وهذه في الحقيقة ستؤسس لنهضة معرفية شاملة وبالتالي ستكون للجائزة دور في احياء حركة الترجمة وتفعيلها.. ولا ننسى ان اللائحة التأسيسية للجائزة نصت في احد أهدافها الرئيسية على تشجيع الترجمة في مجال العلوم سواء العلوم الإنسانية او الطبيعية.. فالجائزة معنية بشكل اساسي بتفعيل الترجمة في مجالات العلوم المختلفة.
د. أحمد البنيان: بالنسبة إلى موضوع تفعيل دور الترجمة لا شك ان الجائزة لها دور كبير خصوصاً في مجال إثراء العلوم الطبيعية والانسانية من اللغة العربية واليها ومن الممكن تحديد بعض الامور على سبيل المثال لا الحصر.. اولا: هي محاولة لحلحلة حالة الركود في مجال الترجمة من اللغة العربية واليها وليس فقط في المملكة وانما في العالم العربي، ثانيا: تشجيع الترجمة من العربية واليها، ثالثا: الرقي بحركة الترجمة كماً وكيفاً، واذا اردنا التحدث عن هذا ربما نحتاج الى ندوة كاملة فيما يخص الرقي بحركة الترجمة كماً وكيفاً.. لأن على المستوى الكمي نجد أن هناك قصورا وكبيرا، اذ نجد في أحد احصاءات التنمية البشرية الذي صدر عام 2003م معلومة تقول إن ما ترجم منذ عهد المأمون حتى الآن لم يتجاوز عشرة الاف كتاب، بينما دولة مثل اليونان تترجم هذا العدد في عام واحد.
ونجد كذلك دولة مثل اليابان تترجم أكثر من 30مليون صفحة في عام واحد اما في المملكة العربية السعودية ومن خلال دراسة صدرت عام 1419ه "رسالة ماجستير" احصت العدد الكمي من عام 1351ه الى 1412ه اي خلال ستن عاما قرابة "502" كتاب جاءت في 478عنوانا..
وقد يقول قائل ان هناك تخفظات على بعض الاحصائيات وان بعض الجهات لم تعط ارقاما صحيحة.. وبالتالي حينما نرى الترجمة على المستوى الكمي نجدها ضعيفة جدا ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك، وعلى المستوى الكيفي فان ساورد في الجائزة عن المستوى الكيفي ليس على المستوى المطلوب، فنلاحظ ان ماهو موجود في المكتبات من ترجمات ويباع للناس
مشوهاً تماماً اما ان المعاني مختلفة تماماً وإما أنه لم يتم فهم المراد وبالتالي إن ما هو موجود لا يعدوا أن يكون ترجمات تجارية ولم يحقق المراد مما هو منقول، لهذا نأمل ان تكون الجائزة سبيلاً الى الرقي وليس كماً وإنما كيف..
لاشك ان هناك اهمية ضرورية لتسليط الضوء على الانتاج المتميز وتكريم المترجمين ذوي الكفاءات العالية.
- د. محمد القويزاني: اذا كان هناك موضوع يمكن ان اضيفه على ما ذكره الزملاء فإن الجائزة لم تأت من باب الترف، وانما جاءت لعلاج قصور واضح في الترجمة والثقافة العربية بشكل عام، ففي العشرين سنة الاخيرة من القرن التاسع عشر تمت ترجمة اكثر مما ترجم في القرن العشرين كله في العالم العربي، وجاءت هذه الجائزة لتحفيز جهود الافراد، وجهود المؤسسات لمزيد من التفاعل الايجابي مع الحضارات الاخرى، وتأتي في نسق متميز لجهود المملكة بشكل عام في التفاعل الايجابي مع الحضارات.. وقبل فترة وجيزة تم الاعلان عن مبادرة لحوار الاديان، وقبلها المبادرة العربية.. فالمملكة العربية السعودية تتبنى هذه المبادرات هدفها الحقيقي هو التفاعل الايجابي مع الحضارات، فالجائزة اذن ليست بعيدة عن هذا التوجه، فهي ترمي بنا في رحم الحوار الحضاري والثقافي والتبادل العلمي، والتبادل المعرفي، وبدون المترجم لا يمكن في جميع الاحوال ليس فقط ان ننافس بل اعرف الاخرين بما لدينا، وان نكتسب مما لديهم من معارف، فالجائزة لاشك انها جاءت في وقتها ولم تأت ترفاً وانما لحاجة حقيقية ومهمة لإثراء الثقافة العربية.
د. فيصل المهنا: لا خلاف على أهمية الجائزة في النهوض بالترجمة وتفعيل الحراك فيها، ولكننا لا نستطيع أن نحملها وحدها هذه المسؤولية، فلكي تحقق الترجمة أهدافها المرومة وتسهم بالرقي بالمجتمعات فكرياً وثقافياً، فلا بد لها أن تستفيد من المنهاج المؤسسي في العمل والقادر على تفعيل أدوات وآليات متعددة، تمويلية كانت أو تنظيمية أو إدارية، والقادر كذلك بل المهتم بالإفادة من الأفق الأوسع للفضاءات الإلكترونية والافتراضية.
وعليه، فنحن بحاجة ماسة إلى أن ننشئ شبكة من مراكز الترجمة في العالم العربي لتحقيق التعاون مع مختلف الهيئات على الصعيد الدولي، إضافة إلى الأفراد وسائر الجهات التي تعمل في مجالات الترجمة واللغات وحوار الثقافات. وتسعى كذلك إلى إبرام الأفراد وسائر الجهات التي تعمل في مجالات الترجمة واللغات وحوار الثقافات. وتسعى كذلك إلى إبرام اتفاقيات التعاون مع المكاتب، والمؤسسات، والشركات، والمعامل، والمصانع، والهيئات الأخرى في المجتمع المحلي والدولي، للقيام بما تتطلبه من أعمال للترجمة والتعريب، وبناء شبكة علاقات مع العاملين في ميدان الترجمة، هيئات وأفراد، وتبادل المعلومات عن جهودهم القائمة والمخططة، وصولاً إلى إعداد برامج ترجمة على نطاق الوطن العربي، يجري تعميمها ومتابعة تنفيذها وتقويم وقعها في الساحة، ويجدر بهذه المراكز أيضاً السعي إلى تنسيق جهود الجهات العاملة في حقل الترجمة، عن طريق الربط بين هذه الجهات بالوسائل الحديثة المتاحة، وتنشيط تعاونها بعضها مع بعض وتنشيط المشروعات المشتركة في مجال الترجمة.
كما أنها يجب أن تجتهد في اقتراح سياسة عامة لاستكشاف أحدث الاتجاهات وما يستجد من بحث في مجال الترجمة، وذلك باحياء قنوات التواصل مع أقسام ومراكز ومعاهد الترجمة في الجامعات العربية والأجنبية وتنظيم المؤتمرات، والندوات، وورش العمل، والملتقيات العلمية والثقافية والمهنية، قصد مناقشة قضايا الترجمة واللغات وحوار الثقافات وتبادل الخبرات مع المتخصصين بعلوم الترجمة والعلوم اللغوية، لنشر الوعي بقيمة الترجمة وأهميتها في إحداث نهضة فكرية وثقافية شاملة، وتشجيع الالتزام بأصول مهنة الترجمة وضبط معاييرها ومواصفاتها. وستكون من مهام هذه المراكز الالتزام بأصول مهنة الترجمة وضبط معاييرها ومواصفاتها. وستكون من مهام هذه المراكز أيضاً التوعية بدور الترجمة واللغة في تعزيز حوار الثقافات وتلاقح الحضارات، وفي تقدير وتكريم المترجمين البارزين الاكفاء داخل في العالم العربي وخارجه.
@ "الرياض": كيف جاءت هذه الجائزة؟ هل جاءت بناء على تشخيص للواقع ام بناء على استبانات تم توزيعها أم من خلال فكرة مطروحة؟
- د. أحمد البنيان: الجائزة جاءت نتاجاً طبيعياً لعدة دراسات لأن واقع الترجمة ليس مقتصراً فقط على دراسات منظمة اليونسكو كما اشارت الى ذلك دراسات تقرير التنمية البشرية، وانما من واقع دراسات علمية سبق ان تحدثنا عنها في وضع الترجمة الحالي سواء في السعودية او بشكل عام في العالم العربي، وبالتالي جاءت الجائزة تشجيعاً وضخ نوع من الدعم لهذا الحقل هذا أولاً.. ثانياً كانت من قرارات القمة العربية التي عقدت في المملكة العربية السعودية دعم الترجمة واللغة العربية.. والدعم لم يقف فقط عند الجائزة ولكن نجد الدولة قد دعمت اللغة العربية من كل الاتجاهات، كدعمها للغة العربية في اليونسكو بمبلغ 3ملايين دولار، وكلها تصب في اثراء المكتبة العربية بمختلف الكتب العلمية والادبية وانتشال الترجمة من حالة الركود في العالم العربي الى حالة نشاط، وهذا يعد نتاجاً طبيعياً.
د. فيصل المهنا: لقد بذل القائمون على ادارة الجائزة مشكورين جهودا مثمنة في وضع الأطر التنظيمية والادارية لشؤون الجائزة حيث ان الترشيح لنيل الجائزة متاح للمؤسسات العلمية والثقافية وللأفراد، شريطة التقيد بمجالات الجائزة المعلن عنها وأن تكون الترجمة من اللغة العربية أو إليها. كما أنه لا يقبل أي عمل مترجم تجاوز تاريخ نشره خمس سنوات قبل تاريخ الترشيح. ولا يقبل أي عمل مترجم قد سبق له الفوز بأي جائزة في الترجمة، وأنه لا يجوز ترشيح أكثر من عمل لمترجم واحد.
وفي ذلك التنظيم ضبط محمود لعملية الترشيح، مع أنني أرى أن المرونة في اجراءات الترشيح والتوسع في فروع الجائزة كماً ونوعاً قد تكون من أنجع الآليات والأدوات التنظيمية لتفعيل دور الجائزة وتعظيم قدرتها على تحقيق أهدافها، فقد روى الحنين بن اسحاق أن المأمون كان يعطي المترجمين وزن الكتاب المترجم ذهباً، وأنهم كانوا يختارون لكتبهم ورقاً سميكاً، ويكتبونها بالخط الكوفي بقلم غليظ، ويباعدون بين أسطرها ليزيدوا في وزنها ويستزيدوا من الذهب، وأن المأمون كان يعرف ذلك منهم ويغض الطرف عنه تشجيعاً لهم.
"الرياض": نعلم ان التخطيط الاستراتيجي له رؤية واضحة ثم بعد ذلك هناك اهداف، ومن خلال هذه الاهداف تتمخص برامج ومشاريع، فهل الجائزة لديها خطة استراتيجية لسنوات قادمة؟
- د. سعيد السعيد: الجائزة قبل عدة سنوات وفي مراحلها الأولى كانت لديها خطة.. وقد شكلت لها لجان من قبل مكتبة الملك عبدالعزيز شملت خبراء الترجمة واساتذة الجامعات في المملكة، وبعد ذلك تدارسوا ولفترة طويلة مستقبل الجائزة والاسس التي يجب ان تكون عليها الجائزة وبالتالي تم وضع اللائحة التأسيسية للجائزة مرتكزة على رؤية خادم الحرمين الشريفين من اجل تفعيل حوار الحضارات ونقل العلم والمعارف المختلفة، كذلك الرسالة لها رسالة عالمية، وذلك بأن تتخطى بعالميتها الحدود الجغرافية التي تؤدي الى الخروج من همينة الفكر الواحد او بمعنى اخر اللغة الواحدة.. وتحقيق رسالتها العالمية واتاحة المعرفة وتبادلها بعدة لغات فهذه هي استراتيجية الجائزة.. والجائزة كذلك بعالميتها ورسالتها تتيح الفرصة ان يشارك الجميع وبجميع اللغات الموجودة في هذا العالم ومن حق الجميع التنافس على نيل الجائزة، بشرط ان يكون عمل المترجم محتوياً على اللغة العربية اي ان تكون اللغة العربية طرفاً في اللغة المترجم منها او اليها، سواء كانت لغة كورية او اسبانية او سواحلية او تركية والفائز بهذه الجائزة هذا العام هو تركي في مجال العلوم الانسانية اذ قام بالترجمة من اللغة التركية الى اللغة العربية.
اوعود الى سؤالك.. هل لهذه الجائزة استراتيجية ولها اهداف نعم.. لاشك ان الجائزة لها اهداف واستراتيجية محددة، وهذه الاهداف تتركز في النهوض بمستوى الترجمة بناء على التميز والاصالة، وتشجيع الترجمة ودعم المكتبة العربية بترجمات علمية مفيدة تساهم في نقلة معرفية وثقافية سواء في الوطن العربي او العالم اجمع.
اما عن الخطة الزمنية فإن رسالة الترجمة هي رسالة دائمة وبالتالي جائزة الترجمة ليست لها خطة زمنية محددة وانما تخطتها الزمنية دائمة ورسالتها لا تتغير الا اذا رأت مجلس ادارة الجائزة انه لابد من تعديل في بعض المجالات وهذا يدل على ان الجائزة لديها المرونة التامة وان دعم خادم الحرمين الشريفين لهذه الجائزة سيتيح لها ان تحقق الاهداف والاستراتيجيات التي رسمت لها والتي تؤدي الى تفعيل المعرفة وتبادل العلوم والافكار.
@ "الرياض": هل هناك آليات تنظيمية لتفعيل دور الجائزة وإعطائها المكانة الحقيقية لتحقيق هذه الأهداف؟
- د. محمد القويزاني: لا يخفى علينا ان هذه هي السنة الأولى للجائزة ومازالت تتلمس طريق النهوض والدخول الى العالمية وفي بداية الأمر كان امامنا خياران وهما اما ان تستقرئ اماكن العصور والعجز الموجودة في مؤسسات الترجمة او لدى المترجمين بشكل عام وتوجه تلك الجهود اليها بالاعلان مثلاً عن موضوع محدد وجعل المترجمين يتنافسون عليها. والأمر الثاني اما ان تترك المجال مفتوحاً في السنوات الأولى ونستقرئ التجارب التي تردنا سواء محلية او عالمية وننظر في سوق الترجمة، وبعد ان تصلنا تلك التجارب يمكننا ان نحكم بعد ان تتوافر لدينا قاعدة بيانات ضخمة نستطيع من خلالها ان نعرف الاماكن التي ينشط فيها المترجمون، وما الموضوعات التي مازالت فيها قصور، وحينها يمكن ان نوجه الجهود وتكون للجائزة اهداف قصيرة المدى واهداف متوسطة المدى وطويلة المدي، وقد اتخذت المكتبة قراراً بأن يترك في السنوات الاولى المجال مفتوحاً لجميع المترجمين وبكافة الموضوعات للتقدم للمنافسة على الجائزة.
- د. أحمد البنيان: اما عن سؤالك عن الآليات الخاصة بالجائزة فهناك عدة آليات منها آلية اعلامية موجودة منذ بدء الجائزة، وهذه الندوة تعد احدى ثمار هذه الآلية. ثانياً: آلية نظامياً تختص بوضع اللوائح والانظمة للحصول على الجائزة، ولوائح صياغة الترجمة، ووضع آلية لاخلاقيات مهنة الترجمة وآلية التحكيم وكل هذه الامور تعد آليات جديدة لم تكن موجودة، الجوائز المماثلة كانت في نتأليف كتب اما الترجمة بشكل عام فإن اللجان في المختصة في المكتبة فقد عملت بشكل متواصل ووضعت لوائح ومازلنا نجري تنقيحاً لهذه اللوائح من فترة الى اخرى لتطويرها، كذلك هناك آلية ثقافية تقوم على عقد ندوات وستكون هناك ندوة عن الترجمة بعد توزيع الجوائز وستنتهز فرصة وجود الفائزين بجوائز الترجمة لإقامة ندوة يتحدث فيها الفائزون عن الترجمة بشكل عام وعن هموم الترجمة، وعن اساليب الترجمة المتميزة، وبالتالي تكون قد وفقنا بين شيئين بين اعطاء الجائزة للفائزين في الترجمة والاستفادة من وجودهم في اقامة ندوة قصيرة عن الترجمة.
- د. سعيد السعيد: من اهداف الجائزة هو تفعيل التبادل المعرفي بين اللغات، وتشجيع الترجمة المفيدة في المجالات العلوم المختلفة، الأمر المهم النهوض بمستوى الترجمة بمبنى ومعنى كيف نستطيع ان نضع آليات لتحقيق هذه الاهداف؟ هناك قواعد ومعايير وضوابط للجائزة يجب ان تتوافر في الترجمة، وجميع الاعمال التي تقدم للجائزة يخضع للتحكيم العلمي، قياس مدى التزامها بهذه الضوابط والمعايير التي تحقق أهداف الجائزة فإذا كان أحد الأعمال المترجمة لا يحظى بأهمية علمية أو ثقافية أو ترجمته لا تقوم على معايير الجودة دلالة وأسلوباً فإن هذا العمل سنخرجه من المنافسة مباشرة وبالتالي فإن هذه المعايير العلمية في التحكيم للأعمال المرشحة للجائزة سوف تضمن تحقيق أهداف الجائزة وبالتالي تحقيق رسالتها الشمولية وهذا بدوره سيحدث نقلة علمية في الكتب المترجمة.
من جانب آخر، ان هذه الأعمال الفائزة تقرأ من مترجمين خبراء في مجال الترجمة في المقام الأول ثم نتساءل لماذا هذه الأعمال فازت بالجائزة ولمَ أصبحت تجارب ناجحة، وبالتالي فإن التزام هذه الأعمال الفائزة بالمعايير أتاح لها فرصة الفوز بالجائزة لهذا فإن هذه المعايير ستصبح بمثابة القواعد وبالتالي ستتحقق أهداف الجائزة وهذا هو الهدف الرئيسي من اطلاق خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - لهذه الجائزة.
- د. محمد القويزاني: من أجل ان تحقق هذه الجائزة النجاحات المرجوة وان تستشرف المستقبل يجب علينا ان نسأل سؤالاً مهماً وهو لماذا عانينا من أزمة الترجمة في المقام الأول؟ وإذا كنا نسعى إلى معالجة هذه المشكلة فلماذا وجدت هذه المشكلة؟
يبدو لي شخصياً ان الاجابة تكمن في عنصر من عناصر الثقافة العربية المعاصرة الا وهو التخوف دائماً من الآخر "الفوبيا" والتخوف من الغريب والتخوف كذلك من الأفكار الأخرى وعدم الاحتكاك بالثقافة المختلفة ناهيك عن الأفكار والثقافات المعادية.. لذا فإننا إذا كنا نود الاستفادة من الآخر والنهوض بثقافتنا يجب ان نعمل على كسر هذا الجمود والتخوف فنحن منذ الثمانينات من القرن الماضي نمارس هذا التخوف والتوجس الذي سيؤدي في نهاية المطاف إلى الانغلاق وإلى الجمود.. وما آمله شخصياً من هذه الجائزة ان تعين الثقافة العربية لتجاوز هذا التخوف والانفتاح بشكل ايجابي على الحضارات الأخرى ونحن الآن نعيش فترة تعتبر ذهبية من أجل ان ننفتح بثقافتنا بالاستفادة من التجارب الأخرى حتى ولو كانت على خلاف معنا لغوياً وثقافياً وايدولوجياً، فالاختلافات لا تمنع من الاستفادة من الآخرين ولدينا أمثلة مشرقة في ثقافتنا العربية من حيث الاستفادة من الآخرين بالرغم من الاختلافات العديدة.
- د. أحمد البنيان: لعلنا نعلم يقيناً ان الترجمة كانت موجودة ولكن وجودها لم يكن بالشكل المطلوب وذلك لأسباب منها ان المترجم إلى اللغة العربية عبارة عن عمل موجه وتعرف الآخرون على الثقافة العربية مثلاً من خلال ترجمة ألف ليلة وليلة وقد تمت ترجمة هذا الكتاب إلى عدة ترجمات حتى صار الآخرون لا يعرفون شيئاً عن العرب إلاّ من خلال هذا الكتاب، وبالتالي نجد كتباً كثيرة سواء في الأدب أو في كثير من العلوم لم تتم ترجمتها إلى اللغات الأخرى.. السبب الآخر هو كثافة الترجمة الأدبية على حساب الترجمة العلمية وذلك لأن الناشر يبحث عن الربح إذ يقول الناشر انه عند سعيه لنشر كتاب يهدف إلى بيعه إلى أكثر عدد من المشترين ويمكن ان تتم ترجمة قصة أدبية لا ترتقي إلى الذوق الرفيع ولا تعكس واقع الثقافة الإسلامية ولكنها تباع بشكل كبير جداً، اذن فدور النشر حريصة كل الحرص على الكم وليس على الكيف.. وحينما يتم اقرار جائزة مثل جائزة الملك عبدالعزيز للترجمة والتي نأمل ان تشمل جميع العلوم المترجمة سواء الأدبية أو العلمية وبالتالي تحقق رافداً من روافد العلم، وتنتشل الترجمة من وضعها التجاري البحت إلى آفاق راقية تليق بالذوق والأخلاق.
@ "الرياض": نريد التعرف على مجالات الترجمة وهل حجب أحد المجالات في هذه الجائزة؟
- د. محمد القويزاني: نعم.. تم حجب فرع من فروع الترجمة لهذا العام وهي الترجمة العلمية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى وقد يرى آخر ان هذا قصور من الجهات المسؤولة عن الجائزة وإنما هو قصور من مؤسسة الترجمة باللغة العربية وهل يعقل الآن بما لدينا الآن من علوم ان تكون هناك ترجمة علمية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى؟ إنني أشك في ذلك حتى خلال السنوات القادمة سيتم حجب هذا النوع من الترجمة وهذا من وجهة نظري الشخصية وأعتقد ان هذا يدل على بعد النظرة لمؤسسي الجائزة لاستنهاض الجهود العلمية للترجمة من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى في مجال العلوم وإننا كذلك نريد ان نخبر الآخرين ان لدينا شيئاً فالجائزة كما ذكرت هي استنهاض للمعرفة ونظرة مستقبلية وليست كما اعتدنا من الجوائز الأخرى التي دائماً ما تنظر بنظرة ماضوية، وهذه الجائزة تنظر إلى المستقبل ولا تنظر إلى الماضي.
- د. سعيد السعيد: كما تعلم ان الجائزة لها "5" مجالات كلها تندرج تحت فرعين أساسيين هما أولاً: فرع العلوم الطبيعية ثانياً: فرع العلوم الإنسانية ومن هذين الفرعين الأساسيين أتينا بخمسة مجالات هي: جائزة العلوم الإنسانية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى وجائزة العلوم الإنسانية من العربية إلى اللغات الأخرى وجائزة الترجمة في العلوم الطبيعية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية الفرع الرابع وهو الذي تم حجبه وذلك لما فيه من قصور في مجال اللغة العربية وقد سألتنا قبل قليل عما لدينا للمستقبل؟ فهذا الفرع تم وضعه للمستقبل ولتحفيز الباحثين في المجالات العلمية في الوطن العربي لتوجيه أبحاثهم ودراساتهم إلى اللغة العربية.
من ناحية أخرى، أعتقد ان هناك حراكاً علمياً في المنطقة العربية ولو ان كل الباحثين في المنطقة العربية كتبوا أبحاثهم باللغة العربية لتقدم إلى الجائزة الكثيرون، ففي جامعاتنا هنا في المملكة العربية السعودية يوجد ما يزيد على مئة ابتكار واختراع سجل باسم أعضاء هيئة التدريس كذلك نحن نتميز ببعض العلوم مثل العلوم الطبية فمثلاً لو كتبت هذه الأبحاث العلمية الطبية مثل مجال فصل التوائم باللغة العربية فإن ذلك سيكون حقلاً مهماً من حقول العلم الذي تستطيع ان تقدمه للآخر بلغتنا العربية.. ولكن الاشكالية ان علماءنا والباحثين في المجالات العلمية يكتبون أبحاثهم باللغة الإنجليزية وبالتالي لم تظفر الجائزة بالترشيحات لأن كل الأبحاث باللغة الإنجليزية وما نأمله هو ان تحفز هذه الجائزة في المستقبل الباحثين في الجامعات والمراكز البحثية العلمية ان يلتفتوا إلى اللغة العربية ويكتبوا أبحاثهم باللغة العربية ولا بأس ان تترجم إلى اللغات الأخرى.
- د. أحمد البنيان: الدكتور سعيد السعيد اثار قضية مهمة جداً وهي توجيه الباحثين العرب في العالم خاصة العالم العربي بكتابة أبحاثهم باللغة العربية لأننا كثيراً ما نجد ان الرسائل العلمية والأبحاث في التخصصات العلمية تكتب باللغات الأخرى خاصة اللغة الإنجليزية ولكن لو تتبعنا ظروف هؤلاء الباحثين نجدهم يعانون من المصطلحات ومن عدم تأسيس مصطلح معين مفهوم، فنجد مثلاً كتاباً علمياً موجوداً يترجم من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية ويأخذه شخص متخصص في نفس العلم ولا يفهم شيئاً عن اللغة العربية وإنما يفهمه بلغة الأصل، لأن المصطلحات المكتوبة ليست مفهومة بالنسبة له، ولم يتم شيوعها وهنا يأتي دور الجائزة بالإضافة إلى أدوار أخرى لدعم استقرار مصطلحات معينة وتحديد فحواها ومن خلال وضع معاجم في المصطلحات العلمية لكي تكون مشاعة ومتوفرة لدى الباحثين بحيث يكون مصطلحاً معروفاً ومؤسساً يستطيع الشخص استخدامه في الكتب المختلفة ويكون في متناول القارئ والمتلقي وان المصطلحات كثيراً ما تسبب المشكلات وان توجيه الجائزة للمعاجم سيؤدي إلى اثراء هذه المصطلحات.
@ "الرياض": خلاصة المداخلات توضح أنه لم يحجب أي فرع من الفروع وإنما تم تضمين هذا العنوان في الفروع الأخرى؟
- د. محمد القويزاني: بالفعل تم حجب أحد الفروع وتم الإعلان عنه بشكل رسمي في مجال العلوم الطبيعية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى.. ولكن لدي تعقيباً على موضوع التحفيز وهو أننا حينما نحفز الأخرين للترجمة من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى في المجال العلمي ليس خياراً متروكاً للباحث ان يكتب باللغة العربية أو اللغة الاجنبية إنما الباحث قد يجد نفسه مضطراً اضطراراً ان يكتب باللغة التي تعلم بها وهي اللغة الأجنبية.. وأنا شخصياً بحكم الاختصاص قرأت كتاب أدورد سعيد "الاستشراق" أكثر من مرة، وقرأت ترجمة الكتاب لكمال أبو ديب فوجدت الترجمة صعبة جداً.. لهذا فإن تشجيع الجائزة للترجمة من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى في المجال العلمي فهي تشجيع على شيء آخر في حقيقة الأمر وهو النهوض بهذه المجالات العلمية والكتابة بها، وزراعة هذه المصطلحات والمفاهيم وشيوعها بين المختصين، وهي ليست مسألة ترجمة، وإنما نريد ان نبني ثقافة داخل هذه العلوم البحثة، وتفعيل دور التفكير في اللغة العربية عندها ستصبح الترجمة من العربية إلى غيرها من اللغات أمراً سهلاً.
د. سعد السعيد: ان سؤالك: لماذا حجبت الترجمة عن العلوم الطبيعية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى؟ لأن الأعمال المقدمة في هذا المجال لم ترتق إلى مستوى الجائزة وتستوفي الضوابط العلمية التي وضعت لذلك.
"الرياض" هل تستطيع الجائزة وحدها الخروج بحال الترجمة من حالة الركود التي تعاني منها في العالم العربي والإسلامي وهل سنجد مخرجات للجائزة في عام واحد نختصر المسافة الزمنية التي سبق أن تطرق إليها الدكتور أحمد البنيان خاصة في عهد المأمون وهارون الرشيد، وهل نستطيع ان ننشر في عام واحد مثلاً عشرة كتب مترجمة عكس ما كان في السابق حينما كنا نصدر كتاباً واحداً؟!.
- أحمد البنيان: بكل صراحة ليس من الممكن ان يتحقق ما ذكرته في سؤالك في عام واحد، فالجائزة تعد جزءاً من الأنشطة ولا يمكن أن تحقق جميع الأهداف المطلوبة، لأن الجائزة لها أهداف محددة ومن المستحيل أن تحقق كل التطلعات المطلوبة، ولكن لا شك اننا بحاجة إلى تحقيق أهداف أوسع وبحاجة كذلك إلى مركز أو هيئة وطنية للترجمة والتعريب تقوم بتحقيق أهداف عدة منها:
رسم استراتيجية وطنية للترجمة، وخلق حراك علمي وعملي من خلال هذه الهيئة، وليس فقط أن نحقق انتاجاً وإنما نريد أن يكون دورها بمثابة مصنع لذا نحتاج إلى مترجمين محترفين لا مترجمين هواة بل نريد أن ننتقل بمهنة الترجمة من هواية إلى احتراف لأن معظم المترجمين يعملون في أعمال مختلفة ويتم التعاقد معهم لترجمة كتاب معين وهم يقومون بأعمال أخرى فهؤلاء يسمون هواة، وإذا كانت المجالات الرياضية سبقتنا إلى الاحتراف فأعتقد أنه آن الأوان لأن تنتقل الترجمة من هواية إلى احتراف، وذلك بأن يكون هناك موظفون مختصون بالترجمة تحت مظلة الهيئة الوطنية للترجمة ويتم تنظيم عبر عدة اجهزة وعلى مختلف المستويات.. والجائزة لا شك لها دور كبير في تحفيز القائمين بعمل الترجمة.. ولكن نأمل ونطمح أن تكون النتيجة كبيرة من خلال تطور الجائزة حتى تكون مركزاً وهيئة وطنية للترجمة.
"الرياض" من خلال توزيع الجائزة كم سيكون لدينا من كتب مترجمة هذا العام؟
د. سعيد السعيد: كما ذكرت فإن الترجمة تشهد قصوراً وتدنياً في الدول العربية، وكذلك الدول الإسلامية والسبب في ذلك في تقديري ان الترجمة تركت في الماضي لجهود المترجم الذاتية، فالمترجم كان في السابق هو الذي يختار الكتاب ثم يقوم بترجمته ويسعى إلى البحث عن ناشر له.
الأمر الآخر الذي أدى إلى قصور الترجمة هو تركها لدور النشر، ونحن نعلم ان دور النشر تعتمد على الربحية وبذلك نكون قد وجهنا الترجمة إلى مادة استهلاكية دون أن يكون لها عائد من حيث مخرجات التعليم.. من هنا تأتي أهمية الجائزة في توجيه عملية الترجمة لأن الذي يقوم عليها مؤسسة علمية وهي مكتبة الملك عبدالعزيز التي لا تنشد مكاسب مالية أو أمجاد فردية، وبالتالي هذا سيساهم في توجيه الترجمة التوجيه السليم.. أما ما يتعلق بسؤالك هل احدثت الجائزة نقلة نوعية في عدد الكتب المترجمة؟ في اعتقادي ان الجائزة احدثت في دورتها الأولى صدى كبير جداً وهذا لمسناه في المؤسسات العلمية والثقافية سواء المحلية أو الإقليمية أو الدولية كذلك لمسنا صدى الترجمة من المهتمين وخبراء الترجمة وذلك من خلال الترشيحات التي قدمت للجائزة، والترشيحات التي قدمت في الدورة الأولى للجائزة 186ترشيحاً وهذا العدد بالنسبة للجائزة في دورتها يبعث على التفاؤل، وتتوقع من خلال الصدى الذي احدثته الجائزة في الأوساط العلمية في دورتها الأولى أن يزداد هذا العدد، كذلك لمسنا ذلك من زملائنا الأقربين في الجامعات وهم دائماً يسألون عن الدورة الثانية وعن موضوعاتها، كذلك الحراك الإعلامي الذي صاحب الجائزة خلال دورتها الأولى كان له دور إيجابي بالتعريف بالجائزة.. كذلك المسؤولون والمشرفون على مكتبة الملك عبدالعزيز وزملاؤنا في اللجنة العلمية كل منهم شارك في مؤتمرات عالمية وألقى محاضرات عن هذه الجائزة، وقد وجدت هذه المحاضرات عن الجائزة صدى واسعاً أثر إيجاباً على مكانة الجائزة، فنحن متفاؤل بأن الجائزة ستحدث صدىً ستضاعف معه - في كل دورة - الأعمال المترجمة، وستحدث كذلك نقلة نوعية في جودة الترجمة.
د. محد القويزاني الجائزة لوحدها لا يمكن تعالج مشكلة الترجمة وذلك بسبب بسيط لأننا لو فكرنا بهذه الطريقة لأخذنا ميزانية الجائزة ووظفنا بها ألف مترجم ليصدروا لنا ألف كتاب سنوياً أفضل لنا من أن نشغل أنفسنا بهذه الجائزة ولكن الأمر غير ذلك، إذ النهوض بالثقافة وازدهارها يبدأ من اسفل قاعدة الهرم إلى أعلى، لهذا يجب ان يتم تحفيز الثقافة، وتحفيز الترجمة والمترجمين لتطوير انفسهم.
التوصيات
؟ ضرورة انشاء هيئة وطنية للترجمة والتأليف من أهدافها:
رسم استراتيجية وطنية للترجمة و تقوم بتنسيق وضع الترجمة ومحاولة الإسهام برقي الترجمة كماً وكيفاً.
بناء معاجم متخصصة للحد من فوضى المصطلحات.. وذلك لأنها تساعد الباحثين خاصة في مجال الترجمة العلمية من العربية إلى اللغات الأخرى بمصطلحات مثبتة.
- الانتقال بالترجمة من الهواية إلى الاحتراف.
- النظر في زيادة وظائف المترجمين في ديوان الخدمة المدنية ودعم كادر المترجمين.
تعزيز الانفتاح الثقافي من خلال الترجمة.
الترجمة الدورية للمجلات العلمية المحكمة من خلال إقامة مشروع ضخم للترجمة العلمية، ومن خلال الترجمة الدورية للمجلات العلمية المحكمة لزراعة بيئة علمية متواكبة مع النهضة العلمية في العالم الآخر.
- انشاء مركز عربي لدراسة المصطلح وتوحيده في اللغة العربية.
تفعيل مراكز الترجمة في الجامعات العربية وعلى وةه الخصوص في الجامعات السعودية وتشجيع الدراسات الخاصة بالترجمة الآلية فبدلاً ان يمضي المترجم مدة ثلاث سنوات لترجمة كتاب لا يتعدى ثلاثمائة صفحة يترجمه في دقيقة واحدة، وإذا اردنا ان ننهض بمستوى الترجمة لا بد ان نبدأ الدراسات الجادة والمراكز البحثية والوطن العربي لتفعيل الترجمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.